ماذا لو كانت الأشياء تتحدث

mainThumb

16-08-2025 07:15 PM

استيقظت صباحاً ونظرت من حولي، خطر في بالي: ماذا لو كانت الأشياء تتحدث؟!

الساعة أخبرتني:
كم إن البشر غريبون!
أحدهم ينتظرها أن تمضي بسرعة ليصل إلى موعد لطالما انتظره،
والآخر يتوسل لها أن تتوقف وتثبت عند اللحظة التي يعيشها، وكأن الزمن يجب أن يتجمد لأجله.
أخبرتني الساعة أيضًا أنها أحيانًا تشعر وكأنها ظالمة،
وأحيانًا يُقسى عليها حين يقال لها إنها لا ترحم…
لكنها، في الحقيقة، لا تفعل سوى أن تمضي كما كُتب لها.

قالت لي روزنامة التاريخ:
أنا أكثر من يعاني في هذا المنزل.
أحدهم يكره أحد أيامي بسبب موقفٍ مؤلمٍ مرّ به،
وآخر يكره يومًا من أيامي لأنه يُذكّره بوفاة من يحب،
أما ثالثهم، فيحب أحد أيامي لأنها تحمل له ذكرى زواجه.
كل يومٍ عندي يحمل معه إما قصة حزينة أو ذكرى جميلة.

أما الكتاب،
فقد أخبرني كم من الحكايات يخبئ في باطنه.
حدثني عن قصصٍ جميلة انتهت بنهايات سعيدة،
وعن قصة حزينة مرّ بها أصحابها،
عن رواياتٍ وُلدت من رحم المعاناة،
وعن أساطير خُلّدت في عالم الحب.
أخبرني عن أشياء كثيرة…
وعن أحمالٍ ثقيلة يحملها على رفّه بهدوء.

وأخيرًا، وليس آخرًا،
حدثني المصباح عن الليالي السعيدة التي أنارها،
عن ضوء سعادته الذي كان يبهت أمام سعادة أصحابها.
قال إن نوره لم يكن يُرى أحيانًا،
لأن نور قلوب أصحابها كان يضيء المكان.
ثم حدثني عن ليلةٍ مظلمة مرّ بها،
كانت حزينة جدًا، رغم كل ضوئه،
لم تُنَر كما يجب…
كأن الحزن فيها كان أعمق من أن يُضيء.

الحقيقة، فكرة الإنصات للأشياء من حولنا كانت جميلة.
فمن خلالها عرفتُ قيمة الوقت،
وأدركتُ معنى الكتاب،
وفهمتُ كيف يمكن لسعادتي أن تُنير المنزل أكثر من المصباح،
وكيف للذكرى الجميلة أن تُخلَّد دون أن تُنسى.

لو نظرنا حولنا بالطريقة الصحيحة،
لوجدنا أن كلّ شيءٍ يتحدث…
ولسمعنا قصصًا وحكاياتٍ تشبهنا كثيرًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد