البطل الأمريكي .. ؟!
ولدت ولم أعرف أين ولدت وكيف ولدت؟ لم أجد من يرعاني, نشأت في بيت لا يوجد فيه أحد , أجد طعاما وشرابا لكن لا أدري من أين؟؟ لا يوجد من يعلمني كلمة, أو سلوكا, أو فكرا, فأنا لا أعرف شيئا سوى ما يبثه جهاز التلفاز الذي رافقني منذ أن ولدت, فهو كل ما أعرف؛ إنه أسرتي ومدرستي وكتبي, إنه وسيلة المعلومات الوحيدة لدي, فمن دونه لا أعرف شيئا .
لكنّ العجيب في هذا التلفاز أنه لا يحتوي ألا قناة واحدة فقط وتبث فقط الأفلام الأمريكية,..؟! فلم أعرف بطلا إلا الأمريكي, ولم أعرف فكرا إلا الأمريكي, ولم أعرف حياة ونمطا إلا الحياة الأمريكية. كبرت وأنا لا أجيد ولا أتقن شيئا سوى هذه الحياة .
رأيت البطل الأمريكي يقتل الأشرار, يحمي الصغار, يعيد الحقوق للضعفاء, يضحي بحياته من أجل غيره وبلده, يسافر آلاف الأميال ليحي الآمال ويرسم بسمة على شفاه الأطفال, فتلتقي بفضله الأسرة بعد طول فراق, ويشعر الناس بالأمان بوجوده, ويخلّص الشعوب من مصاصي الدماء, وناهبي ثروات العباد, فيعم العدل , وتحيى الديمقراطية في البلاد وتعاد حقوق الإنسان .
كم أحببت هذا البطل وتمنيت أن أكون مثله, فأنا لم أعرف مثلا أعلى سواه بفضل قناة التغذية الفكرية, وأفلام هوليود , فهو المنتصر دائما, وهو المخلّص الذي لا يقهر. فبكل جوارحي ومشاعري وأفكاري أحببته وكبرت على ذلك, وبعد أن أصبحت شابا فتيا وبعمر البطل الأمريكي, قررت كسر الحاجز وهدم الجدار والخروج إلى النهار, إلى شمس الحرية الأمريكية. فأنا لم أشاهد أحد يشبهني إلا في التلفاز, ولم أعرف شكلي وملامح وجهي قط, لكني توقعت أن أكون أبيض البشرة, وبشعر أشقر, وعيون زرقاء .
أنا كحي بن يقظان لكنّ الفرق بيننا أنه نشأ على جزيرة كبيرة, وتعلّم بالبحث والتجربة والبرهان, وكان يرى صورته انعكاسا لصفاء الماء, فعرف أنه ليس كباقي الحيوانات التي عاش معها..؟! أما أنا فنشأت في بيت يحتوي على غرفة وبيت خلاء وتلفاز وهو من علمني .
فكرت بالخروج وكرهت البقاء, فأنا بطل أمريكي جاهز للتضحية والفداء, بدأت بهدم الجدار حتى دخلت أشعة الشمس المكان وتفاءلت فقد آن الأوان للخروج من قبو الظلمة, حيث بدأت أرى ما رأيته في التلفاز فخرجت متحمسا فأنا بطل أمريكي لا أخشى شيئا, ثم سرعان ما شاهدت شريرا في زي جندي يضرب طفلا على رأسه, فجأة ارتعدت خوفا, وصدمت لكني تذكرت أني بطل أمريكي, فركضت باتجاه الجندي لأدفع الظلم عن الصغار, هكذا تعلمت من الأمريكان, فألقيت حجرا عليه, فأصابت رأسه, فوقع ولم يحرك ساكنا..لقد مات, فرح الصغار وعانقوني كما في الأفلام الأمريكية فأنا بطل أمريكي وسأحصل على وسام.. لكن فجأة جاء الجنود يركضون ويصرخون, أمسكوا بي وبالصغار, وأبرحوهم ضربا دون رأفة, وبدأوا يضربوني بعنف شديد وأنا مندهش مصدوم, وما عدت قادرا على التفكير واستيعاب الموقف, لكنهم لم يثنوا عزيمتي فأنا بطل أمريكي .
هكذا تعلمت من التلفاز ولا بد أن في الأمر خطأ, اقتادوني إلى غرفة مظلمة سوداء معتمة, وفجأة ظهر وجه بشع بصورة إنسان, فصفعني بقوة على وجهي, وسألني: لماذا قتلت الجندي؟ فقلت له أنا بطل أمريكي هكذا تعلمت الدفاع عن الأبرياء والأطفال..وهذا الجندي معتديا بزي أمريكي, فقال لي ساخرا: هذا فقط في الأفلام, هذا من الأحلام؟ ! فقلت له كيف ؟ فأنا أمريكيّ الهوى والثقافة ولم أعرف غيرها..قال لي: لكنك عربي الدم وهذا يكفي لأن تكون إرهابيا...ثم صلبوني وفجروا رأسي برصاصة كتب عليها البطل الأمريكي... فلم يكن الأمر إلا مجرد كذبة أمريكية كبيرة من صنع هوليود. هذه هي أمريكا...؟؟
rawwad2010@yahoo.com
الاحتلال يستولي على 531 دونمًا من أراضي جنين
الأردن والاقتصاد K: تحذيرات الفدرالي وفرص التعافي
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 70667 شهيدا
ارتفاع مساحات الأبنية المرخصة في المملكة بنسبة 12.3%
ياسر جلال ينتهي من تصوير مسلسله الرمضاني
بدء التحقيق مع حلمي عبدالباقي اليوم
وزير العمل: التقاعد المبكر يستهلك 61% من فاتورة الضمان
ولي العهد يلتقي رئيس الوزراء الهندي ويزوران متحف الأردن
ورطة الطبقة السياسية الحاكمة في العراق
الملك يهنئ منتخب النشامى بتأهله لنهائي كأس العرب
السعوديون على موعد مع حفل محمد شاكر
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
مدعوون للتعيين في وزارة الأشغال .. أسماء
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
أخطر الكتب في التاريخ .. هل تجرؤ على قراءتها
المفوضية الأوروبية تحقق مع جوجل بسبب الذكاء الاصطناعي
ارتفاع جنوني في أسعار الذهب محلياً اليوم
البدء بإنتاج أول سيارة كهربائية طائرة
وظائف شاغرة في وزارة الصناعة والتجارة .. تفاصيل
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
الخطاطبة رئيسًا لجمعية أطباء العيون
التربية تستغني عن 50 مدرسة مستأجرة



