أما يكفي ما احتسينا من القهوة السادة ؟!
ولهذه الأسباب مجتمعة ،ولظروف موضوعية مقبولة في ظل غياب أذرع الدولة والقانون، سادت سطوة النظام العشائري والقبلي في حينه ؛ لذلك كان للقانون العشائري الأثر الطيب ، والفائدة المرجوة في احتكام أبناء القبائل الأردنية إليه، وقبوله بنفوس طيبة راضية ، ولقد سجل لنا التاريخ الأردني أسماء عدد من القضاة العشائريين، ووثق لكثير من القضايا الشائكة والمعقدة ،إضافة إلى كثير من الأحداث البسيطة التي كانت تحل في مجلس القضاء بساعتها .
ولكن هل ما كان صالحا من أعراف وتقاليد وقوانين ذوقية وأخلاقية في ذلك المجتمع الأردني بطبقاته البدوية والريفية ما زال صالحا ولم تنته مدة إنتاجه حتى هذه الساعة ؟؟ أظن أن الجواب ، لا ، ونحن نرى مئات المحاكم وعشرات قصور العدل والمحاكم العسكرية تغص بآلاف المتخاصمين . وعشرات حوادث القتل المتعمد ، وهتك العرض ، والمشاجرات ‘ وكل هذا العنف..
ولم نر مجتمعا متناقضا متضادا متعارضا كالمجتمع الأردني ،ففي الوقت الذي نطالب فيه بالديمقراطية، والاحتكام إلى الدستور ،وتطبيق النظام ، لا نقبل إلا ( بفنجان القهوة السادة ) قاضيا وحكما وشاهدا ، لذلك نجد لكل قضية وجهين مختلفين ؛ وجها يتجه نحو قاض يلبس وشاحا وبيده المطرقة ، ووجها يبحث عن قاض يلبس عباءة مقصّبة ،وبيده فنجان القهوة السادة، و ـ حسب الحظ ـ فقد يقيض الله لك وجه خير يسعى صادقا لإصلاح ذات البين ، ويعينك على بلواك ، أو تعثر بمن يزيد عليك بلواك بالقيل والقال ، وقبض الأموال ( وهم كثر) .
ويحق لنا أن نسأل : هل المجتمع الأردني هو المجتمع العربي الوحيد الذي يقوم على انتماءات قبلية وعشائرية أم أن المجتمعات العربية كلها مجتمعات قبلية ،لكنها مع نشوء المدن الكبرى ، والنشاط الاجتماعي المتنامي ،ارتضت أن تقبل بالقانون والقانون وحده لفض جميع المنازعات صغيرها وكبيرها ، ولك أن تأخذ المجتمع الخليجي نموذجا جيدا في هذا المنحى على وجه الخصوص الذي لا ترى فيه أثرا لما يسمى بالقضاء العشائري على الإطلاق . بل إنني شاهدت عددا من المشاجرات المتناثرة في هذه الدول بين الأفراد ، لم يجرؤ أحد من أقارب الطرفين المتنازعين من التدخل فيها على طريقة ( الفزعة الأردنية ) لأنه يعرف مسبقا عقوبة ما سيحل به لاحقا .والأعجب أنه في حالات الدهس أو القتل يلجأ الجاني إلى القضاء ، ويذهب كل من ليس له علاقة بالموضوع وأهاليهم إلى بيوتهم لمشاهدة ( طاش ما طاش) !
يا سادة هذا المجتمع ،ويا عقلاءه، ويا علماءه، ويا شيوخه ،ألستم قادرين على إيقاف الاحتكام إلى القضاء العشائري ؟ وإياكم أن تعيروا انتباها لأصوات من هنا وهناك تحبط مسعاكم لأنها هي المستفيدة من بقاء الحال على هذا المنوال ، وأنتم تشاهدون في المجتمع الأردني من شماله إلى جنوبه مجموعة من أنصاف الشيوخ ،والقضاة العشائريين، ولابسي المشالح ، وهواة( الفشخرة والشيخة ) ولقد أقنعونا باستحالة فضّ منازعاتنا عن طريق القانون .مخالفة لجميع شعوب الأرض .
إننا نتمنى أن يتدخل صاحب الأمر جلالة الملك المعظم شخصيا بهذا الشأن ذي الخطورة على تماسك بنائنا الداخلي ، ونسيجنا الوطني ،وعلى أبناء مجتمعنا صباح مساء ،وما يسببه لنا من نزف جسدي ونفسي ومالي ،وذلك بإلزام كل من يعيش في هذا الوطن بالقضاء الأردني النزيه الذي نعتز ونفتخر به ،في كل مناحي حياتنا ، وأن نقبل ونخضع له وحده ونرضى به حكما عدلا دون سواه، والانصياع فقط إلى قرار المحكمة القطعي، وعندها تنتهي القضية برمتها ، ويحق لنا أن نقول إننا دولة المؤسسات والقانون ، ووقتها نتخلص نهائيا من العطوات والجاهات والقهوه السادة ،وتلبيس الطواقي، والاستعراض الكاذب ،ونخوات الجاهلية ، وطرد مئات الأبرياء من قراهم ومنعهم من مزاولة أعمالهم لأن ( أزعر ) أو سكران أطلق رصاصة من مسدسه الخردة ، أو( أهوج ) حمل خنجرا وقطع الطريق ليحصل على علبة سجائر
هل من المعقول أن عاقلا في الدنيا يصدق أن حياتنا ومستقبلنا وأحلامنا وأحلام أبنائنا رهينة بطلقة ابن عم أو قريب أحمق ،وأن كل ما نحاول بناءه بالعرق والصبر والجد سينهار في لحظة طيش مفاجئة من أحد الأقارب( العقارب) أو سيأتي عليه يوم نراه رمادا بتبرير ساذج من عبارة ( فورة الدم ) والحالات التي تعرفونها يا كرام من تهجير وترويع للآمنين وتحريق وتخريب وتكسير في حالات الجلوة ، يندى لها الجبين ،ولا تقرها لا الأديان السماوية، ولا مروءة العربي ، فلنرفع أصواتنا ولنؤذن في كل مناسبة : نعم لسيادة القانون ،عندها يمكن لكم أن تشربوا قهوتكم مطيبة بالزعفران .
رئيس الوزراء يشارك اليوم بالقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية
محاولات للتوصل إلى اتفاق بشأن المناخ قبيل كوب30
غوغل تغيّر أيقونات الخرائط والصور بتصميم عصري
خبراء: كأس العرب محطة مهمة للنشامى قبل المونديال 
قطر تؤكد دعمها للوصاية الهاشمية وتعزيز التعاون مع الأردن
مركز الملكة رانيا: التحول الرقمي ضرورة للطالب والمعلم
وزير المياه يوجّه بزيادة صهاريج وتسريع محطة البربيطة
نقابة الصحفيين توافق على تسوية مالية مع أمانة عمّان
عمّان إف سي يتفوق على الحسين بنتيجة تاريخية غير مسبوقة
العلوم والتكنولوجيا تبحث تعزيز التعاون مع جامعة كاليفورنيا
فيسبوك يتيح تحويل المجموعات الخاصة إلى عامة
أمير قطر: الشعب الفلسطيني بحاجة للدعم
سهل حوران يحافظ على صدارة دوري الدرجة الثانية
ارتفاع تاريخي لأسعار زيت الزيتون في الأردن  ..  تفاصيل
أمانة عمان لا "تمون" على سائقي الكابسات  ..  فيديو
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين ..  أسماء
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في وزارة التنمية ..  أسماء
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
أسرار الحصول على خبز هش وطري في المنزل
التربية: دوام المدارس المعدل  الأحد  ..  والخاصة مستثناة
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
مياه العقبة تحدد أسماء وموعد الامتحان التحريري
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
مأساة سوبو ..  ظلم مُركّب في أميركا
										
										



