هجمة براغيث شرسة على تراث أجدادنا
لا أريد ان أطيل عليكم حتى لا تظنوا أني أكتب قصة أريد تصويرها في مسلسل رمضاني، ولكني أصف شعوري الصادق من رؤية معصرة الزيتون، التي يزيد عمرها عن ألف عام، كما قيل لنا، ومازالت كل قطع هذه المعصرة موجودة تماماً، صامدة في وجه جميع الظروف المناخية، ورغم إهمال وتجاهل الجميع لها، فهناك الحجر الذي كان يطحن ثمار الزيتون بواسطة ربط الخيل به والالتفاف حول الجرن الذي يضم هذا الحجر، كما أن المكبس الخاص بكبس الثمار في المرحلة الثانية من عصر الزيتون صامد كعامود من أعمدة منطقة أثرية،
ولكن كما يقول المثل "يا فرحة ما تمت" فأثناء وقوفنا بإجلال أما عظمة المكان واستماعنا باهتمام لشرح المضيف، الذي قام بالهروب معنا فجاة عندما صاح أحدهم: براغيث! براغيث! أقسم لكم أني ولله الحمد لم أرى هذا النوع من الحشرات في حياتي، ولكني ربما قد درّسته لأحد أبنائي في إحدى المراحل الدراسية، وخلت أو تخيلت أن البراغيث قد انقرضت مثلما الديناصورات، ولا يوجد شيء في الواقع يسمى براغيث، باختصار قامت هذه البراغيث بالانقضاض علينا بأقل من نصف دقيقة، بطريقة لا يمكن لكم أن تصدقوها، حتى أن الوقت الذي قضيناه أما أمجاد هذه المعصرة، التي أكمل لنا الحديث عنها عندما انتهينا من عملية نفض ملابسنا مما علق بها، لم يسمح لنا حتى بالتقاط صورة واحدة أعرضها عليكم مع هذا المقال.
يقال أن هذه المعصرة لا يوجد لها مثيل في كل البلاد العربية المجاورة لنا، إلاّ في نابلس وقد رممت وحولت إلى متحف، ما أود الوصول إليه من خلال هذه المقدمة الطويلة بعض الشيء والمرعبة أيضاً، أين رئيس بلدية الكفارات عن هذه المكرهة البرغوثية؟! لا يمكن أن أصدق أن أحداً لم يخبره عنها، فالبلدية ليست مبنى مضاء بحبل لمبات حول قارمة كتب عليها اسم البلدية، ولا كرسي متحرك خلف طاولة مرتبة مليئة بالأقلام والأجندة وباقة ورد، والبلدية ليست وجاهة كما يظن البعض وليست... وليست...، البلدية ممثلة برئيسها، مسؤولة عن كل ما هو مدرج بقانون وزارة البلديات الذي يطلع عليه رئيس البلدية عندما يفوز بالانتخابات، وأعتقد جازمة أنه يشمل على فقرة تخص موضوع الحشرات والنظافة.
أمّا وزارة السياحة والآثار فلا أظن أنها بعيدة عن المسئولية اتجاه هذه المعصرة العريقة، والتي اندثر تاريخها مع مرور الزمان، لتغدو مكاناً آمناً وسامحاً لنمو وتكاثر البراغيث اللعينة، فلو أن هذه المعصرة كانت من نصيب أحد البلاد المجاورة، لكان لنا الشرف في التسجيل مع شركة سياحية قد رتبت لزيارتها في برنامج الرحلة، ولقمنا على باب المغارة بدفع رسوم الدخول إليها بالدولار، والتقطنا الصور، واستمعنا من المرشد الموجود داخل المغارة، إلى شرح مفصل عنها، ولكن وزارة السياحة والآثار، للاسف الشديد، أهملت هذه المغارة، التي ظهرت على شاشة التلفزيون مع القرية القديمة ومبانيها الشامخة في برنامج "قريتنا"، ولم يخطر ببال أحد الوزراء الذين تعاقبوا على هذه الوزارة، أن يتبنى فكرة إخراجها إلى عالم السياحة، لا أريد أن يظن البعض بأنني أقصد وزيرة السياحة التي تسلمت الوزارة منذ أيام، ولكنني أرجو بأن يكون الخير على يديها، كما يقال، وترى هذه المعصرة النور عن طريقها.
أرجو المعذرة إذا كنت قد أطلت عليكم، ولكني أصدقكم القول، أنني منذ لحظة خروجي من تلك المغارة، وأنا أكتب مع نفسي عبارات وعبارات، حتى أجعلكم تحسون وتشعرون بعظمة ما رأيت، وهول ما عانيت، من خوفي من هذه الحشرة، وخاصة أن جميع من حولي يعرف أنني أخاف الحشرات، ولكن هذه المعصرة التي لم أكد أملي عيني منها، تصورت لو أن أحد الأشخاص المقتدرين حاول الحصول على قطعها النادرة، لهبت وزارة السياحة والآثار في وجهه واتهمته في سرقة الآثار، وقدمته للقضاء، أو أن تغلى على الوزارة مقتنيات المغارة، كاللعبة المهملة طوال الوقت، وفجأة يأتي طفل غريب ليلعب بها، فتغلى على صاحبها ويصبح لها قيمة.
مهما كتبت عن هذه العراقة التي شاهدت، بل أقصد التي لمحت، لن أوفيها حقها، وأرجو أن تختفي منها البراغيث كما اختفى مرض الكوليرا من حياتنا، أتمنى على رئيس البلدية المسارعة لعلاج قضية هذه المغارة، كما أتمنى من وزارة السياحة والآثار الإسراع بإحضار قارب النجاة، ومحاولة إنقاذ هذه اللوحة الفنية، التي تجسد تاريخ شجرة الزيتون المقدسة، حتى لا يغدو تراث أجدادنا مجرد مكان خصب لنمو البراغيث اللعينة. ملاحظة: أرجو من أي جهة إعلامية لديها الإحساس بالمسئولية اتجاه هذه الوطن، أن تقوم بنشر مقالي هذا، "فكل شخص جندي في مكانه" كما يقول جلالة الملك رعاه الله.
لماذا هذا التشظي العربي تجاه سورية
رسالة مفتوحة الى دولة رئيس الوزراء
المدرج الروماني يحتضن حفلاً احتفاءً بالأعياد الوطنية
حماس: جاهزون بجدية للدخول فوراً في المفاوضات
الأردني أبزاخ يفوز بالضربة القاضية في الفنون القتالية
الحرائق تلتهم غابات اللاذقية والألغام تعرقل الإطفاء
هل ستقبض فرنسا على بشار الأسد .. تفاصيل القرار
البرلمان العربي: العالم اليوم يواجه مرحلة خطيرة
فرق تفتيش على مركز تحفيظ القرآن بالكورة
تواصل فعاليات مهرجان صيف الأردن
تطور لافت بالصفقة .. مهم من مسؤولي حماس
ترامب يستعد للتوقيع على مشروع قانون ضخم
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
استئناف النقل البري بين أوروبا والأردن بعد انقطاع دام 14 عامًا
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً