موت العلماء فاجعة

mainThumb

03-01-2011 08:30 PM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: حقيقة أن موت الشيخ نوح فاجعة لطلبة العلم،وموت العلماء مصيبة لأن الأرض تنقص بموت علمائها فقد ورد في موت العلماء ورفع العلم معاني كثيرة منها ما يدل على أن المراد برفع العلم وكثرة الجهل فلا يبقى إلا الجهال الذين يتخذهم الناس رؤساء فيضلوا ويضلوا غيرهم ، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالاً ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا) أخرجه البخاري ،




وقد بين العلماء أن سبب فقد العلم موت العلماء، فهذا من أكبر الأسباب لفقد العلم، فإذا مات العلماء؛ لم يبق إلا جهال الخلق يفتون بغير علم. ومنها نقصان الأرض بموت العلماء من ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ننقصها من أطرافها} قال : موت العلماء.،وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال : كان عكرمة يقول : هو قبض الناس ، وكان الحسن يقول : هو ظهور المسلمين على المشركين.،



وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال : أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض.،وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} يعني بذلك ما فتح الله على محمد صلى الله عليه وسلم فذلك نقصانها. وقوله: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قال ابن عباس: أو لم يروا أنا نفتح لمحمد الأرض بعد الأرض؟،وقال في رواية: أو لم يروا إلى القرية تخرب، حتى يكون العمران في ناحية؟ وقال مجاهد وعِكْرِمة: { نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قال: خرابها.،



وقال الحسن والضحاك: هو ظهور المسلمين على المشركين.،وقال العوفي عن ابن عباس: نقصان أهلها وبركتها.،وقال مجاهد: نقصان الأنفس والثمرات وخراب الأرض.وقال الشعبي: لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حُشُّك، ولكن تنقص الأنفس والثمرات. وكذا قال عِكْرِمة: لو كانت الأرض تنقص لم تجد مكانا تقعد فيه، ولكن هو الموت.وقال ابن عباس في رواية: خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها. وكذا قال مجاهد أيضا: هو موت العلماء.،ومنها: الغفلة والإعراض عنه، والتشاغل بأمور الدنيا، وعدم المبالاة به.ثم إن العلم قد يكون موجوداً وهو معدوم، وذلك فيما إذا كثر القراء الذين يقرؤون العلم ولا يعملون به، وقل الفقهاء الذين يعملون به؛ فبهذا يصبح العلم عديم الفائدة ووجوده كعدمه، بل إن في وجوده ضرراً على الأمة؛ لأن العامة إذا رأوا من ينتسب إليه ساكتاً غير عامل بما علم؛ ظنوا أن ما عليه الناس حق.فضرر العلم الذي لا ينفع أشد من ضرر الجهل، وإذا وجد الجهل؛ فإن الناس قد يطلبون العلم ويتلمسونه.



وفي هذا المعنى روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن عبد العزيز أبي القاسم المصري الواعظ سكن أصبهان، حدثنا أبو محمد طلحة بن أسد المرئي بدمشق، أنشدنا أبو بكر الآجرى بمكة قال: أنشدنا أحمد بن غزال لنفسه:الأرض تحيَا إذا ما عَاش عالمها ... مَتَى يمُتْ عَالم منها يمُت طَرفُ ... كالأرض تحْيَا إذا ما الغيث حَل بها ... وإن أبى عَاد في أكنافهَا التَّلَفُ ... فرحم الله شيخنا العالم والمربي الشيخ نوح الذي علم وربى فأحسن التعليم والتربية . والحمد لله رب العالمين 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد