التنمية الاجتماعية في بؤس .. !!

mainThumb

16-08-2010 07:57 AM

  يفترض أن يكون شهر رمضان مناسبة للتسامح والتراحم والشعور مع الفقراء والمساكين والأيتام والمحتاجين، خصوصاً في ظل ما يشهده السوق من حرارة في الأسعار، لم تعد الكثير من العائلات قادرة على تحمّلها..!!



معاناة الكثير من الأسر والأيتام والمحتاجين في المجتمع تضع أكثر من علامة استفهام وتعجّب على دور وزارة التنمية الاجتماعية والأجهزة التابعة لها، فهناك تراجع ملحوظ في الدور والمهام والمسؤوليات، ما أدى إلى زيادة معاناة الكثير من الناس، ورفع حالة الكبت النفسي والمادي والاجتماعي لدى العديدين..



وإذ يشهد المجتمع حراكاً اجتماعياً لمؤسسات مجتمع مدني كثيرة باتت تقوم بدور تطوعي أكبر وأهم من دور وزارة التنمية الاجتماعية وأكثر تأثيراً من الناحية التنموية والاجتماعية منها، فإن ذلك مما يزيد في مطالبتنا بأن يُعاد النظر في الوزارة وتشريعاتها، بما يرسم مسؤوليات أكثر تحديداً ووضوحاً ومرونة، ويقود إلى تكاملية في الدور مع المؤسسات الاجتماعية والخيرية الناشطة في المجتمع، إضافة إلى  محاسبة الوزارة ومسؤوليها عن أي تقصير أو تقاعس في أداء المهام المنوطة بهم، فإذا كان يُقبل التقاعس في أداء مهام تتعلق بخدمة بسيطة للناس يقوم بها هذا الجهاز العام أو ذاك، فإنه من غير المقبول إطلاقاً التقاعس في أداء دور اجتماعي خطير ومهم يتصل بأوضاع فئات محتاجة في المجتمع وبحياتها ومعيشتها، ولا يجوز التهاون في ذلك البتة..!



وزارة التنمية الاجتماعية تتراجع، والشكاوى عليها تتزايد، وخصوصاً ما يتعلق بقطع المعونات المالية عن المحتاجين والأسباب غير المقنعة وغير المنطقية التي تتذرع بها الوزارة في ذلك، ما وضع الكثير من الأسر التي كانت تتقاضى معونة أمام واقع حرج، بات يهدد حياتها، ويقذف بها في أتون الجوع..!!



هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن واقع التنمية الاجتماعية في المجتمع الأردني مزرٍِ، ويدلل على ذلك فشل الوزارة في الوصول إلى حالات إنسانية قاسية كثيرة تعيشها عائلات وأفراد لا يعلم عنهم وعن أحوالهم إلاّ الله، وبعضهم ممن لا يسألون الناس إلحافا، ويتعفّفون عن الطلب والسؤآل المباشر ومدّ الأيدي،  فأين أجهزة الوزارة ومديرياتها المنتشرة في أنحاء المملكة من هذا الواقع..!!



أما ما يتصل بالتسول والمتسولين الذي أخذوا يتكاثرون كالطيور المهاجرة في موسم رمضان، وحتى في غير رمضان، فإن الفشل في معالجة هذه الظاهرة التي لطالما سمعنا عن استراتيجيات وطنية دبّجتها الوزارة لمكافحتها، أدى إلى تفاقمها، وهي ظاهرة غير حضارية ومعيبة في المجتمع، وقد كتبنا غير مرة عن حالات إنسانية في قاع هذه المدينة أو تلك يندى لها الجبين، تحكي قصصاً لكهول ونساء طاعنات وأطفال يعيشون على الأرصفة وقارعات الشوارع بأوضاع لا إنسانية لا بل ودون مستوى الحياة الحيوانية أيضاً بؤساً واستجداءًا وتشرداً وجوعا..!!



وفيما يتعلق ببعض ما يجري في دور الرعاية الاجتماعية التي تشرف عليها الوزارة، فإن الوضع يحتاج إلى حديث آخر، ولكن لنقرر أولاً بأن حالة تعذيب أو إساءة واحدة لطفل أو كهل داخل إحدى هذه الدور كفيل بوضع علامات استفهام كبرى على الوزارة والوزير..!!



وزارة التنمية الاجتماعية من أهم الأجهزة الوطنية، وهي تحتاج إلى استنهاض وفهم أعمق لدورها وعليها أن تنمي نفسها وأجهزتها أولاً حتى تتمكن من إحداث تنمية اجتماعية حقيقية في المجتمع..!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد