مدن وقرى أردنية ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام

مدن وقرى أردنية ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام

06-07-2011 01:54 AM

بينما كنت أقرأ في بعض الأحاديث التي تذكر حوض النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته ، لفت انتباهي ورود أسماء بعض المدن والقرى الأردنية عندما أراد صلى الله عليه وسلم تحديد سعة حوضه الشريف ، والتي ما زالت تحمل أسماءها حتى يومنا هذا ،بما يوحي بعمق جذورها في التاريخ العربي الأصيل ،و لتدخل هذه المناطق وتلك المدن في شرف ورودها على لسان النبي الكريم الذي لا ينطق عن الهوى.




 وجاء ذكرها في مقام تحدث فيه النبي عليه الصلاة والسلام عن صفة حوضه الطاهر- كما تقدم - في بشارة خير لأتباعه في مرحلة من مراحل الآخرة ،يردون عليه ويشربون منه شربة لا يضمأون بعدها ، وماء هذا الحوض كما في الأحاديث أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل ،وأطيب ريحا من المسك ،وأكاويبه بعدد نجوم السماء ، وقد وردت في بيان سعته أحاديث كثيرة تنوع وصفها ، وتفاوتت درجات صحتها عند علماء الحديث ، غير إن ما صح منها يشرح بعضه بعضا ويتمم معناه ، وأحببت أن أذكر في هذه المقالة بعض تلك الأحاديث ليتحقق العلم بها والفائدة إن شاء الله . الحديث الأول : عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل مابين ناحيتي حوضي مثل ما بين المدينة وصنعاء، أو مثل ما بين المدينة وعمَّان"ْْ.{رواه أحمد( 3/133) ، ومسلم (2303) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته}.





 الحديث الثاني :عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أنا عند عقر حوضي أذود عنه الناس لأهل اليمن ،إني لأضربهم بعصاي حتى يرفضَّ"،قال : وسئل صلى الله عليه وسلم عن سعة الحوض ، قال " مثل مقامي هذا إلى عمَّان، ما بينهما شهر" أو نحو ذلك،فسئل صلى الله عليه وسلم عن شرابه ، فقال "أشدُّ بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ،يغت فيه ميزابان ،مداده أو مدادهما من الجنة، أحدهما وَرِق ٌ، والآخر ذهب".{رواه مسلم (2301) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته}.




الحديث الثالث :عن ابن عمر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :"أمامكم حوض ، مابين جرباء وأذرح".{رواه البخاري (6577) في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم (2299) في الفضائل ، باب : إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته}. الحديث الرابع : وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء.{ رواه البخاري (6580)، ومسلم (2303) في الفضائل ، باب : إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته}. وقد تكلم الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم عن هذه الأماكن ،لتظهر دلالتها على ما نعرفه من الأماكن اليوم من حيث الموقع والاسم ،يقول رحمه الله: " ...أما)أيلة) فبفتح الهمزة وإسكان المثناة تحت وفتح اللام ، وهي مدينة معروفة في عراق الشام على ساحل البحر ، متوسطة بين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمشق ومصر ، بينها وبين المدينة نحو خمس عشرة مرحلة ، وبينها وبين دمشق نحو اثنتي عشرة مرحلة ، وبينها وبين مصر نحو ثمان مراحل .




قال الحازمي : قيل : هي آخر الحجاز ، وأول الشام . {كتاب الفضائل /ص 455 }. ..."وأما ( جربا ): فبجيم مفتوحة ، ثم راء ساكنة ، ثم باء موحدة ، ثم ألف مقصورة وهذا هو الصواب ، المشهور أنها مقصورة ، وكذا قيدها الحازمي في كتابه المؤتلف في الأماكن ، وكذا ذكرها القاضي وصاحب المطالع والجمهور . وقال القاضي وصاحب المطالع : ووقع عند بعض رواة البخاري ممدودا . قالا : وهو خطأ .




وقال صاحب التحرير : هي بالمد ، وقد تقصر . قال الحازمي : كان أهل جربا يهودا كتب لهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان لما قدم عليه لحية بن رؤبة صاحب أيلة بقوم منهم ومن أهل أذرح يطلبون الأمان" { كتاب الفضائل /ص 456 } . . .."وأما (أذرح) : فبهمزة مفتوحة ثم ذال معجمة ساكنة ثم راء مضمومة ثم حاء مهملة . هذا هو الصواب المشهور الذي قاله الجمهور . قال القاضي وصاحب المطالع : ورواه بعضهم بالجيم . قالا : وهو تصحيف لا شك فيه ، وهو كما قالا ، وهي مدينة في طرف الشام في قبلة الشوبك ، بينها وبينه نحو نصف يوم ، وهي في طرف الشراط بفتح الشين المعجمة في طرفها الشمالي ، وتبوك في قبلة أذرح بينهما نحو أربع مراحل .





وبين تبوك ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم نحو أربع عشرة مرحلة "{ كتاب الفضائل /ص 456 }. ..."وأما (عمان): فبفتح العين وتشديد الميم ، وهي بلدة بالبلقاء من الشام "{ كتاب الفضائل /ص 456 }. وقد تكلم العلماء على الاختلاف بين الروايات في تحديد سعة الحوض كما دلت على ذلك الأحاديث المختلفة فيما يظنه البعض اضطرابا وتناقضا،وبيَّنوا أن اختلاف النصوص في ذلك لا اضطراب فيه، يقول القرطبي:"وقد ظن بعض الناس أن في تحديد الحوض تارة بجرباء وأذرح ، وتارة كما بين الكعبة إلى كذا،وتارة بغير ذلك اضطرابا، قال : وليس الأمر كذلك ، فإنه صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه به مرَّات متعددة، فيخاطب في كل مرة القوم بما يعرفون من الأماكن ، وقد جاء في الصحيح تحديده بشهر في شهر ". { التذكرة 1/370-371 }. نسأل الله أن يبارك لنا في عماننا وأذرحنا وجربائنا وأيلتنا إنه جواد كريم .





 1- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ، لأبي عبدالله القرطبي ، ت : فواز أحمد زمرلي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الخامسة ، سنة1417هـ-1997م . 2- صحيح البخاري ، للإمام أبي عبدالله البخاري ، اعتناء:صدقي جميل العطار ، دار الفكر ، الطبعة الأولى، سنة1421هـ-2000م. 3- فتح الباري ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، دار السلام ودار الفيحاء ، الطبعة الثالثة سنة 1420هـ-2000م .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد