الظلم ظلمات

mainThumb

22-12-2010 07:41 PM

إن من أصعب الأمور على الإنسان وأشدها وقعاً وأثراً على نفسه الظلم، سواءً أكان بشعوره بأنه قد تعرض للظلم وهضمِ حقه، أو بأن يدرك – في لحظة محاسبة للنفس و عودة للحق – بأنه قد ظلم شخصاً ما على غير وجه حق. لأن الظلم ظلمات وله تبعات وخيمة.



 لذلك حذر الله تعالى من ظلم العباد بعضهم بعضاً، وجعل من حقوق الناس أمراً لا يمكن التساهل فيه أبداً، ولذلك كانت دعوة المظلوم لا ترد ولا يوجد بينها وبين الله سبحانه وتعالى حجاب. وإن من أشد أنواع الظلم الخفي فتكاً بالمجتمع وإشاعة للفساد والفتن هو ذلك المتمثل بنشر الشائعات والأكاذيب والتقول على الناس وإصدار الأحكام الباطلة دون تأكد من الحقيقة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سورة الحجرات الآية 6.



فتوضح لنا هذه الآية الكريمة موضوعاً في غاية الأهمية؛ وهو ضرورة التأكد من الأخبار والمواضيع والمعلومات قبل إصدار أحكامنا وظلم البشر وإطلاق الشائعات، فقد يظلم أحدهم سنوات طويلة بكلمة من جاهل أو فاسق مُغرض أو بأخرى من منافق فيحكم عليه الناس بشكل تعسفي دون أي تثبت بدليل أو بينة، ودون أن يتأكدوا من صحة الأخبار والأقاويل.



 نحن في زمن السرعة، هذا الزمن الذي كثرت فيه الغيبة والنميمة والنفاق، ننشر أي خبر بمجرد سماعه كالببغاوات؛ لأن بصائرنا عميت عن الحق وآذاننا تطرب للنميمة والغيبة. وما أكثر ما نظلم ! ! ! وما أكثر ما نرمي من لا نعرف بأسوأ الأحاديث ! ! ! وما أظلم من أن نلوث صفاء من هم أفضل منا علماً وتقوى بسواد وحقد قلوبنا! ! وبعد ذلك نقول عن أنفسنا أننا مسلمين ! ! أي إسلام هذا الذي نشوهه بالظلم والنفاق ؟؟؟ ا



لإسلام بريء من كل هذا، الإسلام دين الوسطية، ودين الرحمة والهدى والمحبة والتسامح ونبذ الحقد والتفرقة. فهل تناسينا بأننا كلنا إخوة وليس فينا من لا يخطئ، ولا من هو معصوم عن الخطأ، ولكن الذي يعي خطأه ويتراجع عنه هو الإنسان الواعي المثقف المدرك لتعاليم الإسلام السمحة الواضحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (( كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التّوابون)).



 فلا بد لنا من التسامح والعفو، ولا بد لنا من أن نتأكد بعقولنا وأعيننا من كل خبر قبل أن ننشره، وإلا سنكون ارتكبنا آثاماً كبيرة وتسببنا بمشاكل عظيمة. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد