قراءة في كتاب ملك وشعب (15)

mainThumb

12-08-2025 12:03 PM

يعد كتاب "ملك وشعب" الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص.

وسأتناول هنا في المقال الخامس عشر ضمن سلسلة مقالات قراءة في كتاب ملك وشعب "المبادرات الملكية السامية في لقاء الأكاديميين والمفكرين والمثقفين" حيث حرص جلالة سيدنا على لقاء هذه النخب تأكيدا للدور المهم الذي يضطلعون به في تعميق الإنتماء للوطن سلوكا ونهجا، وتحصين أبناء الوطن فكريا وترسيخ الهوية الوطنية الجامعة لكل الأرديين والأردنيات، وفي هذا الشأن يقول جلالة سيدنا " إن هويتنا الأردنية جامعة لا مفرقة، وهي هوية عربية إسلامية تحتوي جميع أبناء الوطن، ويجب أن نكون أكثر وعيا وحذرا، وأن نميّز في خطابنا السياسي والفكري بين مناقشة الهوية الوطنية وعدم السماح بأخذ هذا النقاش نحو ثنائية تفتت المجتمع".

ويقدّر جلالة سيدنا الدور الذي يضطلع به الأكاديميون والمفكرون والصحفيون والأدباء والمثقفون في توجيه الرأي العام، وتنوير المواطن في العديد من القضايا التي تهم حاضر ومستقبل الوطن وتفعيل دور الإعلام الرسمي في تبني وطرح مختلف القضايا التي تشغل الساحة الأردنية وإبرازها ومعالجتها، وأهمية تعزيز مفهوم الهوية الوطنية الأردنية الجامعة من خلال الحوار الصريح وإيجاد آليات لإدامته.

وفي الوقت ذاته، تؤكد هذه النخب الدور المتقدم لجلالة سيدنا حيال مختلف القضايا المحلية التي تتعلق يتحقيق الإصلاح الشامل ورؤية جلالته للمستقبل التي وضعت الأردن في مصاف الدول المتقدمة في مجال الإصلاح الشامل، والإنجازات التي تحققت منذ تسلم جلالة سيدنا أمانة المسؤولية. وكذلك، فالأردن دولة ناجحة منذ تأسيسها حيث بدأت المئوية الثانية في ظل دولة راسخة يقودها جلالة سيدنا بحكمة وحنكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما هو صوت الحق العربي القوي وضمير الأمة النابض في الدفاع عن قضاياها العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وفي ذلك يقول جلالة سيدنا مخاطبا النخب الأكاديمية والفكرية والصحفية والأدبية والثقافية " إن موقف الأردن الرسمي من القضية الفلسطينية، ومن حقوق اللاجئين، ومن الحل النهائي واضح وحاسم ولم ولن يتغير مؤكدا أن الأردن سيدافع عن حقوقه ورؤيته لحل نهائي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وتطبيق عادل لحق العودة والتعويض".
كما أن لقاء جلالة سيدنا مع هذه النخب يأتي لدورهم الهام وحضورهم المؤثر في المسيرة الإصلاحية ورسم مستقبل الأردن والحفاظ على سمعته، ولتوضيح أن حل المشاكل التي تواجه بلدنا يكمن في الأساس بالتطبيق وبشعور المواطن بأن هناك فرصا حقيقية له للوصول إلى حقة في ظل دولة القانون والمؤسسات، وأن الناس متساوون بالحقوق والواجبات ممّا يؤدي إلى تحقيق الإصلاح الشامل الذي يقوده جلالة سيدنا ويؤكد عليه، وإمتلاك الأدوات اللازمة لتنفيذه بما يحقق مصالح الوطن والمواطن على حد سواء.

فالأكاديميون بيوت خبرة زاخرة بالتنوع في كل المجالات التي توجه في خدمة مجتمعنا الأردني، كما يحرصون على تطوير أداء دور الجامعات ورسالتها النبيلة تجاه المجتمع، وهم الأمناء على بناء أجيال المستقبل الذي هو مستقبل بلدنا، وتوجيههم إلى ضرورة إستثمار العلم والتكنولوجيا الحديثة في مجالات التنمية المتعددة الجوانب. والأدباء هم الشعلة المضيئة الذين يضفون على الحياة حركة وديناميكية تبث فيها الإستمرارية والأمل والقدرة على مواجهة التحديات، كما أن المفكرين يصنعون مجد بلادهم بفكرهم الخلاّق الذي يترك أثرا وبصمات يتم البناء عليها لتحقيق النهضة في مساراتها المتعددة، وأن عيون الصحفيين تركّز على متابعة المشهد محليا وإقليميا وعالميا، ويتابعون بعين ناقدة توضّح الصورة الحقيقية وتنقل الخبر بأمانة لتؤدي الصحافة دورها المتقدم تجاه قضايا الوطن والأمة. ويوجه المثقفون بإطلاعهم الواسع وثقافتهم الشاملة المجتمع للعمل الجاد والمتفاني ويغرسون القيم النبيلة، لينعكس ذلك تحصينا ثقافيا رقيا وسلوكا إيجابيا في مجتمع يتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجاز والعطاء.
نعم، إن هذه النخب تسهم في حتمية مسيرة الإصلاح والتطوير والتحديث للأردن، وأن جميع أبناء وبنات الوطن شركاء في هذه المسيرة والتحلي بروح المسؤولية الوطنية الفاعلة عند طرح قضايا الشأن العام، والعمل كفريق واحد موحّد من أجل الحفاظ على جبهتنا الداخلية وتقويتها في مواجهة مختلف التحديات والحفاظ على مفهوم الأمن الشامل إجتماعيا وتعليميا وصحيا وإقتصاديا وسياسيا وفكريا وثقافيا، وإستقرار الوطن والتعامل مع قضايا الوطن والشأن العام بأنجع السبل، لينعكس ذلك على تحقيق التنمية المتكاملة في بلدنا في مختلف المجالات.
نعم، إنه الدعم الملكي الهاشمي لهذه النخب الواعية التي تسهم في بناء الانسان، وتحصيين الأجيال لتكون قادرة على المساهمة في بناء الأردن وترسيخ الهوية الأردنية الواحدة، ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، يرافق ذلك جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية.

• أستاذ جامعي وكاتب/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا
• عضو مجلس أمناء حاليا
• عضو مجلس كلية الدراسات العليا في جامعة اليرموك حاليا
• عميد كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك سابقا
• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد