الختياريه صمامات أمان !!

mainThumb

07-05-2011 06:00 PM


المقصود في الختيارية (( فئة البخلاء منهم فقط ))



حرموا أنفسهم متعة الحياة ، وضحوا بالغالي والرخيص من أجل أبنائهم ، ولم يتركوا العتيق من الأحذية والملابس والخردوات البالية إلا واحتفظوا فيها من أجل مستقبل أبنائهم ، هم ليسوا فقراء حقيقة ، بل من أصحاب الثروات الهائلة التي كانت تودع في زوايا بيوتهم المخفية ... وجبات طعامهم على الهامش ... زر طماطم مع رغيف من الخبز ... سردين ... خبز مع رأس بصل وما تيسر من أصناف الطعام المتوفر في بيوتهم ،وملابسهم رثة لا تتناسب مع ما يملكون من ثروات ، وقال رسول الله في ذلك (( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده )) حياتهم حرمان في حرمان رغم أنهم ميسوري الحال ... فعلا ((ها لختيارية صمامات أمان !! )).



إنهم ليسوا فقراء ولكنهم بخلاء حتى العظم ... ظلموا أنفسهم ، وقال رسول الله (ص) في ذلك (( إن لبدنك عليك حق )) وحرموها من المتعة والتنعم بما فضله الله عليه من نعم ، والبخيل لم يسمع بما ورد عن الله تعالى في القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة عن البخل والبخلاء .



قصص البخلاء كثيرة ، وقد أوردها الجاحظ في كتابه ( البخلاء ) . وأتساءل الآن من هو البخيل؟وما هي صفاته ؟ وكيف يفكر ؟ وهل يستفيد من ثرواته ؟



البخيل : هو الفرد الذي يمسك عما يحسن السخاء فيه ، وهو عكس الكريم ، والبخل من سجايا الذميمة ، والخلال الخسيسة ، الموجبة لهوان صاحبها ومقته وازدرائه ، وقد عابها الإسلام وحذر منها تحذيرا رهيبا . قال تعالى (( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير)) (آل عمران :180 ) .



ومن مواصفات البخلاء ما جاء في كتاب الله تعالى بقوله (( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم 0 يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) ( التوبة 34، 35)



من دواعي البخل ، اهتمام الآباء في مستقبل أبنائهم من بعدهم فيضنون أن جمع المال توفيرا لأولادهم ، وذخيرة لهم ، تقيهم العوز والفاقة ، وهم مقتنعون في المثل (( خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود )) هذا المثل صحيح ، بس ما نصير بخلاء ونمنع ونحرم أنفسنا من نعم الله سبحانه وتعالى ، وعلينا أن نتوسط في المعيشة بلا زيادة أو نقصان ( خير الأمور أوسطها ) . وكيف يكدح البخيل في جمع المال واكتنازه ؟!



ثم سرعان ما يغنمه الوارث ويتمتع فيه من بعده ، فالبخيل في مثل هذه الحالة ( حارس خزنة ) وقال تعالى في ذلك (( ويل لكل همزة لمزة ، الذي جمع مالا وعدده ، يحسب أن ماله أخلده ، كلا لينبذن في الحطمة ، وما أدراك ما الحطمة ، نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة ، إنها عليهم مؤصدة ، في عمد ممددة )) ( سورة الهمزة ) .



قصص البخل والبخلاء كثيرة ، وأحسن ما أعجبني فيها قصة البخيل الذي استمر بالتفكير بطرق جمع اأموال حتى وهو يحتضر على فراش الموت وأوصى بما يأتي :


(( إذا مت فانا متسبح لا تغسلوني !!! )) . لله درك من البخل والبخلاء !!!.


الحل هو التحري الدقيق عن صمامات الأمان (( الختيارية )) من طرف الحكومة والكشف عن مدخراتهم وأرصدتهم وتشجيعهم على استثمارها بما ينفعهم وينفع كافة أفراد المجتمع ، والتحري الدقيق عن الأموال المنهوبة من أموال الخزينة والتحقق من سارقيها وجمعها ومن ثم استثمارها لصالح الشعب بدلا من أن تبقى مجمدة في الأماكن المخفية وبنوك سويسرا وغيرها ، وبهذا نستغني عن مساعدات الدول المانحة ، وتحل كثير من المشاكل العالقة في عنق الزجاجة ...




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد