الانتخابات والوعي الجماهيري

الانتخابات والوعي الجماهيري

20-07-2010 09:56 PM

  كل واحد منا يقول  إن للعملية الانتخابية قطبان رئيسان او ركنان  هما المرشح والناخب لكن لم يخرج  واحد  في مجتمعنا ليقول ان هناك ركن ثالث جوهري  مهم كأهمية الركنين الاولين بل  ويجب ان يكون الاكثر اهمية ألا وهو   البرنامج الانتخابي   للمرشح أو حتى  لكامل العملية الانتخابية . كان ذلك من واجب الدولة نفسها حين اعلنت عن وجود    انتخابات  لم تعرض على الملأ الهدف الأسمى  والعالي من اجراء هذه الانتخابات  بحيث  يرفد كل مرشح برنامجه الانتخابي  والذي يجب انا يكون  بقدر عال  من الوضوح والشفافية وذلك لإقناع الناخب باختيار المرشح الأكفأ والأقدر..



. فما نجده الآن  أن  كل واحد يتقدم بطلب  للترشيح  وهذا حق كفل له الدستور  ذلك لكن كان من الأجدى أن يكون  مع طلب الترشيح ذلك والذىتقدم به المرشح ان يكون مقرونا ببرنامجه الانتخابي  بحيث يكون في برنامجه هدفا خاصا  رئيسا نابعا من جملة الأهداف الموضوعة من قبل الهيئة العليا للإنتخابات عند الاعلان  عن وجود مثل  هذه الانتخابات ومهمة الهيئة العليا وضع مجموعة الأهداف العامة الرئيسة  والتي  تخدم الصالح العام  دون  المصالح الفردية. بذلك تتوزع جميع الاهداف العامة  على المرشين بحث تكون هذه الاهدافةقابلة  للتنفيذ ويقتدر عليها. واذا ما توصلنا الى هذا السياق  يكون لدينا الوعي الجماهيري  المؤطر والقادر على التطوير والتغيير  الفعلي والعملي وليس  الاعلان الكلامي والذي  يعد جعجعة لا من  فائدة منها عبارات رنانة وكلامات مزخرفة بيانيا  سجعا وطباقا  .



وهذا ما سيجعل المرشح ملزما نفسه علىان  يطور نفسه قبل  الدخول في العملية الانتخابية  فيكون قادرا على توصيل  افكاره وخططه  الى جهوره  ويقنعهم  بنفسه  ليكون ممثلا عنهم  تحت قبة البرلمان  امينا على مصالحهم  ومطالبهم  ذلك ان هذا  المرشح  ادرك وفهم  معنى المصلحة  العامة   وعرف مستلزماتها وواجباته  نحوها   وعهده  اليها .



فهنا يجبر  المرشح  نفسه على ان يحاسب نفسه اولا  بصورةموضوعية وشفافية ووضوح  عن قدراته  وامكاناته   امام هذا الموقف  وإلا  بذلك عليه  الانسحاب مقتنعا بقرارة نفسه ان هناك من هو الأكفأ  والذى بالطبع  يصب في مصلحة الوطن والمواطن حيث تظهر  الصورة الجلية المشرفة للمواطنة الصالحة الشريفة  . أما الذى يستمر عنادا  رغم معرفته بضعفه  وعدم كفاءته  فالجماهير  قادرة على ان   تلفظه  وتتركه يعوم   بمفرده  فلا يقوى على ان يقطع   النهر ولاان يكمل المسير.



 وهنا اعجبنى  مطالبة القيادة الشباب الوعي التام عند اختيار  المرشح الأصلح  حيث يقوم هؤلاء الشباب بتمحيص  واختبار  برنامجه الانتخابي  بميزان مصلحة الوطن والمواطن  لا  المصلحة الشخصية   والذاتية الضيقة  والتى تشمل مجموعة بعدد اصابع اليد او ثلة قليلة  تبحث عن مكاسب  مادية  آنية  او  شخصية   نابعة من الانانية الذاتية  وكما هو الحال  في مجلس النواب السابق او ما قبله  وهنا اذكر مثالا    وعلى سبيل الذكر لا الحصر  ان احد النواب قام  بمساومة الوزراء وتمكن من تعيين اربعين  من اهله  واقرباءه    وليس لهم دور في التعيين  في  مجالات متنوعة وهنا اقول بشفافية تامة لو ان كل نائب  فرض على الوزارة تعيين مثل هذا العدد سيكون مجموع  المعينين خمسة الاف  من قبل النواب ترى   كم سيكون نصيب الشعب   غير  المسنود ظهره الى نواب  يساعدونه  اى ان حركة التوظيف اصبحت مقترنة بالنواب وهنا طبعا  بسياسة (حك لي حتى احك لك )  نظام المساومة والمقايضة .



   ومن خلال العملية الدعائية للمرشح  يجب على الهيئة العليا للانتخابات  متابعة البرامج الانتخابية لكافة المرشحين   بحيث  يفرز اطار عام ومفهوم جماهيري ان كل من  يقدم في برنامجه    ما يدعو الى مصالح فردية  تضر بالمصلحة العامة او تهمش المصلحة  العامة لحساب المصلحة الشخصية  يكون دور الهيئة العليا هذه  الغاء  الحملة الانتخابية للمرشح  وقد يقول الدستور كفل له  الترشيح ونحن نقول والجماهير تقول ان الدستور حرص على المصلحة العامة ان تكون سيادية  ومسبقة على  المصلحة الفردية    وبالتالي  ينضج الحرص  الشعبي الجماهيري  على الصالح العام  وليس الخاص  ونستطيع في ذلك  وبصورة تراكمية تربية الفرد وتنشئته على  ان يكون مواطنا شريفا . مما  سيخلق النزاهة الفردية  حيث  ستختفي  الانانية    وعملية شراء الذمم   وشراء الأصوات اما بالمال او الوعود الزائفة وكلمة صريحة ان الذى يشترى  الذمم والاصوات  يكون لديه علم مسبق أنه ليس ذو كفاءة ليحمل العهد   ويوفي الوطن حقه .



 وقد يقول  احدنا ان هذا الامر صعبا ولكنها الخطوة الاولى نعم لتكن الخطوة  الاولى ولنحاول  المهم ان نبدأ  وبعد ذلك  ستذلل الصعاب  وسيقل الخطأ أولا بأول  حيث ستزيد قدراتنا  على استدراك  كل ما يحتمل  من اخطاء  في الآتي  ومرة على مرة   سنصل فعلا  الى  النزاهة الذاتية  التي بدورها  يكون لها العائد الأكبر  على المصلحة  العامة للوطن والمواطن    -  والله  من وراء القصد  - 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

البدور يجري زيارة تفقدية ليلية مفاجئة لمستشفى الحسين بالسلط

منخفض جوي بارد يؤثر على المملكة السبت .. التفاصيل

بدجت لتأجير السيارات تحصل على شهادة Great Place to Workفي الأردن

بلدية الرصيفة تبدأ مشروع إعادة إحياء المتنزه الوطني

الأمن العام يهنئ أبناء الطوائف المسيحية بالأعياد المجيدة

عطية الميت في المنام خير أم شر

الوحدات يودع دوري أبطال آسيا 2 بعد خسارته أمام الوصل الإماراتي

كأس إفريقيا .. خطأ فادح بمباراة مصر وزيمبابوي يثير السخرية

إحالة 16 شخصا أثاروا النعرات الدينية والطائفية لمحافظ العاصمة

الجيش يدمر أوكارا لتجار أسلحة ومخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية

الجيش يُحّيد تجار أسلحة ومخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة

خبر وفاة عايدة رياض يهز مواقع التواصل والنقابة تعلق

واقعة الفجر تثير الجدل .. خلاف بسبب ارتفاع صوت القرآن بالمسجد

الملكة تهنئ بالميلاد المجيد

غضب في المغرب بسبب مشاركة محمد رمضان بأغنية بطولة إفريقيا