هل تذكرون رأفت الهجان .. ؟؟

mainThumb

20-03-2011 09:48 PM


من منكم لا يتذكر رأفت الهجان؟ فقد عرفناه جيدا من خلال الكتب التي ألفت عنه , والمسلسلات والأفلام السينمائية التي أنتجت وعرضت عن حياته وعن بطولاته في (إسرائيل) وشاهدها الملايين من العرب بشغف, بل لا زالت بعض الفضائيات إلى حد قريب تعيد بث هذا المسلسل البطولي. وعلى الرغم من التصريحات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام , والمنسوبة إلى هيكل, والتي شكك فيها بحقيقة هذه الشخصية والمبالغة في تصويرها ومدى صحة المعلومات المتعلقة بجواسيس مصر في (إسرائيل), إلا أننا سنحسن الظن بالمعلومات القديمة والمتداولة ولو من باب رفع المعنويات,
 


فرأفت الهجان لمن لا يعرفه فقد تم تقديمه حسب الرواية المصرية بأنه مواطن مصري جندته المخابرات المصرية ودربته بعد أن كان أحد أصحاب السوابق في النصب والاحتيال, فاستغلت احترافه و الذكاء الشديد الذي اتصف به في خدمة وطنه, وأرسلته إلى (إسرائيل) على أنه يهودي مهاجر وعائد إلى الوطن؟! واستطاع أن ينجح ويحقق انجازات في مرحلة حساسة تمر بها المنطقة العربية في ظل المواجهة والصراع والحروب المستمرة, و التي ما زال بعضها يحمل علامات استفهام كبيرة؟؟ وحسب الرواية فقد قام رأفت الهجان بتزويد المخابرات المصرية بمعلومات دقيقة وقيّمة طيلة فترة تجنيده الطويلة؛ منها ما يتعلق بالعدوان الثلاثي على مصر, وحرب 67 وموعدها التقريبي والأهداف المتوقع ضربها ( ومنها المطارات) وهو ما حصل بالفعل, وكذلك زودهم بالمخطط التفصيلي لخط بارليف بعد احتلال (إسرائيل) لسيناء المصرية .والغريب في الأمر (حسب ما شاهدناه في مسلسل رأفت الهجان ) أن الدولة المصرية آنذاك لم تأخذ الكثير من هذه المعلومات على محمل الجد, أو لأسباب أخرى لا نعرفها؟! ومنها ما يتعلق بقرب عدوان 67 , وهو ما يثير تساؤلات كثيرة إن صحت تلك الرواية؟ !



وقد خطر لي أن أبدأ كتابة المقال عن رأفت الهجان (والذي نعتز به وبدره) ويعد بالفعل بطلا عربيا يذكر في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي , وجانب مضيء من حياة الأمة والتي ربما تكون (هذه المرحلة) قد ولت عند العرب إلى غير رجعة. فلم يعد هناك حاجة إلى الدور المخابراتي في الصراع, فنحن أوفياء للعهود والمعاهدات فلا نخرقها ولو قيد أنملة . أعود وأقول إن ما ذكرني بهذا البطل العربي المصري؛ هو الطرف الآخر من الصراع وهي (إسرائيل), التي لم تحترم يوما المعاهدات المبرمة معنا, وما استكانت ,وما توقفت يوما عن تجنيد الجواسيس والعملاء في البلاد العربية, سواء كانوا من أبناء جلدتنا ,أو يهودا تم تعريبهم لهذه الغاية كما هو الحال بالنسبة لرأفت الهجان الذي تم( تهويده) ليتمكن من أداء واجبه .
 


فتطالعنا وسائل الإعلام بين الحين والآخر عن تفكيك شبكات التجسس وإلقاء القبض على الجواسيس الذين تجندهم (إسرائيل) للتجسس علينا, وآخرهم الجاسوس الأردني في مصر الذي تبين أنه كان ينقل أخبار الثورة المصرية ويتنصت على مكالمات كبار المسؤولين في مصر, ومما لا شك فيه أنه كان يؤدي واجبه الخياني في الأردن أيضا..؟؟؟ فالعميل عميل والخائن يخون حتى نفسه...؟؟ وقبل فترة زمنية وعلى فضائية الجزيرة, , ورد خبر على لسان أحد المسؤولين في لبنان مفاده أنه تم تفكيك خمس عشرة شبكة تجسس!!؟ وإلقاء القبض على 35 عميلا !؟ يعملون لصالح إسرائيل . تصور أخي القارئ الكريم, خلال أيام فقط؟! وفي دولة عربية واحدة؟ !



والدهشة هنا لو أرادت (إسرائيل) أن تحول بطولات جواسيسها؛ من كان منهم, أو ما زال على مدار تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي؛ أن تحول بطولاتهم كما فعلت مصر مع رأفت الهجان إلى مؤلفات, أو مسلسلات, أو أفلام سينمائية, فكم سيكون عدد (أبطالها) وعملائها, وهل المفاجأة ستكمن في أعدادهم ؟أم في أنواعهم وأسمائهم؟ أم في كلاهما معا ؟ !


يبقى الجواب في علم الله أولا, ثم في ملفات الموساد الإسرائيلي .


rawwad2010@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد