سورية .. الله لا يزيد ولا يبارك!
صحيح إن هذه الإجراءات تتم بسلاسة وأدب ولطف, لكنها تبقى غير مريحة وإن كانت حقا لطالبها.. الآن وبعد هذه المقدمة ما زلت متأكدا أنني سأوصف بالعميل والشبيح, لكنها شهادة واجبة.
أولا؛ لا بد من الإقرار أن صاحب الصوت الأعلى ليس هو صاحب الحق والحقيقة, ومن يقف الإعلام في صفه ليس بالضرورة هو الملاك المنزه.
ثانيا؛ لا بد من الإقرار أيضا أن معظم الشعوب العربية لا تعرف إلا القليل عن بعضها البعض, ونحن بطبيعتنا الشرقية عاطفيون جدا, ولا أسهل من تغييب العقل والمنطق عن تصرفاتنا وأحكامنا, ومما يجهله الكثيرون منا عن الداخل السوري هو طبيعة التقسيم الديمغرافي للبلاد, فعدد سكان سورية هو حوالي 23 مليون نسمة مقسمون بشكل رئيسي بين سنة, وشيعة ومسيحيين (عرب) وأكراد, إضافة إلى أقليات صغيرة أخرى هي الشركس والأرمن والتركمان والسريان واللاجئون الفلسطينيون, ومؤخرا اللاجئون العراقيون, ومجموع كل هؤلاء حوالي 10% من السكان.
السنّة في سورية وهم النسبة الكبرى من السكان مقسمون بين طبقة برجوازية (تجار وطبقة وسطى عليا) وطبقة وسطى وفقراء, والبرجوازية السنية في سورية والتي تقدر أعدادها بـ5-7 مليون نسمة وتتركز في حلب ودمشق يهمها جدا الحفاظ على نظام الحكم القائم لأنه وخلال العقد الأخير فتح سورية اقتصاديا أمام العالم, بما مكّن هؤلاء من الحصول على بحبوحة ومصالح اقتصادية كبيرة, ساهم في تدعيمها ما حققته الاشتراكية من حالة من الاكتفاء الذاتي للدولة على مدى عقود, أضف إليهم حوالي 3 ملايين نسمة هم الطائفة الشيعية العلوية, و3 ملايين نسمة من المسيحيين, وهؤلاء أيضا يهمهم بقاء نظام الحكم القائم لارتباطهم به بعدد من العوامل والمصالح الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, وبالتالي فإن هناك 11-13 مليونا من السوريين (50-55% من السكان) يهمهم بقاء النظام الحاكم وإن كانوا لا يعارضون مزيدا من الاصلاحات والانفتاح السياسي وهو ما بدأ حدوثه فعلا.
على الجانب الآخر هناك 8-10% من السكان من الأكراد ممن يهمهم بشكل رئيس الانفصال ولو جزئيا وتأسيس دولة تكون مقدمة لنشأة كردستان الكبرى على غرار ما جرى في العراق المحتل, وهناك مدينتا حمص وحماه اللتان وإن لم تشكلا ثقلا سكانيا كبيرا (مجموع سكان المحافظتين يساوي نصف عدد سكان حلب مثلا), إلا أنهما تشكلان ثقلا سياسيا مرده أنهما المعقل التاريخي لجماعة الاخوان المسلمين والحركات السلفية, وهؤلاء لا يتمتعون بتاريخ مشرق من العلاقة بحزب البعث الحاكم, ويهمهم تصفية الحسابات معه, وبالتالي فإن التركيز الإعلامي على مطالب من يرغبون بالانفصال ومن لديهم حسابات قديمة مع الحكومة لا يجعلهم الحق, تماما مثلما اغفال واقع الفئة التي يهمها بقاء النظام لا يجعلهم باطلا.
الآن لا بد من التساؤل: هل أعداد من خرجوا في شوارع تعز وصنعاء وسواها بشكل شبه يومي طوال عام مضى متظاهرين ضد حكومة صالح أقل من أعداد المتظاهرين في أيام الجمع في المدن والقرى السورية؟ وهل أن الاستراتيجية الأمنية السورية في التعامل مع الواقع الأمني أشد من استراتيجية صالح التي تركز على قصف الأحياء والمدن وساحات الاعتصام بالمدفعية الثقيلة؟ وهل أن الحكومة السورية التي أقرت بمقتل 2000-2500 مدني (تقول المعارضة أن العدد 4000) بغض النظر عن اختلاف الروايات حول سلميّتهم من عدمها, يقابلهم مقتل 2000 عسكري (تعترف جامعة الدول والمنظمات الدولية بـ1000-1300 منهم فقط) هي حكومة مجرمة تستوجب الإعدام والعزل فيما نظام صالح الذي يقتل المئات يوميا حملٌ وديعٌ لا يستحق أي ملاحقة أو عقاب؟.. إذا كان الجواب بـ((لا)) إذن لا بد أن في الأمر ما يستحق الوقوف عنده والتساؤل عن سبب ملاحقة واستهداف سورية إلى هذه الدرجة, فيما يلف الصمت الدولي ممارسات كل من سواها.. هذه الحقائق لا تعني أن الحكومة السورية منزهة عن الخطأ, لكنها لا تعني أن المعارضة حمل وديع مظلوم أيضا, وهي بالتأكيد تشير إلى أن الخطة الأمنية لها ما يبررها, وأن للمعارضة ومن يقف معها أهدافا تتجاوز المعلن.
وقد يكون أبرز مثال على حجم العسكرة ولو بالتزييف ضد سورية ما تم من تحريف وتأويل لتصريحات جلالة الملك للـ(بي بي سي) على يد العربية والجزيرة أولا, وبعدهما كل من نقل عنهما متجاهلا حقيقة ما قيل.
ونص المقابلة الأصلي منشور وموجود. مرة أخرى لست معنيا بمن يحكم سورية, لكنني معني أولا بالعدالة في التعامل مع الواقع السوري, ومعني جدا بالحفاظ على وحدة التراب السوري, ولحمة الشعب السوري, الذي دفعت الأحداث أطيافا منه للتخندق العرقي والمذهبي والطائفي, الذي وصل حدود الخطف والقتل على هذه الخلفيات إلى الحد الذي حدا حتى بهيلاري كلينتون للتصريح بأن الوضع في سورية غدا ينذر بحرب أهلية. في مسرحية (كاسك يا وطن) كتب الكبير محمد الماغوط عن حال أمتنا فقال: كنا 18 صرنا 23 اللهم زيد وبارك, والآن بعد أن قسمنا العراق والسودان وها هي مصر واليمن وسورية على الطريق, أخشى يوما يبعث فيه الماغوط من قبره ليصيح فينا: كنا 23 صرنا 35 اللهم لا يزيد فيكم ولا يبارك!!
أمم إفريقيا: ساحل العاج تفوز بهدف وحيد على موزامبيق
تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام
اكتشاف مليون وثيقة إضافية مرتبطة بإبستين
السعودية تستنكر التحركات العسكرية بمحافظتي حضرموت والمهرة
نقابة المحامين ترفع رسوم اشتراك التأمين الصحي
عائلة منفذ عملية الكرامة تعلن استعادة جثمانه
الأمن السوري يعتقل والي دمشق بعملية مشتركة
النصر السعودي يكتسح الزوراء العراقي بدوري أبطال آسيا
البدور يجري زيارة تفقدية ليلية مفاجئة لمستشفى الحسين بالسلط
منخفض جوي بارد يؤثر على المملكة السبت .. التفاصيل
بدجت لتأجير السيارات تحصل على شهادة Great Place to Workفي الأردن
بلدية الرصيفة تبدأ مشروع إعادة إحياء المتنزه الوطني
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
اعلان مقابلات صادر عن وزارة التنمية الاجتماعية - أسماء
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
استيطان جديد في الضفة الغربية يفاقم الصراع
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025


