دولة القانون : رقصني يا جدع

mainThumb

16-12-2011 02:10 PM

تعتبر آلة القانون من أقدم الآلات الموسيقية التي عرفتها البشرية، حيث يرجع تاريخها إلى ما يقارب ال5000 عام، وهي بشكلها الحالي آلة عربية يرجع عهدها إلى العباسيين، وقد اقترن اسمها بالتخت الشرقي حيث تعتبر من أهم مكوناته إضافة إلى "راقصات ألف ليلة وليلة".

في الأردن، لم يكن لــ"القانون" حصة في مجتمعنا، فقد سيطرت الربابة و"بستان" عبده موسى و"يا عنيّد يا يابا" والبنات اللي"حلّن شعرهن" على المشهد الفني الأردني، إلى أن اتخذت السلطة قراراً ب"صف الربابة" واستبدالها ب"القانون" وتخته الشرقي، ومن هنا بدأت الحكاية...

فبدلاً من ربابة واحدة و"بستان عبده موسى" للجميع، أصبح لدينا "قانون" لكل محافظة، "قانون" لكل مدينة و"قانون" لكل "حارة"، وأصبح حجم "القانون" بحجم نفوذ الشخص أو الجهة، فواحد يستطيع ب"قانونه" أن يعزف أمام مقر صحيفة ما فيمنعها من توزيع مطبوعاتها، وعشيرة تعزف على طريق المطار فتغلقه، وأخرى تنصب تختها الشرقي في وسط المحافظة فتشل الحركة فيها، أما أجمل "قانون" فذاك الذي يُمنح لشخص ما فيعزف على أراضي الدولة لتصبح ملكاً له.  

السلطة التي استبدلت القانون ب"قانون"، والسلطة التي قامت بمنح كل حارة "قانون" والسلطة التي حرمت شعبها من "الربابة" و"بستانها"، هذه السلطة هي الوحيدة التي تتحمل مسؤولية عزف المواطنين على "قانونهم" في الشوارع وعزوفهم عن القانون ... والحدق يفهم.  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد