أمريكا وعالم التناقضات

mainThumb

20-07-2010 10:00 PM

 1 - الأنسان الآتي للعالم الأمريكي يحمل في طيات تفكيره صورا محدودة عن أمريكا هو قرأها في روايات أجاثا كريستي أو في روايات سومرست موم او أرنست همنغواي كعالم مفتوح للعنف والجنس والجريمة أو كعالم عسكري وسري كل من فيه هم رامبو وجيمس بوند والرجل الآلي أو السوبرمان والأخطبوط أو كعالم فاخر كل من فيه يعيشون حياة أبطال مسلسل داينتسي والجريئ والجميلة أو رومانسيوا الطباع أمثال أبطال روايات مارغريت ميتشل ولكن الحقيقة ان الشعب الأمريكي هو شعب كباقي الشعوب وهو بسيط ومحب للحياة ويتعامل ببساطة مع الامور وفيه المؤمن والملتزم وبه في ذات الوقت الملحد والمنحط الأخلاقي هم كباقي شعوب الكون لا بل أقرب وصف وأدقه لهم هو وصف البسطاء



 2- والمجتمع الأمريكي يعاني من العلاقات الاجتماعية الشائكة والتركيبة الغريبة فيه وخاصة فيما يخص المساواة والعلاقة الغير واضحة ما بين الزنوج والبيض . ففي الوقت الذي يجلس رجل أسود هو (أوباما) على سدة الحكم في أمريكا وينظر للآخرين بنوع من الزهو والشعور بالاكتمال فإن هناك الملايين من الزنوج الذين عانوا ويعانون من العجز عن اكتساب الحقوق نسبة للبيض ومن صعوبة لفهم الديمقراطية الأمريكية فيما يخص بمعاملة البشر حسب اللون والجنس والتمييز ,بين أبيضهم وأسودهم أو بين من هو أمريكي أصيل أو أمريكي مهجن (من أصول مختلفة)



 فالزنوج ورغم مرور عشرات السنون على تحريرهم وحصولهم على حريتهم ما زالوا يعانون من مشاعر النقص ويعانون من ذكريات مريرة عاشوها في مرحلة العبودية والعنصرية البغيضة مما أثر على سلوكهم فصاروا يمتازون بكل ما هو غريب عن الآخرين سواء أكان ذلك بالملابس وتسريحات الشعر أو السير في طريق الانحراف في عالم الجريمة والسبب الرئيسي في كل ذلك هو شعورهم الذي بني على احتقار الآخرين لهم فصاروا يعانون من مشاعر النقص



 3- حوار حدث بيني وبين أحدهم ويدعى السيد أليس أحب أن أنقل لكم ما تم خلاله اذ التقيته في ذات يوم قبل ثلاثة أعوام وكان يبكي بكاءا شديدا تأثرت لأجله وبكيت اذ علمت منه انه يبكي أخاه الميت وبعد أن هدأت نفسه سألته كيف مات أخوك؟ قال: مقتولا قلت: أنا آسفه لأجلك ولكن من الذي قتله؟ قال: في عملية ارهابية في العراق سألته: ماذا كان يعمل في العراق؟ لظني انه ربما يعمل كموطف أو خبير في مجال ما لكنه رد: كان ظابطا في الجيش هناك سألته: ما الذي أرسله للعراق؟ وهل أتى هذا العراقي وقتله هنا بين أهله وعلى مرأى أطفاله كما أنتم تفعلون؟ هل فكرت كم من بريء قد قتل برصاصه هذا الذي تبكيه؟ وكم من أم فقدت زوجها وأولادها في نوبة رصاص هستيرية تكون قد أصابته؟ هل وهل وهل؟؟ ما أن أنهيت كلامي حتى كان يبكي بكاءا مرا فقلت له أنا آسفة أليس أن أقول لك كل هذا الكلام لكن فقط لكي تعلم حجم الجريمة التي اقترفها أخوك في ذهابه للعراق ومن بعد ذلك للجحيم عندها تطلع بي وقال:أنا لا أبكي يا سيدتي عليه ان أخي قاتل أنا أبكي على أطفال العراق ونساء العراق نعم أخي قاتل قاتل وراح يكررها وهو يغادر المكان والدموع تملأ عينيه يومها أدركت ان الأعلام الغربي والصهيونيي هو الذي يضخم الأخبار ويقنع هؤلاء البسطاء ليدخلوا في جحيم حروب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل اللهم الا الطمع بالمنافع المادية ولا ينساق لها الا من كان يعاني من مشاكل مادية أو نفسية أو صحية ولله في خلقه شؤون



4-  غريبة هي النفوس, متنوعة أهوائها, غامضة طرائقها, ما من أحد يستطيع اكتشاف طبيعة الآخرين بسهولة, وعقيمة هي كل محاولاتنا لحل ألغاز النفس البشرية والوصول إلى حقيقتها حتى باتت مسدودة كل الأبواب نحو الطريق الصحيح التي يسير عليها الفرد في الحياة . وغريبة هي الحياة بذاتها وكل من يملك أحاسيس مرهفة يجد صعوبة في التأقلم مع عالم قد جبل علىى القسوة والطلم فطوبى لمن عرف الطريق الصحيح في حياته واستدل عليها



 5-  بينما كانت الطائرة تخترق عباب الغيوم نحو عالم الغربة والمجهول كانت خطواتي تعود إلى أرض الوطن وتزيد التصاقا بترابه وألمح وجوهكم أحبتي واضحة جلية في الذاكرة وكانت كلما زادت المسافات بعدا ازداد حنيني لكم وكان الاقتراب أكثر منكم في الذاكرة والقلب والروح وكلما ازدادت مساحات الغربة والألم كلما اشتدت أواصر المحبة لكم وكان غذاؤها الشوق والأمل في اللقاء ومهما طالت الأيام روحي تئن حزينة فلم الفراق ؟ والنبض صار بخافقي يشكو اختناق روحي أسيرة معذبة وبها الجواد لقد كبا والقلب هاج بنبضه والجفن ذاب باحتراق


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد