إلى الأيادي الساقطة السوداء

إلى الأيادي الساقطة السوداء

30-10-2010 04:17 PM

 ونحن نستذكرُ الاعتداءات الآثمة على عمانَ الحبيبة ، قبلَ خمسة أعوام ، نبعثُ برسالة ِكلّ أردني ، إلى كلّ مَنْ شربَ من صافي الماء في عمان ، ثم ألقى بها حجرًا ، وتنكّرَ لحليب ِالخير في عمان .

إلى الأيادي الساقطة السوداء التي اعتدت على عمان ، ولطّختْ أظافرَها الزرقاء بدماءِ الأبرياء في عمان ، وإلى الأنفس الشريرة التي سوّلتْ لها الشياطينُ حين أبكت الملايين ، وفتحتْ آلاماً وأحزاناً ، وأدمتْ قلوباً في غمرة ِفرحها وسعادتها ، نقول :

ما هانتْ عمانُ ، ولا هي طول الليل تهونُ ، ولن تهونَ .


وإذا استطاعت النفوسُ الشريرة أن تنالَ يوماً من دماءِ الأبرياء وأرواحهم ، فإنّها لم ولن تنالَ من عزيمة ِ وإصرار ِهذا الوطن الشامخ ، في أن يظلَّ نبراسَ نور ٍلا يخبوا أبـدًا، ولن يضعفَ ؛ لأنّـه الأردن واحد : الترابُ والشعبُ والملك .

أيتها الأيادي السوداء ، إنّ ردّنا عليك اليومَ بعدَ خمسة أعوام من خيانتك ، هذه الأيام الخيرة الجميلة في عمان والزرقاء وفي إربد ، وفي كلِّ محافظات الوطن وألويته وبقاعه ، تلك الأعراسُ الانتخابية الديمقراطية النبيلة والشريفة ، تلك المهرجاناتُ التي يجتمعُ فيها الآلافُ بأمان ٍ وأمن ، بلا خوف ٍ ولا إرباك ، تعيشُ جوّ اً من الحرية ِ والأمان ، وهي تمارسُ أنشطتها كما يحلو لها ، على تراب الأردن الطهور ، في وقت ٍ تتفجرُ الأرضُ حولنا بالصراعات ، والقتل والغدر والموت .

إلى أولئك الذين حاولوا بأيديهم الخبيثة نقلَ الصراع إلى أرض الأردن ؛ ليكونَ مسرحاً للتفجيرات والعبوات الناسفة ، ولتنتشرَ رائحة الموت في كلِّ متنزه ٍ وحديقة ٍ ، ومدرسة ٍ ينعمُ فيها أبناءُ الأردن والعرب على السواء ، في أردن العرب ، إلا أنَّ الأردنَ بصموده وقيادته الحكيمة ، وعزيمة شعبه وبسالة جنده ، سيظلُّ دوماً بإذن الله كالشامة بين الأمم .

وإلى أولئك الخبثاء الذين حاولوا إفسادَ الأمن ِفي هذا البلد نقولُ لهم :

إنّ هذا الوطنَ صامدٌ شامخٌ كالجبل ِ الذي لم تهزه الريح ، وعمرانه يا هذي البلد .

وإلى أولئك الذين راهنوا على أنَّ الانتخابات ِ النيابية لعام 2007م لن تتمَّ في موعدها ، نردُّ عليهم اليومَ :

لقد جرت الانتخابات النيابية حينها في حينها ، كما تمّت الانتخاباتُ البلدية ، وكما أرادَ جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، وها هي الانتخاباتُ النيابية الثانية بعد الاعتداءات على بعد أسبوع ٍ منّـا ، ستتمّ الانتخاباتُ النيابية بإذن الله في موعدها ، وبكلِّ نزاهة ٍ وشفافية ، وولاءٍ وانتماء ، ستكونُ الانتخاباتُ الردَّ القويَّ على الذين اعتدوا على عمانَ في ظلمة الليل ، بأنّ عمانَ لها أهلها ، وللأردن أهله الذين يدافعون عنه بكلِّ إخلاص ٍ بالأرواح والدماء .

ها هي الأعراسُ الديمقراطية ، والمهرجاناتُ الانتخابية في كلِّ بقعة ٍ في هذا الوطن ، شاهد نصر ٍعلى أولئك الذين تمنوا الهزيمة والفشلَ لعمان .

فلينظروا إلى كلِّ مهرجان يقام ، سيجدون فيه حرية وديمقراطية منقطعة النظير ، سيجدون بحمد الله أمناً مستتباً ، لا يخافون لومة لائم .

إننا اليوم نستبدل الأعراس الوطنية الانتخابية بالاعتداءات ؛ ليكون التاسع من تشرين الثاني موعد الابتهاج والديمقراطية والرد على الذين سولت لهم أنفسهم بالتفجير والدمار في عمان ، بأن تلك الذكرى الأليمة التي خلفتها الأيادي السوداء هي نصر الأردنيين عليهم ، وأن الذين كانوا ضحيتة التفجيرات هم موطن الاعتزاز والنصر .

أيا عمان : ستظلين شامخة فوق أولئك الذين أساءوا إليك ، وقدِموا إليك يزرعون حبّـك ألغاماً وموتاً ودماء ، شربوا ماءك ، وناموا تحت سمائك ، وخانوا وفاءك ، لكنك ستبقين تحملين الوردَ والخيرَ والأمان .

فأنت حبيبة الحسين الراحل - رحمه الله – الذي أسسَ فيك بنياناً لن ينهارَ ، وحضارة شاهدة على العطاء والنقاء ، وهذه الانتخاباتُ ثمرة ما أسسَ الحسين - رحمه الله – لتكونَ عمانُ حبيبة شبل ٍهاشميٍّ وفارس ٍ بطل ، حبيبة عبد الله الثاني ، الذي أولاها كلَّ عناية ٍ ومحبة ٍ ووفاء ، لتظلَّ عمانُ شاهدة على أردن العرب ، وبيت الكرم ، وبيت الأشقاء ، تظلهم في ظلها يوم أن تخلت الظلالُ عن أهلها ، وحمل الفاسدون أشرارَهم في قلوبهم ، فما تابوا وما عادوا إلى الله .

أيا عمان : استعدي بقلبك الدافئ ، ووجهك المنير ، ويدك البيضاء ، لتستقبلي نوابَ الأمة ، في عرس ٍ ديمقراطيّ شريف أراده الملك عبد الله الثاني ، بكلِّ عزيمة ٍ وإصرار ، ويبقى الأردنُ في أمن ٍ وأمان . وعاش الأردنُ ، وعاش الملك . وكلّنا نقول :

نحبُّ الأردنَ ، وأمي والأولاد ، ونحبُّ عيونَ الحرية

ونحبُّ عمان والزرقاء والكرك ، ونحبُّ عجلونَ الأبية

 

 

* ظاهر محمد هزاع الزواهرة / دكتوراه اللغة العربية وآدابها – الجامعة الأردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد