العنف في مجتمعنا

mainThumb

01-12-2010 08:24 PM

قد يكون العنوان ذاته دليلاً على تَشرُّب العنف والقسوة والثار وانتشاره في مجتمعنا , فلقد أصبح الكثيرون منا صغار وكبارا أساتذة وطلابا وإباء وأمهات وشيوخ يمارسون العنف والقسوة على الآخرين, بإشكال مختلفة ضرب وقتل وتحقيرا وسب وشتم واستهزاء وسخرية فتحول العنف والقسوة في مجتمعنا إلى قيمة اجتماعية مقبولة ومعتادة, وتمارس بصورة طبيعية لقد خلت الرحمة من قلوبنا نقتل ظلماً وغدراً للأسباب هابطة ليس لها علاقة بالدين والحق والأخلاق والفروسية (لعن الله الثار كم هو قبيح) ونحرق الأخضر واليابس فقط انتصاراً للعصبية البغيضة في يوم واحد احرقنا 30 بيتا ومحل تجاري كم هي بشعة صور الظلم والترويع .



 أعدونا لم يرتكبوا ذلك بكل حروبهم والحبل على الجرار والقادم اخطر لقد تضخمت الإناء الأردنية بصورة لا يمكن تفسيرها لدرجة أصبح فيها الاعتداء على القانون بطولة وشجاعة يمارسها الوزير والنائب والموظف الصغير والطالب وانتشرت عبارات مثل (بلط البحر)( واعلى ما بخلك اركبه) واصبحت مقولات اردنية بمتياز إن التغير المذهل في الأناء الأردنية يظهر في الإشكال التالية ( أ) صرامة الملامح والقسمات, والترسم المتعاظم، وهي حالة نفسية, ولها آثار سلوكية عديدة, وقد يستقر في ثقافة البعض أن قوة الشخصية تعني صناعة الرعب, وأنك حالما تظهر يتجمد الآخرون مكانهم.



 ب ـ العدوان اللفظي بالأصوات العالية والصخب والضجيج والصراخ, والتشاتم والتهديد بالكلام, وحتى عند المواقف العاطفية قد نستخدم لغة خشنة. جـ ـ العدوان ضد الأشياء, والممتلكات فالأبواب تُضرب بعنف, والكراسي والطاولات, والأثاث يُبعثر, والأدوات والكتب, والكتابة العشوائية الرديئة على الجدران والأماكن العامة, وتكسير الأدوات, وتهشيم النوافذ, وإشعال الحرائق. وهذا مدرج لتكسير القلوب, وتهشيم العواطف, وإشعال الخلافات ( كل ما سبق يظهر بصورة طبيعية عند حدوث ابسط الخلافات واقل الأسباب الموجبة للغضب) , د ـ العدوان ضد الآخرين بالضرب والمهاجمة, أو القتل.



 إن العاطفة الحية والتسامح والسلام الاجتماعي هي المادة الرابطة لبناء المجتمع وتماسكه وبدونها يقع الاحتكاك وينهار المجتمع . فكيف إذا فُقدت هذه الرابطة, وحل محلها القسوة والجفاء والعنف والقتل ؟! إن العنف الاجتماعي والقتل الذي يحدث في بلدنا والذي أصبح يتكرر كل ساعة في البيت, أو العمل, أو المتجر أو ساحة المدرسة والجامعة والشارع .



نحن نتحدث عن مجتمعنا الأردني ؛ لأننا نحس بالخطر الذي يداهمنا ونعرف ونشعر بفداحة الضرر من تنامي مشاعر العنف الاجتماعي والثار والتعصب يجب أن نتصارح؛ لأن بناء المستقبل وصناعته تقوم على الترقي والتصحيح والوضوح في تعرف الأخطاء ومعالجتها. ويجب أن نستشعر العار من هذا الأداء والمرض العضال الذي يضعف بناء المجتمع ويجب إن نعمل على رحيله من حياتنا غير مأسوف عليها. ماذا علينا ان نفعل : يجب إن نربي أبناءنا وأنفسنا على قيم التسامح ولا يستقيم الحديث عن التربية على قيم التسامح الا في إطار مشروع تربوي متكامل الاسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والنادي ، يمكنه ان يكون بمثابة الإطار المرجعي العام فيضمن وضوح الرؤية واتساق المقاصد ، وتماسك الوسائل .



ولابد للتربية الأسرية والمدرسية الحقة ان تعمل على تصفية كل إشكال التفرقة والتميز القائمة على أساس الأصل والجهة والعشيرة واللون وأن نعمم منهج الله سبحانه وتعالى ومنهج رسولنا الكريم التي تربي الفرد على احترام الآخرين, ورعاية حقوقهم, وحفظ المصالح العامة, والتزام الذوق السليم, واختيار الأحسن من القول والفعل, تحقيقاً لقوله سبحانه: “وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”[الإسراء:53]، وقوله: “الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ “[الزمر:18]، وقوله: “وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم”[الزمر:55]. وما أحوجنا إلى إحياء هدي الأنبياء عليهم السلام في هذا الجانب وغيره, وتعليم الناس أنه من السنة, وأن العبد ينال به الثواب الجزيل, والدرجات الرفيعة. وفي الحديث عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِي-صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد