الريح .. من أين تهب؟

الريح .. من أين تهب؟

09-12-2010 07:39 PM

لعلها من أصعب اللحظات التي يعيشها المواطن الأردني في هذا الوقت ، فبعد الانتهاء من ارهاصات الانتخابات النيابية والبدء بعمليات التصفية فيما يخص انتخابات مجالس البلديات المقبلة التي يشهدها الشارع الأردني ، مواطنون يبدأون ببث الدعايات عن نيتهم للترشح لرئاسة بلدية معينة أو عضوية مجلس بلدي منطلقين في ذلك من قواعد تصفية الحسابات التي أثقلت كاهل "دفتر المواقف" المنعكسة على التنافس لعضوية البرلمان...



من هذه النقاط ما زال الأردنيون لا يعلمون من أين تهب الريح أهو من تلك الارهاصات أم هو مما يعانوه من ارتفاع في أسعار الكمحروقات وهم في  وقت يجعلهم بأمس الحاجة إلى أن تكون الأسعار على غير ما هي عليه وهم على أبواب فصل الشتاء الذي يكاد لشدة برودته أن يستظل في عظام هؤلئك المكافحون ممن هم من أبناء الطبقة التي لا تقتات إلا برحمة الله ومبلغ يسير من المال وهو الراتب الشهري والأصل أن يسمى المعاش لأنه في الأصل لا يشكل سوى باب معيشة لا يكاد أن يغطي تكاليف المعيشة البسيطة التي لا غنى عنها من ماء وكهرباء ومصاريف لمدارس الأولاد وقوت يومهم.......


من هنا تختلط الاتجاهات على هؤلاء الناس حتى يصفعوا بارتفاع أسعار الخضراوات، ليكونوا بذلك ضحية أزمة إما عالمية ،أو أزمة أحدثتها الحكومة لغاية في نفس "يعقوب"... فعلى سبيل المثال أصبح تناول الوجبة الشعبية وهي "قلاية البندورة" تعادل تناول وجبة لحمة بلدية أو أي من الوجبات الباهضة الثمن معه الفارق الكبير جدا في كمية السعرات الحرارية بين هذه وتلك....


وليس هذا فحسب فإن عدم فتح باب التعيينات باب آخر من الأبواب التي تهب منها الريح لتجعل من الرداء جناح يحلق به صاحبه في سماء الفقر والشح والعازة ، لتجد أن التعيينات المسموح بها في قطاع التربية والصحة لا تناسب إلا فئة قليلة من حملة الشهادات ، أما الذين لربما حالت ظروفهم دون اكمال تعليمهم لقلة الموارد المالية ، وعدم كفاية المعاش لتسليك يوم أسرة معينة، فيبقوا كما يقال " مكانك، قف" والسبب ان الحكومة توقف باب التعيينات ليأتي مسئول معين ويصرح أن أبنائنا لا يرضوا بالعمل في بعض الوظائف المتوفرة ، فلو ان ذلك المسئول قد عانى ما عاناه هؤلئك لما كانت سياسته الادارية والوظيفية على هذا النحو والسيرة..........


ومع جزء يسير مما ذكرت من الأبواب التي تهب منها الريح على الأردنيين، فأنا مدرك أشد الأدراك أنه في مسيرة التليين بين مجلس الأمة والحكومة  ستفتح أبواب جديدة تهب منها الريح على أبناء الوطن..................


ولذا فقد أدرك الأردنيون معنى قول من قال لبيت تخفق الأرياح فيه أحب اليهم من قصر منيف في معمعة الامل والتمني والطموح...............


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد