الهمة في خدمة الامة / 2

mainThumb

19-07-2010 07:41 AM

بعد ان عرجنا في الحلقة الاولى من المقال على الجهد الاقتصادي الملكي بوطننا الغالي, نتابع مع من يقرأ هذة السلسلة من ( الهمة في خدمة الامة) جهود ملك البلاد التي قدمها لابناء شعبه وامته,وسنستعرض واياكم جهوده حفظه الله, فيما يخص العملية الديمقراطية بالبلد, وبعض الجوانب الانسانية في شخصه داخلياُ وخارجياُ, وهو واقعاً لا ينكره الا كل جاهل معاند, لم يجد الفكر السليم الى عقله مدخلاً, ولو وجد لخجل ان يطرقه, قاصدين بيان همة جلالتة في هذا الاتجاه, فلن يستوعب هذا المختصر من المقالات كل الجوانب.



 اقول: انصافاً ان ركائز العملية الديمقراطية في الاردن موجودة من قبل عهد جلالته, وقد طورت في عهد الراحل العظيم جلالة الملك الحسين رحمه الله, فوجود مجلس الشورى ومن ثم مجلس الامة بشقيه الاعيان والنواب , وان كانت موجودة بالاردن منذ تأسيسه ,الا انها تقدمت اشواطاً في عهد المغفور له, ولكن في في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني, كان التوجيه الملكي للحكومات بضرورة تفعيل وتطوير ادوات ومؤسسات المجتمع المدني, ولنأخذ كمثال على ذلك عملية التعددية, وتحديداً الحزبية منها, وهي من اعمدة الخيمة الديمقراطية لاي كيان ومجتمع , وكما وعدتكم لن اسهب بالموضوع.



 كانت رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني في بداية عهده, هي دعم عملية الاندماج الحزبي, بمعنى تجميع الاحزاب الصغيرة بأعضائها واتجاهاتها لتكوين تيارين او ثلاثة , فقد كان في الاردن اكثر من 30 حزباً , وفي دول كبرى كامريكا وبريطانيا حزبين,حتى اسرائيل يقود العمل الحزبي فيها حزبين , لكن اخي القارىء كثيرا من هذه الاحزاب لم يكن لديها خطاب سياسي او اجندة عمل وطنية, او حتى برنامج يتحرك الحزب على اساسه لقواعده الشعبيه!, (ان وجدت قواعد اصلاً) هي عبارة عن احزاب يافطات كما اطلق عليها, وبسبب الديمقراطية في الاردن هذه الاحزاب مسجلة بوزارة الداخلية تحت اسماء احزاب , (بلا ادنى شك انا اومن بأن تعدد الاراء ووجهات النظر, يجلي الصورة ويقربنا للحقائق وصواب العمل, وهذا بالدمج لن يلغى, بل يزيد الاندماج زخمه وانتاجه). والاسود وغير المحمود, وجود بعض احزاب ولائهم دخيل, ويتمولون خارجيا, ليعملوا على ايقاظ النائمة, فكان رأي جلالته السابق الذكر كعملية تنظيمية للعمل الحزبي ,وقامت الحكومات بعمل لقاءات مع الاحزاب بأطيافها لتوحيد الجهد الحزبي, ليخدم الصالح العام ,فأين الخطأ في ان تجمع وتدمج الاحزاب معاً, فتم دمج بعض الاحزاب حتى تقلصت الاعداد حالياً الى 18 حزبا - وما زلت ارى ذلك كثيرا وان على الحكومة بذل جهود اكثر في هذا التوجه -.



 ً اما ما يخص المعارضة, فمن قال لك انا لانريد معارضة , نحن لا نريد اية معارضة, نريد معارضة هادفة تطرح البدائل قبل ان تناكف وتعترض, نريد تعدد الاراء ووجهات النظر, واختلاف المشارب, وكنتيجة لذلك تباين الاساليب بالطرح, اما ان كان المشكل هو من يقود التيار الفلاني ,ومن امينه العام , ومن يمثله بالحكومة, فهذا طرح اخر لانتناوله في هذا المقال, نحن نطرح افكار جلالته لعميلة دمج الاحزاب وهي ما زالت مستمرة, والذي هو لصالح الوطن والمواطن فأين الخطأ بالصواب!؟. اما فيما يخص الفروع الاخرى للديمقراطية, فالانتخابات النيابية, اجريت بمختلف انواعها ومستوياتها السياسي والاجتماعي منها , وها هي قادمة , وليست منا ببعيد, مع تشجيعه ادامه الله لاحترام الرأي والرأي الاخر, وموأزرته لحرية التعبير , وعدم اقصاء الاخر, وعدم التخندق والتحصن خلف الافكار البالية والمستهلكة, فمنطقاً لا يجوز تطبيق الافكار والطروحات الماضية على الحالي من العصر, كل ذلك في مصحلة من عزيزي متناول المقال ,هل طرق ذهنك وفكرك ان همة وجهد جلالة الملك بهذا المجال وغيره, كان حملة اعلامية ودعائية لانتخابه ملكاً مثلاً! (ان جاز ذلك ابتداءاً) الايشهد الحاضر والباد, والعدو وعدوه.. بأنه ملك من سلالة ملوك, وان جده عليه صلوات الله وسلامه سيد اهل الارض والسموات قاطبة, منذ ابو البشرية حتى يوم اذا الشمس كورت.



 اذن لمصلحة من يعمل جلالته؟ دعني اجيبك لان لسان الحال آن له ان يجيب, لمصلحة بلده وشعبه وامته, لماذا ؟ لان المسؤولية عند ال البيت تكليف يجب العمل بأخلاص وبكل همة وعدم تقاعس اتجاهها. وهكذا اخي الاردني/ اختي الاردنية: لنتعلم من همة جلالته, الا نتعلم , الانرتقي بأدائنا للاداء الملكي, الاداء القدوة, اوحتى قريبا منه, بالتعامل مع قضايانا وقضايا العصر, والحياة اغيار, ولا يجب ان نبقى ثابتين, والامم والبلاد التي تبحث عن الرقي والتقدم لا تكتفي بالاستماع للاحداث بل تحاول ان تصنعها, وهناك قول مأثور لاحد العظماء حين قال: لا اريد ان اسمع اخباراً اريد ان اصنع اخباراً, وجلالة الملك ايضاً يريد المشاركين بالتنمية بوطنه لا المتفرجين عليها, يريد الشباب الذين يحملون البلد لا الذين تحملهم البلد . الى متى اخوتي نبقى نغرد خارج السرب!, نرفع اصواتنا نريد الاستثمارات والمصانع والمناطق التنموية والصناعية, والبعض منا استثمارته في الخارج تتجاوز التسع خانات رقمية, الا نخجل من انفسنا امام هذة الطروحات!! , ام نظل نضرب اليسرى باليمنى عاجزين مرددين , ماذا قدم البلد لنا, اليس من الانصاف ان يقول الاردن لابنائه, مذا قدمتم انتم لي؟؟؟.



 الان دعنا اخي القارئ نبتعد قليلاُ ونرجع الى اصولنا الانسانية , نطوف ونحلق فوق جانب البستان الانساني في حديقة جلالته, لنقطف زهرة تلو اخرى من هذا البستان الملكي, فعند تعرض كاتب او اديب للجوانب الانسانية عند البشر وسكان المعمورة, فأول ما يطرق ذهنه ويدنو لذاكرته بالمقابل الفقر والفقراء, واهل العوز والايتام, ويدور فيلم البوساء في خياله, وتقترب مناظر لا تفرح النفس الانسانية لرؤيتها, مشاهد تهز المشاعر وتدمي القلوب, ولكن هل يترك الفقير لفقره ينهشه عزيزي: وكما ان الغنى بالغربة وطن... فالفقر بالوطن غربة هنا لم ترضى الهمة الهاشمية في انسانية جلالته ان يكون هناك غريبا بين ابناء شعبه, خاصة هولاء الذين تغربوا ليس تقاعساً منهم , ولكن شاءت المقادير ان تكون رياح الحياة اقسى واشد منهم, وانحنوا امامها اما لكبر في السن, او لفقدان المعيل, او نتاج اخطاء متعة غيرهم...الخ, لما ذكرنا كان لابد من وجود الاب الحاني على اسرته ( هذا ما قاله ابو الحسين في احد لقاءته المتلفزة, انه اصبح اباً لكل اردني), فصال جلالته وجال في الجهات الاربع لبيته الكبير, فكان قولاً تبلور افعالاً من كلتا يديه الحانية والبانية, فالحانية زارتهم تحنو عليهم وتخفف من قسوة الظروف اتجاههم, ترفع من ههمهم, ان لا يستسلموا فالامل مجسداً امامهم, والبانية بنت لهم الاحياء والقرى, والكل رأى, ومن سلب الرؤية, سمع, عن زيارته في اليوم الثاني من تقلده لمهامه الدستورية لدور البراعم والايتام, وبرفقته زوجته ام الاردنيين حفظها الله, وبهذا اكتملت معادلة الابؤة بطرفيها اب وام لكل يتيم, ابا يرعى شؤونهم ويوجه المسؤولين للعناية الفائقة بهم, واماً رؤوم تتابع كل صغيرة لابنائها , وتتقدم المسيرات الصيفية, والحملات الانسانية شتاءا لجمع التبرعات لخدمتهم.



 اخي ..اختي : الكرة الان في ملعب النشامى, (الميسورين منهم) ليرتقوا بادائهم ويستشعروا احوال اخوانهم الذين خيم الفقر عندهم لاسباب تقدم ذكرها, وللانصاف فان جزءا من هذه الكرة ايضا في ملعب الفقراء "القادرين منهم" الذين يجب ان يرفعوا مستوى معيشتهم, وان يحاولوا ولا يعجزوا, حتى بالاعمال البسيطة منها,فالفقر يتلذذ بالفقير, ولا يجب ان يتلذذ الفقير به, وان يرضى ان يكون حاطباً في حبل غيره ,كمن نشاهدهم وتراهم عزيزي ,شباب بمقتبل العمر على الاشارات الضوئية , وابواب دور العبادة ,امتهنوا التسول فرحين به ,فلا هؤلاء بالفقراء الذين نقصد ,ولا باهل الحاجة المساكين التي توجب الصدقة عليهم ,وليس الذي ياخذ منهم بفقير, ولا معطي لهم بالمحسن الذي يتحقق من مصارف صدقته ,فالمقصود معلوم مشهور ,هذا على المستوى المحلي (بجزر وبدون مد).



وهل تعدى البعد الانساني بجلالة الملك حدود المملكة ؟ بلا ,ففي جوارنا تقع الاراضي المقدسة, ويرضخ اخوة لنا تحت السفح الصهيوني ,مقاومين للاحتلال ,فسقط الشهيد تلو الاخر,وحمل الجريح منهم للمستشفيات الاردنية القابعة عندهم (مستشفى اردني في مدينة رام الله, ولاحقاً مستشفى رقم 8 في غزة وما زال هناك) وان لزم الحال فعندنا بين اخوانهم ,وباوامر من جلالته, قبل الاردن ان يكون القاعدة للمساعدات الانسانية,التي قدمت من الاخوة العرب,والاصدقاء الاجانب , والتي تنطلق عبر جسوره للاخوه الفلسطينين, وعندها ايضا قاد عميد ال البيت "ابا الحسين"حملة التبرع بالدم ,وتمدد بشخصه على سرير التبرع ورأه الملايين من خلال شاشات التلفزة والصحف المحلية والعالمية ,وبهذا ضرب جلالته اروع الامثلة بالانسانية ,وكيف لا, وهو وريث الهاشميون الذين تحملوا المسؤولية ومشاقها منذ بزوغ فجر الاسلام, اما فيما يتعلق بالعراق واهله ,فلا يوجد بلدا اكثر من الاردن بشعبه من تحمل التبعات,وقدم المساعدات للانسان العراقي بمختلف اصوله وعروقه منذ حربه الاولى ,ولغاية الحالي من الوقت.


 وبالجانب الاقصى البعيد في العالم من المملكة ,طالت اليد الهاشمية الخيرة جرح كل متألم في ارجاء الارض, بواسطة ادأتها الهيئة الخيرية الهاشمية ,(ولا اعرف صدقاً عدد الطائرات التي تم ارسالها للمنكوبين في العالم, لكثرتها بالطبع ,وهذا ليس مما يحفظ ولكنه في الهيئة مؤثق) فقد وصلت طائرات المعونات الهاشميه حتى افغانستان والشيشان والى كل ارجاء الكرة الارضية, وبما ان المطلوب دائما الايجاز والاختزال , فلم نبسط الحديث عن مركز الحسين للسرطان ,ولم ناتي على سيرة اخواننا المعاقين وعناية جلالته بهم, وتكريمهم ليقوموا بدورهم في خدمة بلدهم,هذا داخليا,اما عربيا فلم اتطرق للكوارث الطبيعية في الدول العربية ,ودور الهيئة الخيرية الهاشمية والمساعدات التي قدمت مشهود مشهور ,وعلى النطاق العالمي فالحروب والكوارث اكثر مما يحصى , و....كثير ,فهذا المقال يتحدث بالكلمات لا بالحروف, اجمالاً لا تفصيلاً, والا ما وسعت بطون الكتب التفاصيل.


 والله الموفق. الى لقاء في الحلقة الثالثة rjaalbedoor@ yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد