حديث القلم أمل وألم

حديث القلم أمل وألم

31-12-2010 09:57 PM

كنت جالسا على مكتبي في البيت ولساعات طويلة أتصفح المواقع الالكترونية جرائدها وأخبارها تارة واكتب المقالات والتعليقات تارة أخرى شعرت بعدها باجتهاد بدني ووسن خفي فوضعت رأسي المثقلة على راحة كفي لعلني أريحها قليلاً على أوراقة البيضاء المملوة كتابة وحروف تكاد أن تتساقط من حواشيها,سرحت فيه طويل ثم أطبقت عيني المجهدتين بخفه واختلاس,بعدها كأن صورة قلمي تسللت إلى عيني برقة,و لبرما كان ذلك التسلللعدم إطباقها بشكل جيد ومحكم,لذا أرى ملاحمه الحقيقية تتراقص أمام ناظري فقلت مخاطبا إياه بهدوء وبلا صوت أو ضوضاء هامسا له بكلمات مصدرها العقل الباطن :



هل أجهدتك يا قلمي اليوم؟ وأثقلت عليك ونقلت ما برأسي لرأسك,وأفرغت ما في جعبتي وخاطري إلى خالص حبرك,هل كنت تعتبرني صادقا فيما أفضيت به لك؟ أم كنت ظالما قادحا جارحا متشددا متوترا نزقا مع ألناس آخرين ولكنهم من البسطاء الفقراء العاديين لذا استطعت أن أتجرأ عليهم بكلماتي الجارحة وانتقاداتي الحادة أم وجدتني مرة متطرفاً متغطرسا متحيزاً لأرائي وأفكاري دون غيرها غير آبه للواقع والحقيقة والمنطق لذا طمست وحجبت وأجهضت  أراء الكتاب والمفكرين والمبدعين غيري .

 

هل أصابعي الغليظة الباردة أمسكت بتلابيبك وجررتك عنوة على ورق لا تحبه أو هل عنفتك لتكتب كلمات لا تستسيغها ولا تقرها لأن مهنيتك وكرامتك تجعلك أن تترفع عن كتابتها هل أحسست أحيانا إنني جعلتك يوما ما من الأقلام الهابطة ونزلت بمستواك إلى درجة لا تليق بك مثل بقية وبعض الأقلام في أيامنا هذه ؟ التي لا يخرج من حبرها الا ما يلطخ الوجوه المشرقة الناصعة النقية أو يزكم الأنوف ويسد النفوس .

 

هل جعلتك جباناً ضعيفاً مسالماً مستسلما منساقاً لا تكتب إلا بأوامر وأهداف وغايات الآخرين أو سخرتك عبداً مطواعاً لأجندة خاصة خبيثة قادمة معلبة من بلاد الاستعماريين وأوكار الخفافيش القتلة الآبقين أو جماعات المتسربلين بلبوس الدين .

 

قلمي الغالي :

هل وصل بي الحد الأنانية أن ابني شهرتي على حساب كدك وتعبك وسهرك وهرولتك وازدياد صوت صريرك ؟إلى درجة أنني ظلمتك وبدأت أتبجح أمام الناس وأتشدق في كل مكان ( بأنني أنا الكاتب المجلي صاحب السيف والقلم الذي لا يشق له غبار ) وأنك أنت يا قلمي لا تشكل شيئاً ذي بال بالنسبة لي فتنكرت لفضلك وجهادك معي معاذ الله لأنك أنت الأساس في هذا الصيت الذائع فقد كتبته حرفاً حرفاً وكلمه كلمه  من مدادك العزيز.


لا تعتب علي يا قلمي ولا تظن بي الظنون فأنت الأول في نفسي والأحب إلى خاطري والمعبر عن فكري وعقلي فأنا أحبك كثيراً كما تعلم وأنني أجعلك تنام إل جانب رأسي وأحياناُ أجلسك مزهواً على أذني لتكون جاهزاً لتوثيق وكتابة أي كلمة سابحة أو فكرة عابره حتى ولو كان ذلك لحظة يقظتي في منصف الليل خوفاً من هروب هذه الفكرة أو الخاطرة وفرارها تحت جنح الظلام بحيث لا استطيع الإمساك بها في الصباح لأنها ستتمرد وتصبح سراب وخواء أو حلماً ف هواء كما أنني وكما تعلم يا رفيقي أضعك في جيبي لصيقاً لقلبي لتعيش مع نبضاته فتحيا بها وتدوم  أو تكون قد تدثرت بدنانيري البسيطة وهي رأسمالي  عفواً إني التمس منك عذراً لا تغضب أنت قلمي الأردني الهاشمي العربي السيال الهادف النافع في كل مقال وما أنا إلا رفيقك الأثير وخادمك الصغير سلمت يا قلمي وأبقاك لساناً ذرباً منافحاً عن ديني ووطني وأمتي وكل المظلومين في العالم وأولهم إخواننا الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأن تكون إن شاء الله سيفاً مسلطا على أعدائهم اليهود أعداء الدين والعرب والمسلمين .

 

رن جرس الهاتف فجأة ارتعشت يداي  أفقت من سهوتي الخفيفة تعثرت أصابعي بقلمي أمسكته لا شعورياً شددته بشده إلى باطن كفي وبدأ وكأنه يصافحني ويؤنسني بحرارته تعبيراً عن شكره وامتنانه بما كنت أهلوس وأقول .

 

وهنا لا بد لي من أن أقدم نصيحتي لإخوتي الكتاب الأجلاء أن يكونوا بإذن الله سفراء بلاط لصاحبة الجلالة الصحافة في بلدنا الغالي الحبيب وفي العالم سواء على أرضه أو فضائه إقتداءاً بفارس الكلمة والحجة والمنطق المتحدث الأميز والأبرز في المحافل الدولية مولانا أبا الحسين العظيم .

 

أساتذتي الصحفيون والكتاب الأعزاء :

أهيب بكل حامل قلم شريف صاحب فكر نقي نظيف من إخواني السادة المحترمين أن يحبوا ويحترموا أقلامهم متذكرين أنها هي سبب نجاحهم وشهرتهم خاصة إذا كانوا ملتزمين صادقين وطنين منتمين لا أن يكونوا (لا سمح الله) مرتزقة مأجورين مدسوسين أو هابطين ماديين نفعيين مصلحين .

نفعني وإياكم بهذه النصيحة الخالصة إنه سميع  مجيب الدعاء .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد