لماذا قتلتم القذافي ؟
ثم ارتقت فرحتنا إلى درجة النشوة والزهو، حين عرفنا أن الشخصية التي تم اعتقالها، هو معمر القذافي ذاته، وقائد حرسه وابنه معتصم القذافي أيضاً، مثلما تم قتل أحد كبار مساعديه، واخرين أيضاً من نظامه ومناصريه، وقعوا جميعاً ما بين قتيل أو أسير في أيدي الثوار، لتكتمل البهجة، وتسري رعشة الفرح في أجسامنا بهذا الصيد الثمين، وبحصاد الربيع العربي الذي لا زال يؤتي أكله كل حين.
لكن ما أن تناقلت وسائل الإعلام عن خبر مقتل القذافي، حتى أُصبنا بخيبة الأمل، وبإجهاض الفرح الذي كان يحضرنا ويختلج فينا، وأعلم أن كثيرين فرحوا ولا زالوا فرحين بموت القذافي لما عرفناه عن القذافي؛ لكن من يشاطرني التفكير فيما سأقول، سيدرك خطأ قتل القذافي وتغييبه عن الحياة، وسيستبدل الفرح بخيبة الأمل !
وأما مصدر خيبة الأمل هذه، فهي عدة أسباب، منها ما يتعلق بالسياسية بشكل عام، ومنها ما يتعلق بسلمية الثورة ونزاهة القضاء، ومنها ما يتعلق بالقذافي نفسه، وأما الأسباب التي تدعونا إلى اعتبار قتل القذافي خطأ كبيراً فهي :
1- يعرف في عالم السياسة، وفي عالم الجريمة كذلك؛ أن قمة النجاح مع المطلوبين، هو أن يتم اعتقالهم أحياءاً، بل ويبذل في ذلك تضحيات كبيرة أحيانا، في سبيل القبض عليهم دون موتهم أو إلحاق الأذى بهم، من أجل الحصول منهم على معلومات كانت مفقودة أو قيمّة حول فترة حكمهم أو جرمهم .. وبالنسبة للقذافي؛ فبقتله تم قتل موسوعة سياسية بالغة القيمة، يُقدر عمرها بأكثر من 42 عاماً، وصفت بأنها أطول فترة حكم لحاكم دولة على مستوى العالم في العصر الحالي، وأنها أكثر غرابة وتعقيداً، وبالتالي فقد خسرنا بموت القذافي قبل التحقيق معه، الكثير الكثير من الأسرار والخفايا والرموز والتعقيدات التي كنا بحاجه إلى معرفة لو القليل منها.
2- قتل القذافي من قبل الثوار بعد إلقاء القبض عليه مباشرة، هو حكم غير عادل، (طبعاً مع كل إدراكنا لما ارتكبه القذافي من جرائم وفظائع)؛ ولكن المقصود أنه تم قتله من غير محاكمة ومن قبل أشخاص ليس هم الموكلون لإصدار الحكم والعقاب على الجاني ( مع كل احترامنا للثوار وما لحق بهم من أذى). وإنما كما هو معروف بالعادة، يتم إحالته للقضاء وإصدار الحكم العادل الذي يستحقه.
3- بقتل القذافي فانه تم حرف مسار الثورة الليبية، بل والربيع العربي برمته، والذي ظل دائما يعلن سلمية الثورة وضبط النفس ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وكنا نتمنى أن تكتمل صورة محاكمة حكام العرب وإجلاسهم خلف القضبان كما يجري الآن مع حسني مبارك ونظامه.
4- يُجمع كثير من الأخصائيين النفسيين في العالم، على أن معمر القذافي مريض نفسي، حيث أنه مصاب بمرض الفصام العقلي البارنويدي (الشيزوفرينيا schizophrenia paranoid)، أو ما هو معروف بالعامية بالجنون، وبالتالي فإننا مع الثوار في أهمية إزاحة ذلك المجنون عن الحكم، لما ارتكبه من جرائم وفظائع بسبب جنونه أو غير جنونه؛ لكننا لسنا مع أن يكون الثوار سامحهم الله، هم الخصم وهم الحكم. ولو وصل القذافي إلى قاض عادل، لربما كان له رأي مفاجئ في هذه النقطة التي ذكرناها.
5- طبعاً دفاعنا عن القذافي ليس شفقة به ولا تعاطفاً معه، وإنما شفقة وتعاطفاً مع أهالي الآلاف من الشهداء والسجناء والمتضررين من فترة حكم القذافي، والذين ربما كانوا ينتظرون بشغف أن يتم اعتقاله، وأن تجري محاكمته، وأن يكونوا هم خصوما للقذافي ويقتص لهم القضاء منه، بما يشعرهم بالعدالة وبحصولهم على حقهم من خلال إيقاع العقوبة المناسبة بمن قتل ذويهم وأجرم بحقهم.
لهذه الأسباب نعتبر أن قتل القذافي كان خطئاً كبيراً. ومع كل حبنا واحترامنا واعتزازنا بأخوتنا الثوار الليبيين، وتقديرنا لألم السياط التي كانوا تحتها بينما نحن نعُدُها عن بعد، لكن ليسمحوا لنا أن نقول لهم: أنكم تعاملتم برعونة مع القذافي حين قبضتم عليه، وأنكم لا زلتم تمارسون المراهقة السياسية بمثل أعمالكم هذه، ولا زلتم ترفضون بعض أوامر قادتكم، والذين حذروكم مراراً وتكراراً من الانتقام ومن التصرفات العشوائية والفردية، دون العودة إلى قادتكم ومرجعياتكم. فبقتلكم للقذافي حرفتم مسار الربيع العربي قليلاً عن مساره، وحرمتم الملايين من الليبيين ومن غير الليبيين من معلومات وأسرار دفينة، ومن مشاهدة محاكمة عادلة لطاغية ودكتاتور اخر، ولغيره من أفراد نظامه الذين ألحقتموهم جثث هامدة إلى جانبه، وتركتمونا دونما الحلقة الأخيرة التي كنا ننتظرها بشغف.
اعتقالات تطال محتجين ضد إبادة غزة
الحملة الأردنية تكرّس جهودها لمرضى غزة
مسؤولة أممية تدعو المجتمع الدولي لمساعدة السودانيين
الفيصلي يفوز على السرحان ببطولة الدرع
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
مصر وقطر يبحثان تطورات الأوضاع في غزة
الخارجية اللبنانية ترحب بقرار مجلس الأمن التمديد لليونيفيل
تهنئة لحلا أبوشاكر .. بمناقشة الماجستير من جامعة اليرموك
ادعاءات باطلة من لندن في قضية إربيحات
التربية تحدد مواعيد الدورات التكميلية لجيل 2008
آلية احتساب معدل التوجيهي جيل 2008
آلاف الأردنيين مدعوون للامتحان التنافسي .. أسماء
تفاصيل مقتل النائب السابق أبو سويلم ونجله
قرار بتركيب أنظمة خلايا شمسيَّة لـ1000 منزل .. تفاصيل
إربد تفتتح أكبر نزل بيئي في محمية اليرموك
عمّان: انفجار يتسبب بانهيار أجزاء من منزل وتضرر مركبات .. بيان أمني
مقتل نائب سابق ونجله في مشاجرة شمال عمّان
رسمياً .. قبول 38131 طالباً وطالبة بالجامعات الرسمية
100 شاغر ضمن المكرمة الملكية لأبناء المتقاعدين العسكريين .. أسماء
النواب يبحثون إنهاء عقود شراء الخدمات الحكومية
وظائف حكومية شاغرة ودعوة للامتحان التنافسي