فنون تخطيط و إدارة تنمية من الآخر .. "سلطة إقليم البتراء"

فنون تخطيط و إدارة تنمية من الآخر  .. "سلطة إقليم البتراء"

23-06-2011 03:33 AM

نحتاج أحيانا إلى إعادة قراءة الواقع مرات عديدة لنفكَّ رموزَه ُ ونسبُرَ غورَه  ونعي ألغازه!!!

وإذا فعلنا هذا مع واقع فنون التخطيط  وإدارة التنمية في إقليم البتراء، نجدُ أنفسَنا أمام نمط  جديد من عبقرية الإثراء الحضاري والتنموي، تضاهي تلك العبقرية النبطية التي أتحفنا بها معماريو البتراء وناحتو خزنتها، لكنها نمط " من الآخر"أو من نوع آخر!!!

    ثلاث صور أقف معها مستشهدا على صحة ما أذهب إليه،لنخلص إلى أن الواقع الذي تطمح إليه البتراء ومن يتطلع إلى زيارتها في الميمنة، وواقع حالها مع مفوضيها ومسلطنيها ومؤقلميها وباتريها في الميسرة!!!

    منذ سنوات خلت نفذّت سلطة الإقليم فكرة " وردية "، مضمونها إكساب المنطقة خصوصية وردية من خلال إبراز الطابع الحجري على عمرانها،وسلكت في ذلك مسلكا لم أسمع أحدا شكره،إذ باشرت بكسوة الجدران العامة والخاصة المتاخمة للطرق الرئيسية وبعض الفرعية بهذا النمط الحجري، ولا أحد يعلم سوى الله ثم تلك الفواتير ومستندات الإدخال والإخراج عن حجم الإنفاق على هذاالمشروع، والغريب في الأمر- إن لم يكن المؤسف عليه- أن بعض هذه الجدران سَيُعمَدُ إلى نكثها في زمن لن يكون بعيدا، إذا ما أراد صاحب الأرض التي يفصلها الجدر المرصع بالحجارة أن يستصلحها ويَعْمُرَها،إذ يجد نفسه مضطرا إلى ردم الجدار بعضه على بعض، فيذهب الجمل بما حمل، ويذهب هذا الأنفاق هباءً منثورا، وعملا مدحورا.

   وثاني تلك الصور التي رغبت بطرحها ورأيتها بأم عيني:قيام المفوضية قبل بضعة أشهر برصف طرق اللواء خصوصا الرئيسي منها بمطبات مطاطية، وبزخم غيرُ معقول،إذ لا تجد أحيانا بين المطب والآخر أكثر من خمسين مترا،ولما افترضنا أن القصد منه الحفاظ على سلامة الناس وأرواحهم ؛ رأينا أن الأصل أن يوضع المطبُ في المكان الذي ينبغي له أن يكون فيه، فإن كان ذلك كذلك، فإن المنطق يقول: إنه ضروري ومهم في مكانه،يتوجب الحفاظ عليه ليؤدي غرضه، ويتوجب إصلاحه إذا تلف،وحراسته أن لا يتلف، لكن ما حدث كان مخالفا للمنطق الذي افترضناه، وللحال الذي تمنيناه!

   انقض على بعضها المواطنون ومزقوها شرَّ ممزق، وشقُّوا في بعضها شقوقا ليصبح وجودها وعدمه سيان! وما أثار العجب أن السلطة عمدت إلى ما تبقّى منها قبيل تشرف البتراء بزيارة سيد البلاد، فاجتثته من جذوره ليبقى مكانه شاهدا عليه، ولتبقى الفواتير ومستندات إدخاله وإخراجه  مدعاة للندم والتحسر على المال العام وفنون إتلافه !!

     ومن العجائب السبع أو العشر أو العشرون لأفعال مفكري السلطة ومحاولة منهم للعدل في توزيع الخدمات على شرائح اللواء المختلفة، قيامهم بتنفيذ مشاريع ترفيهية متنوعة في مناطق اللواء النائية والمُعْدَمة،وبكلف قُدِّرت بمئات الآلاف!! تفكيرٌ مناسبٌ وُضِع في المكان غير المانسب!! لا أدري كيف يستمتع بها من يتضور جوعا ، ومن لا يجد من القوت ما يشد به مفصله للوثب أو التأرجح أوالتزحلق؟كيف يلهو الجائع والخائف والمهموم والمغموم بعيش شظف؟؟إن الجائع لن تُذه ِ بَ جوعَه كلُ مدن ألعاب العالم ولو كان بعضها لبعض ظهيرا!!

      كان الأجدر بهؤلاء القادة العباقرة أن يبنوا بتلك القرى مشاريعا تنموية تعين المواطنين على كسب عيشهم ،وتحمل عنهم جزءا من متاعب صراع البقاء الذي يعيشونه ، أُجْبِروا على خوضه بحكم قربهم من مناطق السعار المعيشي، دفعوا ضريبته ولم يأخوا منه شيئا!

    كان على هؤلاء المفكرين أن يُهيِّئوا الطرق والأرصفة ويفروا خدمات تليق بحجم ونوعية السياحة المرجوَّة لهذا المعلم الحضاري وما هو خدمة له.

     إننا في ه ذ ا الوطن بحاجة لأولئك المفكرين المنطقيين والواقعيين للإدارة المال العام ، يستندون في قراراتهم إلى دراسة واستشارة وتمحيص؛ فهو أمانة بين يدي من يعرف معنى الأمانة ، ولا تهمنا الحركة التي لا بركة فيها !!

      هذا غيض من فيض في واقع عشناه، ولحرص على المال العام قلناه ،والله خير حافظا....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد