رسالة إلى حبيبتي البندورة

رسالة إلى حبيبتي البندورة

15-10-2010 07:00 AM

رسالة إلى حبيبتي البندورة يا أيتها الحمراء الزكية,يا طيبة خضراء ندية,ما أعظم شوقي إليك ,وما أكبر عتبي عليك.

أحببناك حمراء فاقعة,ورغبناك خضراء ناصعة,كنت خير صديق, في وقت غلا فيه الدجاج واللحم والدقيق,وعز فيه الصديق والرفيق.

كنت في الفطور حبيبة وعلى العشاء صديقة , ارتضيناك غرة طرية,وارتضيناك فجة عصية,كنت في كل الأحوال حبيبة.

 وفي أبعد الفصول قريبة, ما سلوناك يوما, ولا تركنا لك كوما, زرعناك في كل الحقول, واشتهيناك في كل الفصول ملأت قلوبنا حبا وسطحناك من العشق إربا إربا، وأكلناك قلاية وغبا.

وجاء اليوم الذي فيه علينا تجبرت , ومن الأغنياء تقربت ’وعلى الفقراء تكبرت, تنكرت لكل أيامنا وسفهت أجمل أحلامنا ,فررت من الدكاكين وهربت من الموظفين والمساكين, إلى الأسواق الكبيرة والمولات,مكانك أطايب الفواكه وأشهى المأكولات, تربعت على موائد الأغنياء, ونزعت عنك ثوب الأشقياء, لبست ثوب الكيوي والتفاح وأشياء لا نعرف لها أسماء,فلا تمتد إليك يد فقير ولا تنظر إليك إلا عين سفير ومدير ووزير.


 ملأت قلوبنا حزنا وموائد إفطارنا جبنا , فلا وجبتنا هنية ولا لقمتنا طرية, ربيناك بيننا وأذقناك خبزنا وعيشنا, فما عهدناك نكارة ولا جبارة ولا قاسية علينا, منك انتعشت قلوبنا بالدم, وزال فيك الفقر والهم, فعودي يا حبة الفؤاد إلينا , فأنت الحنونة علينا , نعيش معا ونصبر معا ونموت معا , فلا تغرنك المولات, ولا الربطات والبدلات, ولا تغرنك يد أمير ولا بطن وزير ولا سن مدير, ولا يغرنك بالله الغرور.

أسألك بكل أسماء الله الحسنى وبصفاته العلى أن تعودي إلى الحضن الذي رباك والبيت الذي آواك، وإن أبيت إلا الجفاء والقطيعة ,وأعجبتك المناصب الرفيعة, فاعلمي أنا نصبر على الصبر ولا نصبر على الكبر, فلا أدام الله لك عزا ولا أبقى لك ذكرا, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

hasoon68@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد