الحقائب المدرسية الفضائية

mainThumb

24-02-2011 12:21 AM

شدني منظر الصغيرين الذاهبين للمدرسة اللذين يشبهان رجال الفضاء الذين شدوا الرحال للخروج من الارض قاصدين القمر فأخذت أتابعهما من النافذة حتى اختفيا عن ناظري. أنظر اليهم وأشعر تارة بأني أضحك فرحا من طفولتهما الجميلة البريئة لكني أشعر بنفس الوقت بالحزن اتجاه هذه الطفولة التي أثقلها عبء الكتب المدرسية المحملة في حقيبة ربما توارثاها هذان الطفلان من الأخوة الأكبر.



كان الطفلان عبثا يحاولان الإسراع في قطع الشارع محاولة منهم للوصول مبكرا للمدرسة للاصطفاف في الأول من الصف ولا أدري لما هذا الإصرار حتى من طفلي على فعل ذلك، لكن ما كانا يحملانه من الأمتعة التي بدت كأمتعة رجل فضاء كما ذكرت والمعاطف الشتوية بالقبعات المربوطة على رقابهم والأحذية الشتوية الدفشة التي يلبسونها في أرجلهم الصغيرة كانت تحول دون خطواتهم العشوائية التي تبدو مائلة للخلف أكثر منها منتصبة للأمام.
 


وكان السبب في ذلك واضحا وهو الحقيبة المحملة بالكتب والسندويشة والمطرة بالإضافة الى أنه أصلاً أربطة الحقيبة بالية قديمة، فما أريد الوصول اليه من أجل هذه الطفولة الخام اللينة العظام ألا تستحق النظر الى حالها في مؤتمر من المؤتمرات الراقية التي تعقد في أحد الفنادق الفخمة ويقف فيها من يقول بكل جرأه أن التعليم لم يغدو مجرد حقيبة مدرسية ثقيلة على ظهر طفل لم يكمل عظمه النمو بل تعدت ذلك الى ما يسمى فلاش ميموري (Flash Memory) يحملها الشخص مع مدالية مفاتيحه وربما يضعها في أصغر جيبٍ له وقد تتعدى ذلك في المستقبل ربما حتى تصل لحجم حبة العدس يضعها لا أعرف ربما في حافة محفظته !!!!
 


فكما يقول العلماء أن حجم الذاكرة في العقل البشري لا يتعدى حجم حبه عدس. أضع هذا المشهد الفضائي المدرسي أمام كل شخص يجد نفسه قادرا على حمل هذه المسؤولية واستعطفته النظر في حال عظام هذه الطفولة الفضائية اللينة وايجاد حلٍ لهذه المشكلة التي تستحق النظر فيها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد