قرار الشارع غير المعلن

mainThumb

19-05-2011 01:46 AM

ان المراقب لحركة الشارع الأردني يعتقد ان هناك تراجع ما في حركة الشارع والحقيقة ليس كذلك ، بل ان هناك شبه قرار غير معلن بوقف المسيرات مؤقتا، وبشكل او أخر  يعود ذلك الى ما حدث من تداعيات البلطجه واعتداءات وتجييش  ضد الاعتصامات والمسيرات  السلمية وكان أخر هذه البلطجة الممنهجه في أحداث الزرقاء . وبنفس الوقت نقول ان هنالك  حراك من نوع اخر يتم تداول الشأن العام من خلاله وهو المهرجانات السياسية والفعاليات الشعبية والاعتصامات وغيرها، والتي يتم اقامتها بين الحين والأخر في أنحاء مختلفه من المملكة، وهذا الحراك المتنوع يدلل على استمرارية الحراك .
وعليه ولمصلحة الوطن العليا ومن باب الشعور بالمسؤولية وبشكل غير معلن  تم إيقاف الاحتجاجات في الشارع مؤقتا ، وبشكل موازي هنالك احتجاجات مطلبيه تزداد يوما بعدا يوم ، وحتى تثبت القوى والتيارات المعارضة للشعب انها ليست هاوية للمسيرات او غيرها.
وقد نجحت القوى المنظمة لحركة الشارع بإعادة أنظار الشعب الى قوى الفساد والتركيز مرحليا على ما جرى من جرائم ونهب للشعب ، وفعلا ان الشعب وهذه القوى منشغلة تماما في البحث عن مزيد من ملفات الفساد.
وحتى لا تتحول المعركة تجاه دعاة الإصلاح والمنادين بالتغيرات الهامة في البلاد لصالح الدولة التي رعت الفساد بكافة أشكاله وعلى كافة الأصعدة صاحبة الذوق الرفيع والساهرة على امن الوطن، كان لا بد فعلا من إيقاف المسيرات مرحليا.
ان عودة  حركة الشارع وبقوه من عدمه مرهون بشكل أساسي بمدى جدية الدولة في الإصلاح ، واعتقد انه أصبح لدى القيادات في الشارع خبره كافيه لقيادة التأثير الايجابي في حال تباطأت الدولة في إحراز تقدم ملموس ، ان ظاهرة التجييش والبلطجة حيث انتشرت في الأردن كما هي في بلدان عربيه أخرى أصبحت مكشوفة ولا يمكن لأجهزة الدولة الاعتماد عليها طويلا.
وعليه  فاننا ننوه أصحاب القرار بان عودة  حركة الشارع والمسيرات لن تكون سهله على الاطلاق ، وهنالك دروس عديدة تعلمتها حركة الشارع من التجارب الماضية، وفي المره الثانيه سيحمل الشارع في جنبتاه الكثير من ملفات الوطن التي تم التفريط بها من قبل السلطة ويصبح من الصعب أقناع الشارع بحسن النوايا لدى السلطة في إدارتها، وفي كل يوم جديد يطالعنا الاعلام والمخبرين بمزيد من الجرائم التي ارتكبت بحق الوطن  مما يزيد العزيمة والإصرار لدى الشارع على المضي قدما لفرض الإصلاح المنشود،لذ ننصح الدوله وأجهزتها بعدم الركون او التباطؤ والمضي في اصلاح جاد وحقيقي،،، اللهم فاشهد فاني قد بلغت،،،
Ali_dalain@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد