اللايكيون و"التلييك" الحكومي

mainThumb

11-12-2011 06:12 PM

لا نستطيع إنكار ما أحدثه الفيس بوك من ثورة في نمط سلوك الكثيرين وبخاصة قطاع الشباب، ويمكن لعلماء النفس والاجتماع أن يجدوا مادة خصبة في هذا المجال، إلا أن أكثر ما استوقفني في هذا "الموقع السحري" هو اختراع "اللايك" و"الأن لايك".


فالكثيرون يقومون باستخدام اللايك للتعبير عن موافقتهم على ما يكتبه صديق ما أو إعجابهم برابط قام بتنزيله، و يستخدم أحياناً للتعبير عن مواساة شخص ما في وفاة عزيز أو تأكيداً على حضور نشاط أو فعالية ما.


بعض الفيسبوكيين لديهم هواية التلييك (باللام طبعاً )، فتراه ما إن يفتح صفحته على  الفيس بوك حتى "ينزل تلييك عن جنب وطرف"، فتراه "يليّك" كل ما تطاله عيناه من ستيتس ولينك وبروفايل وإفنت. ويعتقد هؤلاء أنهم بهذا "التلييك" يستطيعون أن يفتحوا علاقات اجتماعية مع أصدقائهم الفيسبوكيين على طريق إنشاء "الجبهة الفيسبوكية للتلييك وتحرير فلسطين".


البعض الآخر همه الأساسي في الحياة هو جمع أكبر عدد من اللايكات (باللام أيضاً ) لستيتس كتبها أو  رابط قام بإنزاله، وتراه بعد أن يكتب الستيتس يجلس متسمراً أمام شاشة الكمبيوتر بانتظار لايك هنا أو تعليق هناك، وتنفرج أساريره بحصوله على عدد لايكات من خانتين، أما إذا كان في يوم نحسه وتحصّل على لايكات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة فإنه يدخل في طور اكتئاب ويبدأ في البحث عن آلية لتطوير أدائه وتوسيع علاقاته الفيسبوكية من اجل العودة إلى مستواه اللايكي المعهود.


على صعيد متصل، تبدأ الحكومة بفتح حوار مع قوى الحراك الشعبي، وقد ورد إلى مسامعنا أن الحكومة ستستخدم الطريقة الأسهل والأقرب إلى القلب في بناء العلاقة وجسور الثقة مع الحراك وذلك عن طريق "التلييك" (باللام أيضاً وأيضاً) الفيسبوكي، حيث ستعمل الحكومة جاهدة على "تلييك" كافة قوى الحراك من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ... فهل سيجلس قادة الحراك متسمرين أمام شاشات الكمبيوتر منتظرين "تلييك" الحكومة؟! أم أن ما فشل به البخيت والساكت لن ينجح فيه الخصاونة والمجالي؟! ... والحدق يفهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد