الهمة في خدمة الامة

mainThumb

10-07-2010 11:24 PM

 ورد ايميلي الالكتروني عدداً كبيرا من رسائل الاخوة / الاخوات  القراء  الكرام  يطالبون  باعادة نشر مقالة  طويلة  كنت  قد  كتبتها  في  ما  مضى  من الايام , عن الانجازات  الملكية  فيما  تقدم  من فترة حكمه حفظه الله , وهي معنونه بــ ( الهمة في خدمة الامة ) معلليين طلبهم بعدم  وجودها على النت مثل الباقي من المقالات , ولا اخفيكم مشاعر السرور بهذا التفاعل , وانا اقدم اعتذاري كله بجسده  وروحه  لكل من لم  يأخذ حقه مني  بالرد عليه , وذلك ليس الا انه وكما يعرف الجميع ان هناك جوانب حياتية كثيرة غير الكتابة والتي ينشغل بها الانسان , واعدا ان شاء الله الجميع بالرد القريب اما بخصوص المقالة ,فهي طويلة  وارى  كما  فعلت في الماضي ان اقسمها الى ثلاث  حلقات , وها هي اول حلقاتها  بين ايديكم  والله الموفق.

   

هذا مقال جمعت فيه شتات  افكاري  وأوراقي , اكتبه  لأتحدث عن همم آل البيت خاصاً همة عميدهم جلالة الملك عبد الله الثاني ملك  المملكة  الاردنية الهاشمية بمناسبة احتفالات بلدنا الغالي بمناسبات وطنية سارداً اهم الانجازات من توجيهات وهمة ملك البلاد لنشحذ الهمم المخلصة للعمل نحو مستقبل زاهر في ظل قيادته الحكيمة ادامها الله.                                                                         
                                                                                             

 فعند التحدث عن همة رجل معين فاننا نقصد ( ارادته ,عزمه ,صبره ,مداومته وعدم الفتور وتقدير الامور, ومتابعته للحول  وعدم القصور في شخصه او في ما يريد من تحقيق اهداف مرسومة في ذهنه لتصبح عملاً ملموساً على ارض الحدث والواقع ..).                                            

 

هذا ما نعني من كلمة همة,  فلو نظر منصف الى همة آل البيت إبتداءً من سيد ولد آدم (صلى الله عليه وسلم ) لوجد القاسم المشترك في هذا النسب الشريف هو الهمة ..الهمة  , مع ما تحتويه هذه الكلمة من معاني , من هذه السلالة  الخيرة كان  الملك الشاب في همته الكبير في حكمته جلالة  الملك عبد الله الثاني الذي استلم دفة الحكم في الاردن , وفي منطقة الشرق الاوسط,  وما ادراك ما الشرق الاوسط , هذا الشرق الذي لا يجتمع اهل الحل والعقد في العالم في ندوة , او منتدى أو مؤتمر دولي أو حتى زيارات رسمية في ما بينهم الا ويكون له نصيب الأسد من القرارات , والمبادرات والتوصيات ....الخ  وذلك  منذ ستين عاماً فالعرب  كانوا يبحثون عن استقلال فلسطين فخسروا استقلال العراق والاردن جغرافياً بين فلسطين والعراق شرقاً وغرباً , ناهيك عن الغارات الجوية والتهديدات الواقعة والمحتملة لسوريا والسعودية,  والاردن بين سوريا والسعودية , شمالاً وجنوباً.

 

فجاء الاداء الملكي (الإداء القدوة الممثل في شخص الملك للتوجيه والتصويب واتخاذ القرارات في   عمعمة هذه الاحداث في المنطقة,  وابهر عطاء جلالته الفذ كل متابع منصف ومراقب موضوعي لمسيرة الاردن الحديث, بهرنا نحن الأردنيين أولاً بهمته وبالانجازات التي تحققت في فترة زمنية ليست شيئاً يذكر في عمر الأمم والتاريخ وأدهش اداء جلالته  اعجاب الملوك  ورؤساء الدول وكل المراقبين السياسين  بسعة الأفق والبصيرة  وغطت عيون كبار الأقتصاديين وكل الذين راهنوا على اداء جلالته , وبحجم الألمام المعرفي لديه بالنظريات والعلوم الأقتصادية من عهد آدم سيمث وريكاردو مروراً بكينز ونظرياته انتهاءً بفريدمان وبجميع أقتصاديي العالم النقديين منهم والماليين , لقد قام وصفق له واحتراماً لهمته واخلاصه في عطائه لشعبه وأمته , كل صاحب يدين يقدر جهود العظماء من البشر, الذين لو جلسوا في قصورهم  ووجهوا الأجهزة الإعلامية في دولهم لكان لهم ما يريدون من الثناء الزائف  ولكن أبت الهمة لجلالته ذلك ورغبت ان يكون الثناء واقعياً بعد جهد وتعب يلمسه كل ابناء شعبه وامته ,  لقد كان تقديرهم له ليس لأنه ملك في شخص انسان لقد كان دافعهم انه انسان صاحب همة في خدمة بلده, لم يفتر عطائه  ولم تخبو عزيمته في ما يريد من  رفعة شعبه منذ ان وضع يده على كتاب الله مقسماً على خدمة الأمة امام الملايين , فكانت النتائج كما يرجو كل انسان ولا أقول كل اردني من أمان واطمئنان  نحسد عليه.

 


وسأقدم بين ايديكم أمثلة داخلية وخارجية على همة جلالته فيما مضى من عهده  والواقع خير شاهد , فعلى الساحة الأقتصادية والخدماتية داخلياً تمثل الأداء الملكي بالتعامل مع هذه القطاعات بأن لاحظ جلالته شبه سيادة للبيروقراطية والمركزية بالتعامل مع المواطنين والمستثمرين العرب والأجانب , فكان لابد من قرارات بالتصحيح وتصويب المسيرة , لأن اي تأخير في انجاز المعاملات بالمحصلة خسارة للمملكة فجاء الأداء الملكي متخفياً للوقوف على حقيقة الحال , وعدم الأكتفاء بالقول كل شئ ممتاز (كما هو الحال في زيارات جلالته الرسمية  للوزارات .....) وذلك رسالةً منه الى كل موظف من الوزير الى المراسل في هذه او تلك الوزارة لعدم تأخير المعاملات اطلاقاً,  ولمن لم يستوعب هذه الرسالة الملكية المبطنة جاء التصريح بها مباشرة من جلالته اكثر من مرة  خلال ترأسه لجلسات مجلس الوزراء  وتشجيعه للعمل الميداني وعدم الركون للعمل المكتبي , ناهيك عن الحد من المركزية بالتعامل وإعطاء الحكام  الإداريين صلاحيات واسعة في متابعة المشاريع لمحافظاتهم ومسؤلياتهم المباشرة عنها , كل هذه الزيارات والتوجيهات الملكية  ( لأغتيال الانجاز ) والعمل بهمة وعدم التقاعس في تحقيق مصالح المواطنين والأخوة والأصدقاء العرب والأجانب , وبعد هذا كله هل يتوقع اي مسؤول في القطاع الاقتصادي أو الخدماتي أو غيره بانه ما دام جلالته لم يزر وزارته  أو المؤسسة التي يديرها , بأن ذلك يعذره وموظفية !!,  ألا تكفي الأشارات والتصاريح والنزول الى ميادين العمل والتشجيع ,ألا يكفي ذلك !!


          "    ولعمرك لقد أرتني الأيام      ..........    مالم ترني الاحلام   "

                                                                                    
اخي  القارئ :   لندخل  عباب المقال حيث جاء موعد الحديث عن موضوع التحول الأقتصادي في الاردن وما هو دور جلالته وبإيجاز , فالمشهور ان القضايا الأقتصادية متداخلة تداخل الدم باللحم , فإن حلت مشكلة إقتصادية اخذت بطريقها حلولاً لمشاكل اخرى , ولا تحل واحدة منها الا على حساب اخت  لها بإختلاف النسب والنقيض صحيح .

 

أقول : ان هذا التحول بدأ بالتركيز على القطاع الخاص وزيادة مساهمته في المشاريع التنموية وان كان قد جرى ذلك ببيع بعض الموسئسات العامة للقطاع الخاص , أو ما يعرف ( بالتخاصية ) والذي يحكم هذا التوجه هي الظروف الأقتصادية والأجتماعية ومعرفة لأحوال المنطقة والأقليم الذي نعيش فيه .

 

الأن السؤال المطروح بديهياً , ما هو دور جلالة الملك في هذا المنحنيات والمنعطفات الأقتصادية ؟؟

اقول :لقد رسمت همة جلالته النظرية والميدانية السياسات وأطر العمل للحكومات والتي من خلالها تقوم اي حكومة بالأردن بالأنجاز والتنفيذ ضمن هذه المرتكزات التي هدفها رفع مستوى دخل ومعيشة المواطن الأردني , وشارك جلالته كثيراً في  اللقاءات والمؤتمرات الأقتصادية بين القطاعين العام والخاص , وماهية المؤسسات التي يجب خصخصتها,  ولا يتصور صاحب ادنى فكر ان ذلك يأتي جزافاً أو بألأستهام مثلاً (القرعة ) ولكن بعهد دراسات قدمت لجلالته , دراسات تحليلية , دراسات جدوى اقتصادية..الخ ,  من اصحاب العلاقة والفكر الأقتصادي ولا يخفى ان  بعض العائدات للتخاصية وجهت للمشاريع التنموية في المملكة وجزءاً منها لسداد المديونية الخارجية  ومن نفل القول  الأقتصادي انها تدعم  الا حتياطات والأستقرار النقدي   في   المملكة                                                                      

                                           

هذا كله من جهد وهمة سيد البلاد لحث القطاعين العام والخاص للاستمرار في العطاء وعدم التوقف لمواكبة  العصر الحديث (عصر العولمة والكونية , وتلاشي الحدود والسرعة,  وعدم النظر للخلف).

 

عزيزي القارئ: ألا يكفينا من جلالته تسلق المرتفعات وشاهق الجبال ونزوله اعماق البحار لتصوير وتسويق الأردن الحديث , فالله در ابا الحسين لقد نزل للأعماق لرفع شعبه  وبلده للآفاق وأرتفع مع ذلك النزول رصيد إجلالاً لنا  ومحبتنا واحترامنا للهمة الهاشمية في شخصه


"      ولعمرك ان النزول لا يعيب    ..............    ان كان غاية النزول أرتفاع    "

 


الا يدفع ذلك كله الاردني ذكر كان  او انثى لمضاعفة الجهد والعمل , واللبيب من الاشارة يفهم ,وياليتها اشارة,فهذا عمل شاق من جلالته اخذ من وقته الكثير , ولقد تقزمت همم الاحرار امام عظيم همة جلالته , وان نفوس الرجال ذوي الهمم لتذوب حياءا باثوابها عند مشاهدة افعال قائدها في خدمة بلدة وامته.

 

وبعد كل الذي ذكرنا هل نجحت همة جلالته في مثل هذا التوجه الاقتصادي ؟هل النتائج ايجابية كما هو متوقع ؟


اجيب بدون محاباة لاحد نعم ,لقد نجحت همة وجهود جلالته بتاسيس القواعد الاقتصادية وانطلقت الحكومات بقطاعاتها منها, ولكن اخي القارىء ثمار الزرع والغراس لمثل هذه التحولات لا تكون انية او في


) المدى القصير , ولكننا بالضرورة والحتيمة سنجنيها ولا يظن عاقل حدوث ذلك بين short-run(   شروق الشمس, وظهور قمر ( كم كان يجول بخاطري ويثلج صدري ,  ان تركز الحكومات المتعاقبة جهودها الاقتصادية على الاستثمارات والقروض الصغيرة بشكل اكبر ولا بأس من اعطاء قطع من اراضي الدولة للافراد المستفيدين من هذه القروض لبناء منشأت صغيرةعليها وذلك يساهم كثيرا في ان تحل الصعوبات الاقتصادية بعضها البعض , فالبطالة تولد فقرا ومشاكل اخرى , وحل الاولى هو حل للثانية ما ينتج عنها ...  وهكذا ) .                                                                       

                                                                   

هذه شذرات عن التحول الاقتصادي ولم اتحدث عن منطقة العقبة الاقتصادية وجهود جلالته في هذا الاتجاه, وتوكيل نشامى اردنيين من اصحاب الخبرة والدارية, لعمل البنية التحتية للاستثمارات الكبيرة المتوقعة ,ولمن عنده شغف الاستزادة فالدوائر الرسمية المعنية جاهزة لتجيب كل سائل .

 

اما على المستوى الدولي اقتصاديا "فحدث واطل وضع بجانبك ابريقا من الماء" فهمة عميد اهل البيت بحر لا ساحل له, فقد رفع الاداء الملكي خارجيا ً رؤوس كل الاردنيين الشرفاء ولا اغالي ان قلت كل الشرفاء العرب "اللهم لا حسد",فمن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الى المنتدى نفسه في الاردن , وفي كل مكان , وما بين ذلك من زيارات ملكية طابعها الغالب اقتصادي الى الصين,اليابان ,المانيا ....وعدة بلدان اخرى , واكب ذلك داخليا تعديل لبعض القوانين والتشريعات الاقتصادية لتشجيع وتحسين المناخ الاستثماري, وذلك لجعل  المملكة واحة استثمارية  "  انموذج للمنطقة كلها " ومن يريد الاحصاءات ولغة الارقام عن التكوين الرأسمالي بالاردن والتطوير الذي طرأ عليه ماذا كان ,وكيف اصبح , ما عليه الا التوجة الى مديرية الاستثمار وكلنا ثقة بأنها ستسد رمقه  في هذا الخصوص.

 

وبعد اخي القارىء :  "  أليس ما يضحك الثكلى ويبكي العروس  "  ان تأني شرذمة ممن ليس لهم انتماء ولا مرجعية وطنية وعلى بعض الفضائيات لتثبت الشائعات التي تهدم كل شعور جميل وكل انجاز هدفه تقديم الاردن الحديث ورفع مستوى المواطن الاردني !!!.

 

ماذا نقول لهؤلاء الخسة وقراصنة المشاعر من البشر ,هؤلاء الذين لا يحمدون الله على شيء ,تراهم ومنهم من يركب الشبح ( ولا ندري فلعل الشبح يركبهم ) يصرخون كمن يصرخ من اتاه السيل بالليل فالحذر كل الحذر من طيور الظلام ايها الاردنييون , لا تسمعوا الى ما يتشدقون به فهم محترفون بالتخريب المعنوي وضر نافع العمل وليكن مصل مناعتكم انتمائكم الاصيل للعروبة والقيادة الهاشمية

 والى لقاء في حلقة اخرى                                         


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد