السلّم والحيّة

mainThumb

04-11-2010 01:00 PM

لعبة السلّم والحية من الألعاب المعروفة وتتلخص فكرتها في الوصول من نقطة البداية الى نقطة النهاية بأقصر الطرق؛ ولا تعتمد هذه اللعبة على الذكاء بقدر اعتمادها على الحظ أو الغش والهدف دائما هو الوصول الى الغاية ومن ثم الفوز.

في طريق المتسابق سلالم بعضها قصير وبعضها طويل؛ ومن شأن هذه السلالم توفير الوقت والجهد على المتسابق والوصول بأسرع ما يمكن؛ بالمقابل تعترض المتسابق بعض الأفاعي بأطوال وأحجام مختلفة وهذه الأفاعي تعيد المتسابق خطوات كبيرة وكثيرة الى الوراء وربما الى نقطة الصفر.

الأنتخابات النيابية وما يتبعها من الترشح واالخطابات والمهرجانات وحملات جمع الأصوات والتمني والرجاء والجولات المكوكية لبيوت الوجهاء وشيوخ العشائر في سبيل جمع الأصوات وغير ذلك شبيهة الى حد ما بلعبة السلم والحيّة.

الهدف في لعبة السلم والحية هو نفس هدف المرشح وهو الفوز الوصول الى الغاية والهدف وتجاوز كل المحطات .

وطريقة الفوز والوصول وتحقيق الهدف في كلتا الحالتين تعتمد على الحظ في أغلب الأحيان؛ والحظ للناخب يكمن في قدرته على الأقناع أو التلاعب بعواطف الناخب سواء بالشعارات أو المواعيد أو بشراء الأصوات والذمم وغير ذلك ومدى تصديق الناخب له وانطلاء هذه الأمور عليه بدرجة أو بأخرى.

ومن أوجه الحظ أيضا السلالم التي يصعد من خلالها اللاعب في السلم والحية فتوفر عليه وقتا وجهدا؛ وكذا الحال للكثيرين ممن ترشح للانتخابات؛ لكن الفرق هو أن السلالم للناخب هي في حقيقتها سلالم بشرية تأخذ على كاهلها أو عاتقها دعم المرشح بالأصوات لاعتبارات القرابة مثلا دون النظر الى الأعتبارات الأكثر أهمية والتي ينبغي أن تكون هي الأساس؛ فأن تقضي نصف ساعة في انتقاء كيلو غرام واحد من البندورة؛ وتحاول أن تجمع هذا الكيلو من أكثر من صندوق؛ وتتقبل الحبّة الصالحة ولا تأخذ الفاسد منها هو بحد ذاته أمر جيد؛ ولكن أن لا تستهلك من وقتك نصف الوقت الذي قضيته لشراء هذه البندورة في سبيل اختيار نائب أمة ونائب وطن فتلك قاصمة الظهر.

من سوء طالع بعض المرشحين أيضا أنهم وخلال مشوارهم في السعي للوصول الى أهدافهم تعترض طريقهم بعض الأفاعي البشرية؛ هذه الأفاعي التي تتمتع بذاكرة حية دائما؛ ذاكرة لا تنسى ولا تقبل التسامح لأي سبب؛ أفاعي ادخرت كل قوتها لتتمكن من المرشح عندما يحتاجها؛ فتبدأ هنا عملية تصفية الحسابات القديمة ؛ ليهوي الناخب من رأس الأفعى الى نهاية ذيلها عائدا الى نقطة البداية دون أن تنفع مع هذه الأفاعي كل محاولات الأغواء أو الأغراء.

riyad_rababah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد