عندما يراد للشريعة أن تهان .. ؟!

mainThumb

21-09-2010 06:00 AM

 
جاءتني امرأة مسنة بصحبة ابنتها التي قبلت في الكلية, تطلب مني مساعدتها في تحويل ابنتها إلى أي تخصص آخر غير الذي قبلت فيه؟؟ وعندما بادرتها في السؤال عن التخصص الذي قبلت فيه ابنتها ولا تريده, أجابتني ببساطة مؤلمة : ( هذا ...(صمت وتأفف)...الشريعة؟! ) فسألت ابنتها عن معدلها في الثانوية العامة فقالت: (53) عندها عرفت سبب قبولها في تخصص الشريعة الذي لا تريده.



هل تعلمون يا أمة الشريعة, أن الطالب الذي لا يقبل في أي تخصص كان يرمى به إلى تخصص الشريعة؟! هل تعلمون يا أمة الشريعة,إن الطالب الذي يفشل في تخصصه ثم يفصل, ليعطى بعد ذلك فرصة دراسة تخصص آخر أدنى, يزج به في الشريعة؟ هل تعلمون يا أمة الشريعة إن النسبة الأكبر من طلبة تخصص الشريعة هم من أصحاب المعدلات المتدنية جدا, وقد زج بهم إلى التخصص رغم أنوفهم, وهم لا يرغبون به أصلا (مغلوب على أمرهم) وتستمر محاولاتهم غير اليائسة في التحويل لتخصص آخر حتى آخر لحظة ؟؟ فتخصص الشريعة بات مع الأسف كقعر الوادي لا يحتوي إلا على المخلفات؟! بل وبصراحة مؤسفة, كالشاة الجرباء التي ينفر منها الجميع..؟!



والسؤال الأهم هو ما بعد تخرجهم وانخراطهم في عمل الدعوة, أو الإفتاء, أو الإمامة في المسجد, أو تدريس الطلبة في المدارس علوم الشريعة وأصول دينهم..؟! بل إني أعرف أحد هؤلاء المدرسين في مدارس التربية, عندما يريد التعبير عن انزعاجه وليس غضبه ( يسب الذات الإلهية والدين ؟! ) وآخر يدرس الشريعة وعلومها ولا يصلي؟!



إن سياسة قبول أدنى المعدلات في تخصص الشريعة, سواء على مستوى الجامعات, أو كليات المجتمع, لهو جريمة بحق هذا الدين العظيم, ويعبر عن قمة الإهانة والاستهانة بالله ورسوله وسنته الكريمة؟! بل حتى نظرة المجتمع المحلي في بلدنا ( وهي المعيار الأول عند دراسة أي تخصص, بغض النظر عن قدرات الطالب وميوله واتجاهاته وكفاءته)حيث ينظر إلى هذا التخصص بسلبية وسخرية, هل تعرفون لماذا؟ لأن أدنى المعدلات تقبل فيه. بل حتى في نظرة الطلبة أنفسهم للطلبة الشريعة, نظرة سخرية واستهزاء, وقد حدثتني إحدى الطالبات من اللواتي قبلن في تخصص الشريعة, عن ردة فعل صديقاتها عندما علمن أنها قبلت في تخصص الشريعة, حيث ذكرت بأنهن نزلن الأرض من شدة ما ضحكن عليها...؟!



وإذا ما كان لدى المسؤولين وأصحاب القرار ابتداء من وزارة التعليم العالي, والجامعات نية لتغير هذا الواقع المؤلم, فالحل بسيط ولا يحتاج إلى تعقيد؛ فالحل يكمن في رفع معدل القبول في تخصص الشريعة, سواء بالجامعات أو الكليات, ليرتقي إلى معدلات القبول في كليات الطب والهندسة, فالذي اتخذ قرارا ملزما في فرض امتحان التوفل(اللغة الإنجليزية) على دارسي مختلف التخصصات, وشرطا في القبول والتخرج والترقية...قادر لو أراد أن ينتصر لشريعة الإسلام أن يرفع معدل القبول في تخصص الشريعة وعلومها..؟؟! عندها سيحدث ما يلي: تغير كبير في نظرة المجتمع المحلي لهذا التخصص, ثم والأهم من ذلك, هو أنه لن يتقدم لهذا التخصص إلا من يرغب في دراسة الشريعة أصلا, ومعدل ذكاؤه مرتفع, فيتغير الحال ويتبدل, وسترون أن مخرجات التعليم في هذا التخصص( ولو كانت الأعداد قليلة) تتميز بالجودة والإبداع, وتكون فعليا وعلى أرض الواقع قد أسست نواة لعلماء أكفاء للأمة, فالأمر لا يقاس بكثرة الدارسين, بل بالنوعية, فالعالم الفقيه العامل, خير وأفضل من ألف عابد متخصص جاهل؟!



ويبقى السؤال المشروع: هل هذا ما نريده ونطمح له؟ أم إبقاء الأمر على حاله (سياسة التجهيل) كما يريدون..؟! ( ألا إن سلعة الله غالية, ألا إن سلعة الله هي الجنة ) .


rawwad2010@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد