هل سينجح معروف البخيت

mainThumb

13-02-2011 09:35 PM

الرهان على الرجل وعقد الامال عليه يرجع الى خبرته العسكرية والسياسية، وحاجة الدولة الى اصلاحات شاملة وحقيقية اليوم قبل الغد.

 

لا يمكن الرهان على الحكومة الا بعد مرور المدة العرفية لها وهي التسعون يوما، حتى نستطيع ان نحكم عليها، ولا نظلمها ونبدا الطخ عليها منذ البداية، خصوصا بعد تكليف البخيت رئيسا الحكومة للمرة الثانية على التوالي ،وهي الحالة الاولى التي يتم فيها اعادة تعيين رئيس وزراء سابق رئيسا للحكومة في عهد جلالة سيدنا عبدالله الثاني بن الحسين، وللامانة فالرجل يتمتع بسمعة طيبة رغم ارتباط عدة قضايا وملفات اثيرت في عهده السابق عام 2005 حينما كان رئيسا للوزراء .

 

لطالما ان بدايته كانت صحيحة وموفقة في اختياره للوزراء، فاخذ المدة الكافية للمشاورة من اجل الخروج بطاقم وزاري مرغوب به شعبيا واداريا، وتكليف الشخصيات لها احترامها وثقلها في المجتمع الاردني ولها سمعتها الطيبة، واشراكه نخب سياسية طالبت بعمليات الاصلاح السياسي والاقتصادي في الاعوام الخمس الاخيرة على وجه التحديد واشراك الرئيس وزراء يمثلون نقابات واحزاب سياسية اكبر دلالة على انه يريد الاصلاح الفعلي الحقيقي وليس الكلام حول الاصلاح، رغم فشله في اقناع الاسلاميين وعدة شخصيات وطنية للانضمام لحكومته الا انه كان موفقا في طاقمه الوزاري .

 

انضمام الوزير المخضرم سمير الحباشنة الى حكومة البخيت وتسميته بوزير دولة اكبر دليل على احتمالية تكليفه بمتابعة عمليات الاصلاح السياسي والاقتصادي التي اجتاحت البلاد ومطالب الشعب اصبحت تلوح بافق الاصلاحات ،عدا عن تسليم حقيبة البلديات الى الحزبي وامين عام حزب الرسالة الدكتور حازم قشوع للدليل القطعي على ان مشاركة الاحزاب ضرورية وتسليمه حقيبة سيكون عليها العين في الاشهر القليلة المقبلة والتي ستشهد اجراء انتخابات بلدية.
 

ايضا عودة الوزير المخضرم عبدالرحيم العكور وتسليمه حقيبة الاوقاف في محاولة من الرئيس للتقرب الى الاسلاميين عبر العكور الذي كان يتبوا منصبا في الوسط الاسلامي قبل ان يصبح مستقلا، وتكليف الاداري المميز وجيه عويس الذي حافظ على ادارته حينما كان رئيسا لجامعة العلوم والتكنولوجيا قبل انضمامه للوزارة وهو صاحب الخبرات الادارية والاكاديمية في عملية تبدو بان العمل على مستقبل التعليم في الاردن لا يمكن  تجاوز خطوطه الحمراء بعد ان اصبح العنف الجامعي ظاهرة يصعب ايجاد الحلول لها ومستبدة داخل الدولة ،خصوصا بعد فصل طلاب واعتصلمهم قبل عدة أشهر في جامعة اليرموك.

 

 

وبالرغم من تعثر عمليات الاصلاحات السياسية بمختلف مساراتها، فان المرحلة المقبلة نتمنا بان تسجل في تاريخ الاردن بانها فعليا حكومة اصلاح بعد ان حرص البخيت على تطعيم حكومته بالوان سياسية واذواق مختلفة لها ثقلها في الشارع الاردني وعرفت غالبيتها بنظافة ايديها، وربما بداية عمليات الاصلاح في الاردن كما فسرتها صالونات عمان السياسية هي اعادة فتح التحقيق بملف الكازينو الذي تزامن توقيع الاتفاقية ابان تسلم البخيت حكومته الاولى عام 2005 وفتح ملف انتخابات 2007 ستكون بعدها عمليات الانطلاق الفعلية لعمليات الاصلاح في الاردن.
 

توزير طاهر العدوان وتكليفه بوزارة الدولة للاعلام والاتصال، في رسالة تبدو لاصلاح ما دمرته حكومة الرفاعي السابقة بعلاقتها مع الاعلام وتقييد الحريات الصحفية وحروبها الشرسة مع الاعلام الاليكتروني واحتواء بعض الكتاب والصحفيين للترويج لسياساتها المتعثرة وخصوصا في مرحلة الانتخابات النيابية، رغم حرص البخيت والذي يسجل له نقطة بيضاء في صفحة الاعلام بضمه وزير من داخل الجسم الصحفي.
 

بتلك التشكيلة الوزارية ،  فان البخيت يستطيع ان يمتطي سفينته ويغوص في اعماق بحار الاصلاح لان قبطان السفينة وربانها غالبيتهم من اصحاب الخبرة والكفاءة.
 

فلا خوف من الغرق في البحر لانه لا وجود لرجال البزنس وحليقي الرؤوس في الحكومة، فحتما سينطلق الرئيس باصلاحات شاملة وسينجح في ترجمة كتاب التكليف الملكي السامي على ارض الواقع .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد