عن البندورة ومسدس محادين
هذا الخبر لم يكن الهدف منه نقل هذه المعلومة, بقدر الحديث عن (حق) مزارعي البندورة في التعويض والدعم والمساعدات من الحكومة بسبب ما عانوه من خسائر, رغم أن ذات الخبر يؤكد وعلى لسان أحد المطالبين بالتعويض أنفسهم, أن المزارعين لم يقوموا (بواجباتهم) ويتخذوا الاحتياطات اللازمة لمقاومة الصقيع وهي تتلخص في أمرين: التدخين؛ وهو يتم عادة بحرق الاطارات, والري المكثف قبيل وقت تشكل الصقيع, وهي إجراءات بسيطة ومعروفة حتى لمعظم الأفراد العاديين, فما بالك بالمزراعين!!
ومع ذلك لم يقم أحد بشيء من هذا, والآن يطالب الإخوة المزارعون ((بحقهم)) من الحكومة رغم أنهم لم يؤدوا ((واجباتهم)).
هذه قصة انتهينا من روايتها؛ لتبدأ قصة جديدة في عمان بطلها الناشط الاصلاحي عبد الله محادين, الذي أشهر سلاحا ناريا حيا في شارع الرينبو ووجهه الى أفراد من تظاهرة أخرى مناوئة لتظاهرته المطالبة بتخفيض سعر المحروقات, وهو مطلب معيشي عادل ومشرف, لكن ما قام به المحادين ليس كذلك. ففي بيان الحراك الشعبي حول ما حدث, يقر الحراك أن ما يزعمونه من مواجهة وتحرش بمحادين تم بعد أن انفضت كلتا التظاهرتين, وتوجه محادين الى سيارته, ومع ذلك يلوم البيان جهاز الأمن العام على عدم تأمين الحماية للمتظاهرين, فهل يطلب الحراك أو يقبل أن يرافق شرطي كل فرد من أفراده في حلهم وترحالهم؟ البيان برر حمل المحادين للمسدس الحي وغير المرخص بأنه بسبب تعرض المحادين لتهديدات بالهاتف والرسائل الإلكترونية, وأن (قسم الإسناد الفني) في الأمن العام عجز عن حمايته من هذه الرسائل والمكالمات, والمحادين أمام المدعي العام أضاف سببا آخر هو أنه كان يسمع طرقا على باب بيته ليلا, وعندما يفتح الباب لا يجد أحدا, بل يجد أوراقا مكتوبا عليها رسائل تهديدية لشخصه وأسرته, لكنه حتى هذه اللحظة (وفق أقواله المنشورة وبيان الحراك) لم يتعرض لأي أذى مادي, رغم أن هذه التهديدات مستمرة منذ أكثر من (10 أشهر)!.
الفقيه القانوني مُنتسكيو واضع دستور الثورة الفرنسية وصاحب مبدأ الدفاع الشرعي عن النفس يقول: (إن الفرد لا يحمل ميزانا ليقيس به ردود الفعل في حالة الدفاع عن النفس, لكنك لا ترد الصفعة بطعنة بسكين), وبالتالي فمن غير المفهوم الرد على ألاعيب صبيانية وتهديدات شفوية وبالـSMS والقرع على باب بيتك ثم الفرار مثل أطفال الإبتدائية بالرصاص, خاصة أن سيناريو هذه التهديدات استمر على مدى 10 أشهر دون فعل مادي يؤكد أنها ليست سوى تهويش وألاعيب صبيانية.
في أحداث الداخلية في آذار الماضي تم القبض على أكثر من ثمانين شخصا من طرفي المواجهات, وفي إحدى المرات التي تم فيها الإعتداء الفعلي على أفراد إحدى المسيرات في وسط البلد تم القبض على 11 فردا من المعتدين, كان أحدهم رئيس مجلس طلبة إحدى الجامعات الكبرى, ورغم أن أحدا لم يحاكم على إثر أحداث الداخلية, فقد حوكم الأحد عشر فردا الآخرون وسجنوا, ومع ذلك لم نسمع أحدا يبرر أفعالهم أو يطالب بالإفراج عنهم كما حدث ويحدث في قضية المحادين, ببساطة لأن فعلهم مرفوض وغير قانوني والدفاع عنه أمر معيب, فهل يريد الإصلاحيون دولة قانون أم يريدون قانونا لا يطبق عليهم, أو كحالة جماعة البندورة يريدون حقوقا بلا واجبات؟ الإخوة في الحراك الإصلاحي -مثل جماعة البندورة أيضا- يريدون كل شيء من الحكومة, ورغم أنهم يعتبرون الحكومة أو الدولة عموما خصما لهم, لكنهم يريدون الاصلاح الشامل منها وحدها دون أن يصلحوا أنفسهم, فبعيدا عن حادثة المسدس غير المرخص الذي أشهره المحادين في الشارع, فإن معظم تحركات ومسيرات الإصلاحيين تتم خارج إطار القانون, فلا يؤدون واجبهم القانوني بإخطار الجهات الرسمية, وعادة ما تعرف الشرطة بالمواعيد من وسائل الإعلام, ومع ذلك فهم ينزلون إلى الميدان ويؤمنون الحماية وتحويل السير وإغلاق الطرق, رغم عدم قانونية النشاط الذي يعقده المطالبون بدولة القانون!!
الحراك في بيانه ومعرض دفاعه, يتحدث وكأنه من أمّن المسدس للمحادين, فهم رغم تأكيدهم أن المحادين بعد القبض عليه مُنع من لقاء أحد, إلا أنهم يؤكدون أن المسدس كان معطلا ولا يطلق! فكيف عرفوا هذا؟ وإذا كان المسدس معطلا, ألم يكن أجدى للأخ عبد الله لو حمل مسدس صوت أو حتى (فرد خرز)؟!؟ في ثورة مصر قُتل مئات المصريين بدم بارد, ويقال أن العدد زاد على 2000 بين قتيل وجريح, ومع ذلك لم يحمل مصري (عصاية مكنسة) في وجه من يريد قتله, بل إن المعتصمين في التحرير كانوا يطردون من يفكر باستخدام العنف ولو للدفاع عن نفسه, لكن عندنا يبرر الحراك وأنصاره حمل السلاح بل وإشهاره في الشارع خوفا من الـ!SMS, ولو كان المحادين أطلق النار, لكانوا برروا ذلك أيضا ودافعوا عنه. بالمحصلة فإن ما قام به الإصلاحي عبد الله محادين فعل مدان وغير مبرر, والدفاع عنه خطيئة من ذات حجمه, وما يزيده فداحة أنه صادر عن فرد وجماعة ينتمون إلى حراك يطالب بدولة القانون, لكن الواضح أن فهم الأردنيين للقانون أنه حقوق بلا واجبات.. أو كما قال أحد الأصدقاء: نحن على حق حتى نخطئ، وعندما نخطئ، الحق عالحكومة!! يا سادة إذا كان إصلاحكم سيأتينا من فوهّة البندقية وعلى طريقة (إزرع وإقلع بندورة والدولة بتدفع.. فسايق عليكوا الله خلونا بالفساد).
أمم إفريقيا: ساحل العاج تفوز بهدف وحيد على موزامبيق
تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام
اكتشاف مليون وثيقة إضافية مرتبطة بإبستين
السعودية تستنكر التحركات العسكرية بمحافظتي حضرموت والمهرة
نقابة المحامين ترفع رسوم اشتراك التأمين الصحي
عائلة منفذ عملية الكرامة تعلن استعادة جثمانه
الأمن السوري يعتقل والي دمشق بعملية مشتركة
النصر السعودي يكتسح الزوراء العراقي بدوري أبطال آسيا
البدور يجري زيارة تفقدية ليلية مفاجئة لمستشفى الحسين بالسلط
منخفض جوي بارد يؤثر على المملكة السبت .. التفاصيل
بدجت لتأجير السيارات تحصل على شهادة Great Place to Workفي الأردن
بلدية الرصيفة تبدأ مشروع إعادة إحياء المتنزه الوطني
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
اعلان مقابلات صادر عن وزارة التنمية الاجتماعية - أسماء
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
استيطان جديد في الضفة الغربية يفاقم الصراع
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025


