عيون عجلون تبكي جمالها

mainThumb

22-04-2010 11:09 PM

 كنا نستمتع بشرب المياه النقية والتمتع بجمال مناظرها وسماع خريرها في عين (التيس) والعين الشرقية على مداخل بلدة عين جنا ، والفوار في وسط البلدة التي كانت مكان لغسيل الصوف ، وعيون عنجرة ، وعين القنطرة في كفرنجة ، وعيون راجب الرقراقة ، وعين الصفصافة ، وعين التنور في عرجان، وعيون بلدة حلاوة والكركمة ، وعين عبين وعبلين .......وعين القنطرة في عجلون .



كل ما ذكرت من عيون رقراقة ، وكل ماكنا نشاهده من مناظر خلابة اندثرت معالمها وتبدلت صورتها إلى واقع جديد لايخضع للمراقبة وأصابه الإهمال وتحول من لوحات طبيعية إلى لوحات تجريدية يصعب فهمها ، وعيون تبكي جمالها ؛ أصابها التلوث بالزيبار ، واختلطت مياهها بالمياه العادمة ، وتحولنا من أناس يشربون الماء النقي بالمجان إلى أناس يدفعون ثمن فاتورة المياه النقية 350 فلسا لكل لتر واحد .



السؤال المطروح الآن هل سلطة المياه لديها القدرة إلى ترميم ماهدمته لهذه العيون وبالتعاون مع مديرية السياحة والبيئة والأشغال من أجل رسم لوحة جديدة تنسجم مع زمننا الحالي وإعادة العيون للظهور حتى يسمع السائح والمتنزه خريرها ، ومد الطرق إليها والمحافظة على مصادرها من التلوث ، وعمل المتنزهات حولها لاستقطاب أعداد أكثر من السياح ؟ اليس من الأجدر بنا أن نشمر عن سواعدنا ونبدأ بمثل هذه المشاريع الإنتاجية ونفكر في التخفيف من المديونية التي يعاني منها هذا البلد الحبيب ؟ نحن في هذا البلد نتوق ونشتاق إلى مثل هذه المناظر الخلابة ................أتعرفون لماذا؟ لأننا نعيش في زمن المتناقضات والتردد وارتفاع الأسعار وسيطرة البنوك والحيتان على رأس المال الذين حشروا الشعب في مساحة ضيقة وخنقوه وتنفذوا ببقية مساحات الوطن ، وضربوه بلا هوادة وبلارحمة .
 


ومتنفسنا الوحيد للتخفيف من أوجاعنا ونكد معيشتنا هو أن نتزود بمتطلبات رحلة ترفيهية ليوم واحد في الإسبوع إلى مثل هذه العيون والمناطق لكي ينسى المواطن نكد بقية أيام الأسبوع السابقة ليوم العطلة الإسبوعية ، وبعد ذلك يمسح المواطن من ذاكرته مايعيشه الآن من حياة مملوءة بالمتناقضات وقلة البركة في سعر العملات ، والفساد بين العباد ، ويعود لحياة البساطة ولو ليوم واحد وهو يوم الرحلة الإسبوعية . وكلنا أمل أن نبدأ بمثل هذه المشاريع ونساهم في وضع لبنات جديدة في بناء جسم الوطن وتحديثه بقيادة مليكنا أبا الحسين حتى نسير في مركب آمن وسليم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد