الدهر يومان .. يوم إليك .. ويوم عليك

mainThumb

07-09-2010 10:00 PM

 
هو ( عبد العزيز ) بحجم الفيل الهندي ، ذو لحية خفيفة بعارضين تركهما ليرسمان حدود وجهه المترامي الأطراف ، شجاع ولا عنترة ، كريم ولا حاتم ، ذكي ، كل ما فيه ذكي ، صياد فرص ولا أباتشي ، عمل من التراب ذهبا ناصع الصفار .


بدأ الحياة الأولى من العوز ، من مهنة تتناسب وحجمه ، " حمال " أو بالعامية " عتال " وباحثا عن النجاح إلى أن وجده فعانقه ،وأخذه بالأحضان ، وذرف دموع التعب ( العرق ) على كتفيه


وقد تعامل مع النجاح بحيث لا يظلم أحدا ، وابتعد عن كل شيء تافه ، والقال والقيل ، والحسد والنميمة ، فهو رجل أسرار ويتعامل معها بالكتمان ، فإذا دخل غرفة نومه فالقرار في غرفة النوم


وإذا دخل بيت الراحة فالقرار في بيت الراحة .


عبد العزيز لم يرزق بمولود ذكر ، جوه المنزلي أنثوي نقي ، زوجة وثلاث بنات مراهقات يتبارزن بالدلال والطيبة وعدم الاكتراث بالأموال ، وكان لا يبخل عليهن بشيء يطلبنه .


ومابين غمضة عين وفتحها ، " يغير الله من حال إلى حال " . مات عبد العزيز في مكتبه ،


فبكت عليه الأرجاء لطيبته وسمعته النقية وعصاميته ، وشاخت البنات الثلاثة في لحظة ،


واحتضنت زوجته الغالية الصمت ، واعتزلت الناس كلهم ، والأم الحزينة لم تكن أثناء وجود زوجها على قيد الحياة تعتل الهم ، وحتى لو تعتل لن تعرف ذلك .


مضى ثلاث سنوات على موت المرحوم ، وكشرت الدنيا عن أنيابها أمام وجه هذه الأسرة الصغيرة وأرهق الدين كاهل ( زوجته ) ، فباعت المزارع والبيوت والمصاغ الذهبي ، وهاهي زوجة المرحوم حملت إرثا كبيرا من الديون لإعادة الأمور إلى نصابها وتلميع الصورة الجميلة التي غطتها الأتربة ......وهكذا الأيام.....يوم إليك .....ويوم عليك !!!!


ملحوظة : عبد العزيز شخصية اعتبارية فقط .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد