ما الذي حدث لنا نحن العرب

ما الذي حدث لنا نحن العرب

10-04-2011 01:22 AM

ما الذي أصابنا نحن العرب ؟ أهي عين حارةٌ حاقدةٌ مبغضة حاسدة أم هو مرض فيروسي مُعدٍ ينتقل عبر الأثير ؟ سؤالٌ بدأ يساورني منذ أن بدأت حمّى الثورات تنتقل من دولة عربية إلى أخرى تباعًا . الأعراض نفسها : خروج إلى الشارع ,تخييم في ميدان (دوَار ) أوساحة يطلقون عليه أوعليها اسم ميدان ,دوار , ساحة التحرير ,لافتات كتبت فيها العبارات ذاتها التي كتبت أول ما كتبت في تونس الخضراء ..سلمية..حريَةَ ..الشعب يريد...الخ لستُ أقلل من شأن الشعوب ومطالبهم , فلكلٍّ حقوق يريدها , وما الانتقاد والاحتجاج عندي إلاّ دليل صدق انتماء المرء لوطنه ,ما لم يرافقه تخريب أوتدمير أو انتهاكٌ لحرمات ؛فليس من مبرِّرٍ يعطي الحق لثائر أو محتج مهما كان سبب ثورته أو احتجاجه أن يهدم مدرسة أو يحطم زجاج مركز صحي أومستشفى أو يتلف مرفقا عاما,أو يغلق شارعا ليعيق حركة السير فيه ,أو يقتلع إشارة ضوئيَّة إنّما وُضعت لتحافظ على حياته.




 وإنّي لأدعوا الشعوب العربيّة للتفكر وإعمال العقل ,وسؤال النفس عن أسباب مايحدث اليوم في وطننا العربي الكبير من انقسامات وتفرقات , وثورات ومظاهرات ,واحتجاجاتٍ واعتصامات , حتّى أنه في بعض الدوّل العربية بلغت الاعتصامات حدّها من السخف والسخرية ..معلمون يعتصمون مطالبين بالإطاحة بمدير مدرستهم ربّما لأنه طبّق القانون حرفيًّا ,أو منع الاستئذان ,موظفة غضبت بسبب نقلها إل مكان آخر تعتصم مع أبنائها , وأطبّاء يتركون مرضاهم يئنّون تحت وطأة الألم ويعتصمون مطالبين بتحسين أوضاعهم المالية ,والاعتصامات مستمرّة حتّى أنّي بتّ أخشى أن يعتصم أفراد العائلة الواحدة مطالبين بتغيير أبيهم ,ربما لفقره وقلة حيلته .




ربما لشكله غير اللائق أو لوظيفته الحقيرة أو ... أو وعودة إلى السؤال عن أسباب كلّ مايحدث ؛فإنّي لا أحسب الجواب بعيدًا عن الإسلام ,فكلُّ ما نراه ونعيشه هو بسبب بعدنا عن الإسلام ,ابتعدنا عنه فابتعدت العزّة عنّا ,وعدنا كما كنّا قبل الإسلام أذله آلات تحركها أصابع الدهر يوما ثم تنكسر.ولا أحسب أحدا في الوطن العربي كلّه يجهل قصة ربعي بن عامر رضي الله عنه ,راعي الغنم الأشعث الأغبر , زريّ الهيئة , ممزق الكسوة الذي لم يكن آن ذاك يساوي في سوق الرجال درهما .



مبدؤه في الحياة( نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) ,شاء الله له أن يدرك حقيقة الجوهرة فصار غنيّا بها فعزّ بغناه , وبالعصا ذاتها التي كان يهش بها على غنمه يخرق الراعي بساط أعظم ملك عرفته الأرض آن ذاك ,وبعد أن كان يُطأطىء الرأس لشيخ قبيلته يأبى طأطأة رأسه لملك دانت له الملوك , وانحنت له هامات الأسياد قبل العبيد ذاك هو كسرى الفرس . ويأبى الراعي أن يفصح عن مضمون رسالته التي حمّله إياها أعظم رجل وطأت قدماه سطح البسيطة ,إلا بعد أن يجلس إلى جوار كسرى ؛فيخيم الوجوم على الإيوان وتعلوا الوجوه مظاهر الدهشة والحيرة ,وينتظر الجميع قرار كسرى القاضي طبعًا بقتل ذاك الأعرابي الدون في نظرهم لتجرئه على أسياده ,فيفاجأالجميع بسماح كسرى له بالجلوس إلى جانبه ليس احتراما ولكن رهبة من عزّة وأنفة وقوّة لحظها كسرى بفراسته .



 فلله درّك يا ربعي تجيب عن سؤال ما كنت تعلم أنه سيسأل بعد خمسة عشر قرنّا من ميلادك (نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام ). فلم وقد وصلناأقطارالسموات والأرض بعلمنا لم ندرك حقيقة الجوهرة بعد كربعي ,أم أنّنا أدركناها ولكنّ العزّة بالاثم أخذتنا , مهما يكن فلنرجع إلى ديننا إسلامنا الحنيف وحده قادر على أن ينأى بنا عن الفتن ويكفينا شرَّ المحن . وحينها سنجد كلَّ المطالب تتحقق دون مظاهرات أو اضطرابات دون تكسير وتدمير , دون قتل ودم وتشريد ,دون تدخل من عدوّ همه إشعال النار والتصعيد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد