غربان و كتاكيت

غربان و كتاكيت

20-07-2010 04:21 AM

العجب العجاب نراه في معظم الاحزاب الاردنية, احزاب تتفرد عن كل ما هو مألوف في هذا الكون الواسع , حالات فريدة تناقضاتها عديدة, زاخرة بالسقطات و التخبطات,  بلا بصمة .
 


لم أجد و صفاً لأحزابنا العتيدة خيراً من الوصف أعلاه على اختلاف مشاربهم , و حاولت أن اتأمل الكائنات التي خلقها الله لأنظر من من هذه الكائنات يشابه احزابنا الاردنية , و بعد تفكير عميق خرجت بكائنين اثنين , الاول ذلك النجم الاسود نذير الشؤم ((الغراب)) و بالفعل هناك بعض الاحزاب عندنا تشابه هذا الكائن طبعاً و سلوكاً و هي احزاب ذات ايدولوجيات متعددة , تنعق دائماُ بالخراب و تنذر بالويلات , تقف معارضة دائما لكل ما يطرح, لا هدف لها إلا تغليط الحكومات و المزايدات و المناقصات , وكيل الشتائم و الانتقادات بداعي و غير داعي , دائماً مفترضة لسوء النية , لا يرون الجانب المشرق في اي أمر تطرحه الحكومات , فلو أن الحكومة و قعت اتفاقية تعاون مع دولة موزمبيق لوجدت هؤلاء معارضين منتقدين لهذه الإتفاقية  و لأوجدوا ألف عيب في موزمبيق, و لو أن الحكومة بالغد أعلنت أنها ستطبق الشريعة الإسلامية أو الاشتراكية بالحذافير , لعارض هؤلاء هذا التوجه مع انه اصل الأيدولوجيات التي ينادون بها و يتمترسون خلفها .


 
و على الجانب الأخر يقف مترددا كائن أخر مثير للشفقة إنه ((الكتكوت)) , نعم عندنا كتاكيت حزبية لا ترى إلا ما تراه الحكومات , لا تناقش لا تعارض لا تجادل متبلدة و طنياُ, تحسب حساب كل تصرف بداعي و غير داعي منسلخة عن هموم الوطن و المواطن ,تخاف ان تتحدث في أي موضوع خشية ان تغضب عليها الحكومة ربة نعمتها, احزاب اهدافها شخصية على الاغلب , تقوم بالتلميع للأشخاص و بعض السياسات غالباً, و يجب ان لا نغتر اذا احتوت هذه الاحزاب على  بعض الشخصيات ذات الوزن الثقيل فالوزن ثقيل و النهج نهج كتاكيت و المصلحة الشخصية تعلو كل اعتبار.
 

 

و لنأخذ مثلاُ , قانون الانتخاب الاخير و موقف الغربان و الكتاكيت منه , فالغربان رأت به شر مطلق أوحاه الشيطان للحكومة , و لم ترى به هذه الغربان الحزبية أية نقطة ايجابية و بدأت بمهاجمته بلا هوادة.

 


أما الكتاكيت فقد امتدحوا و تغزلوا بهذا القانون حتى خيل إلي انه انزل من السماء و دافعوا عنه و انا و اثق ان معظمهم اتخذ هذا الموقف الانبطاحي الإيجابي حتى قبل الاطلاع على بنود هذا القانون.

 

ولكن للأمانة العلمية هناك بعض الإستثناءات الفردية البسيطة التي تشذ عن هذين النهجين (( الغربان و الكتاكيت))    ذلك ان بعض الاشخاص المنتمين لبعض هذه الاحزاب يرفضون تلك الطرق بالتعاطي مع الامور و لكن كما قيل بالمثل المستهلك (( الكثرة تغلب الشجاعة )) .

 

و لا اظن ان تقدم الوطن و تعزيز الديموقراطية و قيمها سيتم من خلال هذه الاحزاب اذا استمرت بانتهاج ما سبق من تخذيل او انتهازية , و لا اظن ان هذا ما اراده جلالة الملك حين نادى بتعزيز الحياة الحزبية و دعمها و النهوض بها , فهذه الدعوة للأسف  تلقاها نوعان , نوع سيئ النية متذمر ناقد حتى النهاية , وإن كنت اقر له بالشجاعة و الجرأة , و نوع أخر لا نية عنده اصلاً , مداح , حكومي اكثر من الحكومة, وهذا لم أجد شيئاً يقر له به.

 


إن ما نريد احزاباً وطنية حقيقية تعلم متى و ماذا تعارض و متى و ماذا تؤيد , ملتحمة مع الوطن و المواطن , مراعية للدستور محترمة له , و اضعة مصلحة الاردن و الاردنيين فوق اي اعتبار كان, إئذاك فقط ستبث الحياة في هذه الاحزاب و ستكون ذات كلمة عليا , هذا ما نريد فقط, فلا الغربان تروقنا و لا الكتاكيت تستهوينا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد