نعم لرغيف الخبز نعم لكرامة الاردن

نعم لرغيف الخبز نعم لكرامة الاردن

24-01-2011 08:53 PM

ان الطبقة الفقيرة الكادحة هي التي تقدم التضحيات والشهادات وهي التي تنهض بالأوطان والأمم ، فهاهو الشهيد بوعزيزي التونسي العربي الذي قدم نفسه قربانا ورمزا إلى الشعب التونسي الحر ، البوعزيزي لم يكن ابن وزير ولا حتى ابن مديرولا رئيس حزب بل كان مثقفا عاديا يحمل بكالوريوس عاطلا عن العمل التجأ إلى بسطة لبيع الخضرة لتحصيل قوت يومه ولكن ذلك القمع والاضطهاد وتلك الحرية والكرامة دفعت هذا البطل الشهيد إلى تقديم نفسه شرارة لاشتعال الثورة الطاهرة التي قضت على رموز الظلم والفساد ،وهل يمكن أن يظهر من أبناء الذوات والنخب الفكرية والسياسية في بلدنا الأردن من يسير على خطى البوعزيزي لا أقول الشهادة بل ادني درجات المسؤولية تجاه الوطن ولقمة عيش الفقير .




 إن الذين يخرجون في مسيرات الجمع الكريمة ما هم إلا عينة من الشعب الفقير الذي رفع رغيف الخبز شعارا في حين علت رايات أخرى أقصت هذا الرغيف عن مضمونه وكانه بهذه النخب والأحزاب لاتفكر بالرغيف ولا تهتم له فمن ينام وبطنه ممتلئا من شدة التخمة ليس كمن يشقى ليؤمن قوت اولاده ، إن تلك الأحزاب هي ذاتها التي رفضت المشاركة في المسيرات الشعبية التي لم تكن منظمة في اول جمعة إنما خرجت بشكل عفوي قاسمها الوحيد رغيف الخبز ، إن المسيرات التي خرجت لم تكن مؤدلجة ولا فيها من العقائد والاتجاهات إلا اتجاه ينحرف انحرافا طبيعية إلى معدة الفقير وعين المحروم ، إن هذه المسيران الحرة البريئة النزيهة ما خرجت إلا من شدة البرد في أيام الشتاء الغير ماطر الذي لاتعيشه كثير من النخب والقيادات الحزبية ، لم تخرج هذه الجموع إلا بعدما فاض كاس الصبر على مسؤولين لاهم لهم إلا الزعامات على هذا الشعب المسكين إن هذه الجموع لم تخرج إلا بعد فشل النخب والأحزاب في تقديم نفسها للمواطن الأردني الغلبان،لم تخرج هذه الجموع إلا بعد أن أصبحت المواجهة حقيقية ووجها لوجه بين المواطن الغلبان وبين الفقر والجوع والحرمان وديدنها وشعارها اما نحن وإما الفقر .




 إن هذه الأحزاب المتشاركة لم تعيش هم المواطن الأردني ولا همومه اليومية ولا تفكر كيف (تدبر كازات اليوم ) إن معظم قيادات هذه الأحزاب مكتفية ماديا وان خروجها في هذا المسيرات ما هي إلا نوع من ممارسة العمل السياسي الذي يخضع لبرامجها الخاصة من كسب الشعبية وإبراز قواها أمام الحكومة . إننا بحاجة ماسة في هذه المسيرات إلى رفع العلم الأردني عاليا والى رفع رغيف الخبز والكرامة عاليا وإننا بحاجة ماسة أيضا إلى إقصاء كل الأعلام الأخرى لان هذه هي كلمة الشعب الأردني وليس مختصة بجهة معينة أو حزب معين .




نعم لرفع العلم الأردني ملتصقا برغيف الخبز نعم للعيش بكرامة وحرية نعم لمحاربة الفساد والمفسدين ، ولا قوية خير من ملايين اللاءات لاستغلال جوع الأردنيين وبردهم ولا ناعمة لتسييس رغيفنا ولقمة عيشنا ولا مستنكرة لرفع أي علم غير الأردن فوق رغيف الخبز، إنها كرامة الأردنيين الفلاحين الحراثين إنها كرامتهم والتي لاتقبل إلا الشموخ والعزة على تراب هذا البلد دون أي استغلال .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد