الثورة تحتاج إلى ثورة

الثورة تحتاج إلى ثورة

04-07-2011 12:33 AM

قبل كلّ شيء لا بدّ أن أوضح للجميع أنّي لست ضدّ الثورة الهادفة إلى تحقيق العدالة والحرية المسؤولة , رغم تحفظاتي على الثورات ضدّ ولي الأمر .

 اندلعت الثورات في تونس أولا ثمّ مصر , وأسفرت عمّا أسفرت وظنّ الجميع أن الأمور قد انتهت والأهداف المرجوة حققت ,وصار من حق الشعب أن يتنفس الصعداء ,فقد زال عن صدورهم ما كان جاثمًا عليها , مانعًا حرية تنفسها , وصار بالإمكان التنفس بشهيق وزفير .. لكن المفاجأة كانت كبيرة, ووقعها مؤلم على الشعوب التي قدّمت وضحّت, وفدت ثورتها بالأرواح وغسلت الماضي المرير بالدم.

المفاجأة التي لم يحسب لها حساب هي أنّ ثورتهم تحتاج إلى ثورة تحميها , فقد بات من المسلمات أنّ الثورة يشعل فتيلها مجنون ويستفيد منها جبان,أمّا ذاك الذي خرج وقدّم وأعطى فلم يُبقِ شيئًا ؛فسيبقى كما كان قبل الثورة مواطنا عاديّا لا حول له ولا قوّة ,ربما وجد بعض الراحة النفسية إن كتبت له الحياة .

هذا ما حصل في ثورات الشعوب العربية , أشعلت بشرارة ربّما أطلقها مجنون , ودفع الثمن عاقل ,واستفاد أو سيستفيد منها جبان رعديد متسلق , لم يقدّم للثورة أكثر من متابعة أخبارها عبر شاشات التلفاز أو عبر أثير المحطات الإذاعية , ولا أظنّه تابع أخبارها عبر الصحف المطبوعة لأنّ ذلك سيكلفه دفع ثمن الصحيفة.

 لذا بدأت تلك الشعوب ,وبعد طول انتظار لرؤية نجم جديد يظهر فكلهم أمل في نجمهم الآتي الذي يأملون أن يجاوز السّهى ,بالحشد والدعوة إلى قيام ثورة تحمي الثورة الأولى ,وتطالب بانقشاع الغيوم التي ربّما اخفت نجمهم الجديد خلفها ,وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه ,فمن قدّم الدم يروي به تراب وطنه ,يبتاع به حريته ,لابدّ من أن يحصل على السلعة التي دفع ثمنها غاليًّا وهي حريّته التي لم يعطها رغم دفع الثمن .

لقد دفع إخواننا في مصر وتونس الثمن غاليّا وما زالوا يدفعون ,فها هم إخواننا في مصر و في بداية ثورتهم الدفاعية عن ثورتهم الأولى يصاب منهم وعلى أيدي المارقين الف شخص أو ينوف فإذا ما بقي الحال على ما هو فسيبقى مسلسل الثورات مستمرًا إلى مالا نهاية..ثورة لانقلاب وثورة لحماية الثورة وهكذا دواليك .. رحم الله الأمة ,وأعانها على ما ابتليت به .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد