الوحدة الوطنية أمانة في أعناق الجميع

mainThumb

09-06-2010 07:00 AM


لقد أكد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين – حفظه الله - خلال الاحتفال الذي أقيم اليوم الثلاثاء في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب.. بمناسبة عيد الجلوس الملكي وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش .. بأن الوحدة الوطنية أمانة في أعناق الجميع باعتبارها ركيزة الاستقرار.. وضمانة المستقبل.. وأنها خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه في كل الأحوال والظروف .. كما وشدد جلالته على وجوب التصدي لكل من يحاول العبث بها.. وأن الجميع مطالب بها .. كل من موقعه .. بالتصدي لكل من يحاول الخروج على القانون .. أو العبث بالأمن والاستقرار .. أو الوحدة الوطنية .. أو إثارة الفتنة أو الفوضى بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة ..



فمهما تكن التحديات التي تواجه أردننا العزيز.. إلا أن الإنسان الأردني الأصيل هو ثروتنا الحقيقية وخيارنا الأبدي نحو مستقبل مشرق واعد لأجيالنا القادمة .. فهو مكسبنا الأفضل من أي خيار .. وهو رهاننا ضد أولئك الذين يراهنون على وحدتنا وتماسكنا في زمن أصبح فيه وعي الأردنيين وفكرهم الراقي هو الصورة المشرقة لكياننا الحضاري .. ليكتوِ كل الحاقدين المارقين الذين لا هدف لهم إلا إشعال نار الفتنة بين الأخوة والأشقاء .



وإن كان مشهد تلاحمنا اليوم يفتك بكل من تخول له نفسه مس وحدتنا الوطنية .. فمهما يكن من أمر .. فنحن شعب لا نخضع لأهواء المنازعات والأفكار الخبيثة والمماحكات بين هذا وذاك .. فإيماننا العميق بمبادئ الايدولوجية الإنسانية العظيمة المتمثلة بفكر الثورة العربية الكبرى التي جعلت من الأردن نموذجا مصغراً للوحدة العربية .. مجسدين هذا الفكر على أرض الواقع مقتسمين لقمة العيش معتصمين بحبل الله القوي المنيع ومتعاهدين على المضي قدماً في بناء وطن الجميع كخيار حتمي يعلي الهامات ويخفق الرايات وتسمو به المواطنة الحقّة .. فالكلمات النقية التي تضمنها خطاب صاحب الجلالة .. لهي رسالة واضحة لتؤكد للجميع أن خيارنا الأبدي هو وحدتنا الوطنية ومن يمسها فهو عدو الأردن والأردنيين إلى يوم يبعثون .



فنحن الأردنيون عقدنا العزم أن نبني أردن الخير والبركة بهمة الرجال وسواعدهم القوية ونحقق أملنا وحلمنا في حياة كريمة فضلى لنا جميعا .. لتظهر في الأفق ملامح مستقبل زاهر لأبنائنا.. بالرغم من أن حجم التحديات التي تعصف من هنا وهناك كبير .. ولن يتم مواجهتها الا بهمة الأردنيين الغيارى على بلدهم ووطنهم .. فالأردن بحاجة لكل أبنائه .. وإن قصر بعضهم فعلى البعض الآخر ألا يأخذ على نفسه نفس التقصير .



فتجسيد وحدتنا بأروع الصور والمعاني يدفع بنا جميعا أن نكون الجند الأوفياء لتراب هذا البلد.. فمن حقنا أن نعيش أسرة واحدة .. ومن حقنا أن نفخر بتراب هذا الوطن الطيب المعطاء .. وطن المهاجرين والأنصار .. وطن الكرامة والرفعة والمنعة .. فمن الطبيعي أن نفخر ونفاخر الدنيا بأنا أردنيون .. إلا أننا أيضا نتمنى من كل الخييرين العمل على كبح جماح البعض الساعين الى المساس بكياننا وبمقدراتنا فصدور كل الأردنيين رحبة متسامحة تقابل السيئة بالإحسان وتشد أزر بعضها البعض .



إن التوافق والتفاهم بين أفراد مجتمعنا الأردني يعكس مستوى راق من الفهم .. فلا احد ينكر أن التنافس في أي مجال تنموي خدمة لقضايانا الوطنية حق مشروع للجميع .. ذلك التنافس من اجل هدف واضح ألا وهو شرف خدمة مجتمعنا وبلدنا لا من اجل زعزعة وحدتنا الوطنية وإثارة الفتن والقلاقل والتشبث بأفكار سوداوية هدامة هدفها – لا قدر الله – المساس بأمننا ووحدتنا الوطنية .



فلنتفق جميعاً على خدمة قضايا أردننا الذي نسعى إلى رفعته وتقدمة ونعوّد أنفسنا على أن نتفاهم من اجل مصلحته .. فعلى مستوى قياداتنا الهاشمية وحكومتنا الرشيدة والكوادر الوطنية هناك تفاهم يعكس نفسه في الأداء العام وفي التعاطي مع القضايا المهمة يمكن استثماره لإسقاط كل التحديات من اجل بناء الإنسان الذي هو اغلي ما نملك وأعز ما نستبشر .



فنحن الوحيدين معنيون ..أن ولاءنا وانتماءنا للأردن وان تلاحمنا هو مسؤوليتنا جميعا فلنبادر بتقديم أجندة وطروحات أردنية وطنية من شأنها أن تدفع الأهل والعشيرة والقوى السياسية وكل من له هدف واضح نحو رفعة الأردن وظهوره بأرقى صوره نحو بلوغ أهدافه النبيلة بأسلوب حضاري واعٍ .. عنواناً للتفاهم والتناغم بين مختلف شرائحة بكل همة ومسؤولية .. لنعي تماماً أننا شعب قوي منيع لا نخشى إلا الله عز وجل .. مدركين واقعيتنا ونظرتنا إلى هذا الطرح كخيار وطني .. وكضرورة حتمية لا عودة فيها .. باذلين كل الجهود الطيبة المتضامنة والمتماسكة .. من اجل بلوغ أهدافنا في الوحدة والحرية والحياة الفضلى .. خصوصاً أننا مقبلين على استحقاق ديمقراطي ضروري متمثل في الانتخابات النيابية فمن المسلم به أن نتذكر إننا لا زلنا في دائرة الاستهداف من الباغضين والباغين من أصحاب الأجندة الخاصة والصالونات المشبوهة ومن يتعامل معها ومن لفّ لفيفها .



لا نريد إلا أن نقدم مشهداً لتماسك مجتمعنا وتفاعل كل أبنائه في نصرة خيار الأردن أولا .. وفي تحقيق تنمية مستدامة في هذه الظروف التي تفتك بالضعيف .. فنحن أقوياء ابد الدهر بتماسكنا والتفافنا حول قيادتنا الحكيمة .. خاصة والعالم يمرّ بأزمة اقتصادية خانقة .. لا يعرف مداها .



نريد أن نثبت للعالم اجمع أن مشهد التآخي والتوافق والتكافل يتناغم فيه الجميع .. ويتكامل فيه الجميع خدمةً للأردن والأردنيين .. لإدراكنا تماما أن هذا المشهد يغيظ أعداء الأردن ويقتل شرذمتهم فخيبة أملهم كبيرة هذه الخيبة نريد أن نؤكدها ونعمقها .



فهذا هو الحب .. الذي تعلمناه .. فليحفظ الله الأردن .. وليديم علينا جميعا نعمة الأمن والاستقرار ليبقى بلدنا عزيزا غاليا تفيء بظله أبد الدهر .. فليكن شعارنا جميعا :

" أن الوحدة الوطنية أمانة في أعناق الجميع "


البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد