بين النفط والدم حرية العراق
أعدت أمريكا – شرطي العالم – خطة اجتياح العراق عبر حربين عالميتين ، في عام 1991م وعام 2003م ، تخللهما حرب أشد ضراوة وقسوة عبر التاريخ البشري ، بالحصار والتجويع والفقر ، حين افتقد أطفال العراق أبسط حقوقهم ، بعد أن شوهت أجسادهم عبر العديد من الأسلحة الأمريكية التي خرجت للتو حينذاك من مختبر التصنيع إلى مختبر التجريب في أرض العراق ، ونال العراقيون يعدها نصرا تمثل في برنامج النفط مقابل الغذاء ، وقد كان الغذاء في وفرة حتى في حرب الثماني سنين .
لكنه السياب :" وفي العراق جوعْ
وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربانُ والجرادْ
..........................
ومنذ أن كنا صغارا كانت السماءْ
تغيم في الشتاءْ
ويهطل المطرْ
نجوعْ – وكل عام – حين يعشب الثرى
ما مر عام والعراق ليس فيه جوعْ "
ادّعت أمريكا أنها المصلح الذي جاء يقوّم ما فسد في أرض بابل – تماما كما جاء نابليون إلى مصر ليخلص أهلها من الظالمين ( المماليك ) - ، ورفعت راية الحرية ( المزعومة ) للعراقيين عبر أسراب الطائرات التي كانت تغطي سماء العراق ، وتلقي بقنابلها ذات الأطنان على كل مدرسة أو مسجد أو مستشفى أو ملعب ، و أرتال الدبابات التي عبرت صحراء العراق إلى بغداد ، متجاهلة أبسط قوانين أخلاق الحرب التي علّمها المسلمون غيرهم في ميادين القتال ، فروّعت آلة الحرب الشيوخ والنساء والأطفال في حرب لم تكن ضد جيش صدام حسين – كما قالت أمريكا – وإنما كانت ضد الشعب العراقي وحضارته العريقة الممتدة عميقا في التاريخ البشري .
ولسان حالهم يقول :" وأسمع القرى تئن ُ ، والمهاجرين ْ
يصارعون بالمجاديف وبالقلوع ْ
عواصف الخليج ، والرعود منشدين ْ:
" مطرْ ... مطرْ ... مطرْ ..." ............. أو نفط أو دماء .
لقد كنّا وقتها نسأل عن دماء العراقيين ، ونفط العراقيين ، لأنها معادلة وضحت للجميع ، فأين حرية العراقيين والدخان يعلو سماء دجلة والفرات ؟ والدم يروي تراب العراق ؟!
ثم نتذكر " أتعلمين أي حزن يبعث المطر ؟" أو أي حزن يبعث النفط ؟
وكيف تقصف جامعات العراق بالصواريخ والقنابل ؟ فهل في هذا حرية العراقيين ؟ وهل في إعدام صدام حسين نصر وحرية كان العراقيون ينتظرونها ؟
نحن لا نريد أن نضع شخص صدام حسين في معادلة تحمل قطبين : إيجابي وسلبي ، ولسنا بصدد ذكر حقبة من الزمن نتمنى أن يعود العراقيون إلى ذلك الحال – الأحسن مما هم عليه اليوم ، كما يقول المراقبون - .
إنما نريد ألّا نتصور أبناء العراق – من أكبر بلدان العالم إنتاجا وتصديرا للنفط – اليوم يقفون صفوفا – طوابير – من أجل الحصول على لترات من الكاز تقيهم برد الشتاء القارس .
أو يرددون :" أكاد أسمع العراق يذخر الرعود ... لم تترك الرياح من أثر "
ولا نريد أن نتصور مسلسلات الموت من العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة تكون ديدن الحال في العراق !
فهل هذه هي الحرية التي أرادتها أمريكا للعراق ؟ أم أن هذا هو لسرقة النفط العراقي وإن كان الثمن هو دماء العراقيين الأبرياء !
وهل آلاف المعاقين أو المشوهين أو الأرامل أو اليتامى ، ... أو من تخرج من " من سجن أبو غريب " هم الشاهد على حرية دفع ثمنها الكثير من الأرواح والدماء والأموال ولم تكن ؟ إذ لم يجن ِ العراقيون غير الويل والسواد ! فذهبت مليارات الدولارات دونما يأخذ العراقيون نصيبهم منها ، ولم تتحسن أحوالهم ، ولم تصرف في إعادة بناء التراب العراقي الذي اختلط بالإشعاعات النووية والكيميائية جراء القنابل التي سكنت داخل التراب ، وتحتاج إلى المليارات لتنقيتها لتعود الأرض زراعية كما ينبغي ، وقد بكى شجر النخيل الدال على الصمود والثبات والشموخ لأبناء الرشيد ، لما تعرض له من الجدع والقطع والحرق !
وبعد ُ : يظل السؤال قائما ، ماذا نال العراقيون بعد الحرب إلى اليوم ؟ وهل ساوى نفط العراق دماء العراق ؟ وما الحال الذي تغير ؟ قبل صدام وبعد الإطاحة به ؟
وهل كان إعدام صدام والتخلص منه يوم النصر والحرية لأبناء الرافدين ؟
إنّ أقل الناس إدراكا لا يخفى عليهم أن الحال قبل الإعدام لأفضل بمليون مرة من الحال اليوم ، وذلك في شواهد وقراءات رقمية للمشهد العراقي ، فربما في كل عهد صدام بما فيه الحرب العراقية الإيرانية لم يمت في العراق من مات جراء الغزو الأمريكي ، من أجل حرية العراقيين أو نفط العراقيين .
ولم يتشرّد من أهل العراق ( لاجئين ) كما اليوم يبحثون خارج أرضهم عن الأمن والاستقرار والأمان غير المتاح اليوم و المتاح أمس !
ومرة أخرى نحن لسنا مع أو ضد حقبة مضت ، بقدر ما نريد للعراق أن يعود أفضل مما كان ، وليس كما كان ، نريد أن تعود الحضارة إلى بلد دمّرته الحرب الأمريكية الحاقدة ، ونريد أن يعود أبناء العراق إلى العراق في أمن وأمان ، ونريد أن يعيش العراق بكل أطيافه حياة سعيدة وفيها الخير ، لينعم أطفال العراق وشبابه ونسائه وشيوخه ، ونريد أن نرى الصناعات العراقية في تملأ الأسواق ، ونريد للتمر العراقي أن يسافر في كل الدنيا ، كما أننا لا نريد إلا عراقا واحدا موحدا قويا ، إذ كلنا نحب العراق .
اشتباكات عنيفة بين قوات قسد والجيش السوري شمالي حلب
الحكومة: لن نتهاون مطلقًا مع أي جهة أو شخص يروّج معلومات كاذبة
الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025
إصابة 3 فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين شمال القدس
منخفض جوي يؤثر على سواحل بلاد الشام .. تفاصيل
سماء الوطن العربي تترقب ذروة زخة شهب الدبيات فجر الثلاثاء 23 ديسمبر
توافق أردني مصري على تحسين التنسيق الفني والرقابي على المعابر
وزير التعليم العالي يبحث ونظيره السنغالي تعزيز التعاون
الاحتلال يرتكب 875 خرقا لاتفاق غزة
الصحة النيابية: سنناقش قرار تخفيض ضريبة السجائر الإلكترونية
ترحيل أردني وسوري من مصر لأسباب أمنية
الميداني الأردني جنوب غزة/8 يستقبل أكثر من ثلث سكان القطاع
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية




