نصائح للشباب

mainThumb

19-09-2010 06:24 AM

   كثيراً منا لا يملك مهارة الاتصال والتواصل للتعبير عن رأيه المستقل الخاص به والذي يقوده إلى هدفه بأسرع وقت وأقصر الطرق؛ نتيجة تداخل أفكاره وخوفه من الحكم المسبق من الآخر _ وإن وجد _ فإنه لايستطيع إن يوصله للمستقبل  بالصورة المراد إيصالها.



  وتكوين الرأي هو عملية تراكم خبرات تتطور منذ الطفولة و لا يكون الرأي هنا مبنيا عل ى أسس ومعتقدات وأفكار راسخة وإنما يكون تعبيرا عن رغبة مثلاً بالنوم أو اللعب، وهذه رغبة نابعة عن رأي .



  وبمرور الزمن وتنوع المعارف والأفكار يأتي دور الأسرة في تشكيل وبناء الرأي لدى أبنائها، فالأسرة التي تجالس وتناقش معاً قضاياها العائلية  الخاصة أو الاجتماعية داخل وخارج إطار منزلها، تتيح المجال أمام أبنائها أن يتعرفوا مختلف الآراء الايجابية أو السلبية، وكيف توصل إليها من سبقهم في الخبرة والعمر.


 والوصول إلى الرأي أهم من إعطاء الرأي في هذه المرحلة، ويكون بداية عن طريق الاستماع إلى الأهل أو الأقران أو المجتمع المحيط بهم، أو وسائل الاتصال المختلفة والحديثة، وغالباً ما تتم عملية التبني لآرائهم أوتوماتيكياً وخصوصاً التعلم عن طريق الأقرا ن دون معرفة كيف تم التوصل لهذا الرأي .



    ومن ثم تبدأ عملية التفكير في كيفية الوصول إلى الرأي، وهذا يتطلب مجهود لأنه يحتاج إلى بحث ومطالعة ومعرفة مسبقة، والدخول في حوار حتى يت عرف الآراء الأخرى مختلفاً أو متفقاً معها، وهنا العملية تبادلية فعندما أعطي رأيي للآخر والأسس التي أوصلتني إليه فيجب علي معرفة رأيه وكيف توصل إليه، وما هي الأسس التي بنينا عليها آرائنا؟



     والمناخ الاجتماعي مهم لتكوين الرأي، فلا يمكن للشاب أن يكون رأي ه وهو يعيش في أسرة أو محيط لا يأخذ برأيه ، فمهما اختلف رأيه عن الآخر يجب الاستماع إليه ومناقشته؛ لأن النقاش غالبا ما يقودك للرأي السديد. وأسلوب وفن الحوار القائم على احترام الآخر مهما كان رأيه من أعمدة نجاح التعبير عن الرأي دون الإخلال بالمضمون ، فالكثير من الشباب يملك الفكر اللازم لتكوين الرأي ولكنه لا يمتلك مهارة فن الحوار، فلا يستطيع التعبير عن رأيه بالشكل المطلوب وتكون نتيجته سلبية على مضمون الحوار، ومع تكرار هذه المعضلة يفضل عدم التعبير عن رأيه ابتعاداً عن سلبيات ونتائج الحوار؛ لاعتقاده  _ لضحالة فكره _ بعدم قدرته على الحوار ، أو ل عدم جدوى التعبير عن الرأي لأن رأيه لن يغير شيئا، وهذا اعتقاد خاطئ، وهنا تبرز نظرية " الفنان أحمد مكي الملقب بالدبور يا مان  ( رجل ) ... كبر الدماغ وروق الجمجمة ، فالتغيير لا يتم بمجرد التعبير عن الرأي وإنما يتم عن طريق الثبات على الرأي المدروس والإيجابي وغير المتطرف واستمرارية التعبير عنه ، واستعمال مختلف أساليب الحوار للوصول إلى الهدف ، فالتعبير عن الرأي ممارسة قابل ة للتعديل والتطوير حسب ما يتوصل إليه الإنسان من دراسات وأبحاث وتجارب و يحتاج إلى صقل للمهارات وفن الحوار المبني على احترام الآخر . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد