عمِّيَتِ الحقائق

عمِّيَتِ الحقائق

06-05-2011 10:44 PM

لا أدري هل أصبحت الحقيقة عمياء أم نحن من أصيب بالعمى هب أن الأبصار عُمِّيت فهل عميت البصيرة أيضا ؟ فما عندنا نفرق بين ، وما عدنا نفرق بين المجاهد المقاتل في سبيل الله وبين قاطع الطريق ، اللص ، الذي يقاتل من اجل دنياه . ما عدنا نفرق ببين يقاتل بهدف نشر الإسلام وإعلاء كلمة الحقّ ، وبين من يقاتل قرصنة ،..



       إنّ الدول الغربية وعلى رأسها أمريكيا ، بلد الحريات و حقوق الإنسان ، بل وحقوق الحيوان  أيضا، أخذت على عاتقها مسؤولية توعيه الشعوب كما تدّعي ، وتعريفهم بحقوقهم ، وأولها حرية العبادة،أن تعبد الله أو سواه فهذا شأنك ولك مطلق الحرية, ثم الإثبات للخلائق جميعها بالدليل  القاطع و البرهان أنّ الإسلام دين الاستعباد و دين الإذلال ، دين القتل ، والتشريد ، والإرهاب ،  دين اللارحمة ، وإنّ المسلم إرهابي بطبعه ، فلا ننصح أصحاب القلوب الرحيمة , والعقول السليمة بالتّباع هذا الدّين ...



   وبدأ أعداء الله رحلة جمع الأدلة وإثبات صدق ادّعاءاتهم المزعومة , وأخذوا يحيكون المؤامرة تلو المؤامرة ,والقصّة تلو الأخرى , والمسرحية بعد المسرحية يكتبونها ,ويمثلونها , ويخرجونها ,وللمخرج صلاحية صياغة الحدث كما يشاء ,فلا يكاد يحدث تفجير هنا أوهناك ,أو اغتيال لشخصية معروفة , أو قتل جماعي إلاّ والإسلام  منفذه أو داعمه أو على الأقل مشجعه,ولولا خوفهم من انكشاف المستور لنسبوا تسونامي إندونيسيا ,وتايلاند واليابان للإسلام ,حتّى صار معظم الناس ممن يجهلون الحقائق ويثقون بأمريكا وأتباعها يربطون الإرهاب بالإسلام .



    لم لا نسأل أنفسنا ما الإرهاب  ؟ أهو تحطيم أصنام بوذا ,أم هو الدعوة إلى مقاطعة المحرمات من معاقرة للخمور ,والزنا ودعوى المرأة للتبرج والسفور ,وأكل الرّبا ,وترك الصلاة,والامتناع عن أداء الزكاة ...إن كان الأمر كذلك فالإسلام إرهاب مذ ولادته ,مذ حطّم رسولنا العظيم صلوات الله وسلامه عليه أصنام فريش ,وحرّم الوأد , وفرض الصلاة.وحارب الأزلام وشرب الخمرة ,والميسر واعتبره رجس من عمل الشيطان ؛على المسلم اجتنابه .



     والله ما عدنا نعرف ما الإرهاب , وما عدنا قادرين على التمييز ,فقد اعتبرت أمريكيا وهي صاحبة القول الفصل دائما كونها لاتنطق عن الهوى رصاصة عزّاوي ربما خرجت من بندقيته خطأ ,ولم تحدث حتّى خدشًا في جدار من جُدر بيوت آل صهيون إرهابًا,وكذا تعتبر مقتل طفل صدمته سيَارة دون قصد أرهابًا وانتهاكًا لحقوق الطفل... في حين لم تعتبر سيدة العالم أمريكيا صواريخ الصهاينة التي تستقر يوميّا ومنذ أكثر من  ستة عقود في وسط بيوت الفلسطينيين فتدمرها وتبيد من فيها على بكرة أبيهم إرهابًا ,ومقتل الف وثلاثمئة وثلاثين طفلاً من أطفال غزة خلال أقلّ من ثماني سنوات برصاص الصهاينة لايمكن أن يكون إرهابًا , ربًما هو دفاع عن النفس؛لأنّ هذا الطفل إن لم يقتل سيكبر وسيقاوم مطالبًا بأرضه وحريته , فعلها قبلهم فرعون .وقتل الآلاف من أطفال العراق ما هو إلا سبيل لتخليص العراقيين من ظلم صدّام فمن يخطِب الحسناء لا يغله المهرُ ,أمَا ليبيا وما يحدث بها من قتل وتدمير وتخريب على أيدي أمركيا ومعاونيها فهذا أيضا هو من أجل الحريّة وليس إرهابًا أبدًا .



    أين أنتِ أيًتها الحقيقة ؟ إمّا أن تكوني فعلا عُمِّيت ونجح الأمريكان في مسعاهم ,وإمّا أننا أدركناكِ ولكننَا حرّفناك ولم نستطع مواجهتك ؛لأنّ من يواجه الحقيقة سيسبح ضدّ التيار ومن يسبح ضدّ التيار إما أن يموت غرقا أو تعبًا , ونحن قوم لسنا مستعدّين للموت ونحب الحياة ونتشبث بها تشبَث الطفل الرّضيع بأمّه متناسين قول الحقّ تبارك وتعالى : (كلّ نفسٍ ذائقة الموت )  

    وإذا المنيّةُ أنشبت أظفارها                 ألفيت كلّ تميمةٍ لا تنفعُ  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد