طحالب الصبايا

mainThumb

03-05-2010 10:22 PM

قرأت ذات مرة قصة طريفة عن الرسام المشهور بابلو بيكاسو؛ تقول القصة أن بيكاسو خطرت بعقله فكرة ساخرة ؛ فقد أحضر قطعة قماش بيضاء ثم اقترب بها من حمار كان بيكاسو قد صبغ ذيله بألوان عديده؛ أمسك بيكاسو بقطعة القماش وصار الحمار يحرك ذيله المصبوغ بالألوان ويفعل فعل الريشة على قطعة القماش.

 

بعد ذلك قام بيكاسو بوضع قطعة القماش بأطار جميل وقام بعرضها في أحد معارض لوحاته وأسمى تلك اللوحة بطحالب الصبايا؛ رأى الناس اللوحة مثلما رآها النقاد فأبدوا أعجابهم الشديد بها وبأنها من روائع بيكاسو؛ لكنها في الحقيقة من روائع ذنب الحمار.قصة رغم طرافتها الا أنها تحمل مدلولات كبيرة وكثيرة؛ اذ أن الحقيقة المفترضة هي أن اللوحة لم تكن جميلة على الأطلاق وأنها مجرد سخرية وعبث من رسام كبير بحجم بيكاسو اعتقد الناس بما فيهم النقاد والمختصون أنها من أبداعه؛ وأن وجود اسم بيكاسو على هذه اللوحة يكفي لأن تكون اللوحة جميلة.الحكمة العربية تقول أن عين الرضا كليلة وقاصرة دائما عن العيوب والأخطاء؛ وهي متعامية عن رؤية المعايب مهما عظمت بعكس عين السخط التي تتحول أمامها كل الحسنات الى مساوئ .

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

ملخص القول أن أشباها كثيرة قد لا نستطيع حصرها في حياتنا اليومية للوحة طحالب الصبايا في مختلف شؤون حياتنا نتلقاها بالرضا والترحاب لا لشيء وأنما لأنها ترتبط بالأسماء البرّاقة الكبيرة فقط دون النظر الى الجودة أو الحسن؛ ناهيك عن الأسماء التجارية الكبيرة لكل احتياجاتنا اليومية التي لا يمكننا الأستغناء عنها بأي حال.

فلان لا يشرب قهوته الا من المحمص الفلاني؛ وآخر لا يتنازل أبدا عن شراء الحلويات من المحل الفلاني؛ وآخر يشتري صحيفة معينة ولا يقرأ منها الا مقالا لفلان..الخ.

وأما بيكاسو ومن يشاكلونه في الشهرة في مختلف المجالات فحسبهم هذه الأسماء الكبيرة فليهنأوا بها لأن أسمائهم وحدها كفيلة بتحويل الأسود الى أبيض وقلما يتمعن الناس في جودة ما يرون لانبهارهم بالأسماء وحدها ؛ وصدق المثل الشعبي " اذا طلع صيتك .. خبّي راسك".

الى أمثال بيكاسو وأشباهه أقول:


ِاذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ

ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكونُ متى يكونُ



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد