صحيفة السوسنة الأردنية

لي الفخر يا أختي أن أكتب عنك وأعتز بعصاميتك ، وبقدرتك على الصبر ، وبتحملك صدمة الحياة القاسية ، لا لأنك أخت لي فحسب ، بل لما كنت تتمتعين فيه من الأدب ، والصبر ، والحشمة ، وأم الرجال المثاليات ، والصدق والأمانة ، وحسن الخلق ، والرفعة والجهاد في سبيل الله ، ومساعدة المحتاجين .


سيدة من نماذج النساء المثاليات الصابرات المجاهدات ، اتخذت من قواميس ومفردات الصبر وبسمة الحزن منذ نصف قرن على فراق زوجها (( الشهيد محمدعلي الصايل الحسبان وأخيها الشهيد محمد جروان طيفور )) اثر حادث مؤسف عام 1946 م ، وكانت حاملا في الشهر الخامس بوحيدها ياسين ...


وتصالحت مع الأحزان ...وعادت إلى كنف والدها المرحوم جروان طيفور وأخيها المرحوم علي جروان طيفور لتبدأ حياة جديدة مع قسوة الأيام وهي لم تكمل بعد العقد الثاني من عمرها ، وتكرس جهدها لتربية ولدها ياسين ، ونذرت حياتها لتربيته رافضة الزواج إطلاقا ، فتربى في كنف حنانها وهي تصارع قسوة الحياة.



وبعد أن أتم ابنها ياسين دراسته الثانوية ، أرسلته لدراسة طب الأسنان في تركيا ، بعد أن رصدت لدراسته مبلغا من المال ، وأخذت تعمل ليل نهار في مهنة الخياطة في منزلها المتواضع في بلدة عبين لتأمين مصاريف دراسته الجامعية دونما معين إلا الله عز وجل ، وعاد بعد إكمال دراسة طب الأسنان كهدية لوالده الشهيد ولأمه المثالية التي كانت فخورة بإنجاز ولدها حتى تقلد أعلى المناصب في الجيش ، حيث تقاعد برتبة لواء ركن كمدير لمدينة الحسين الطبية ، بعد أن حصل على شهادة الدكتوراه في طب الأسنان من الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان الطبيب الخاص لجلالة المغفور له الملك حسين طيب الله ثراه .




هكذا يكون الصبر للنساء المثاليات ... ودائما وأبدا إن الله مع الصابرين إذا صبروا ..وقد كانت رحمها الله تطلب من ابنها مكافأة على صبرها وجهادها من أجل تربيته وإعداده ...وكان ابنها بارا لها في كل المناسبات فلم يحرمها طلبها في كل ما تطلب ... فترفع يديها إلى السماء تدعو له بالعز والطيب والهدى ......وكانت مكافأتها من ابنها أن أشاد لها مسجدا نموذجا فريدا في الهندسة والبناء في بلدة عبين تحت اسم (جامع فاطمة الزهراء ) مثلما أشاد والدها جروان طيفور مسجد الأبرار عبين ...رحم الله الجميع ...وإلى جنات الخلود ...يامن خلفتي لنا ثروة هائلة من حميد الصفات والمثل الطيبة الذكر . رحمك الله يا أيها الأم المثالية .

Mkjt-jo@yahoo.com