صحيفة السوسنة الأردنية

أوشكت سنة 2011 على الانتهاء التي وحتى نهايتها كانت تعج بالأحداث وسقط فيها أربعة رؤساء وستلحق أنظمتهم آجلا أم عاجلا، وما هي إلا شهور قليلة ويبدأ ربيع جديد على الحقيقة، ويبدأ ربيع عربي سياسي أكثر نضجا وتفاؤلا بدول جديدة يكون للشعب فيها اليد الطولى بعد أن أمطرت الأرض العربية على مدار عام كامل بأفكار الحرية والكرامة والتحرر من عصابات المافيا وحكم الأسر التي أغرقت العالم العربي بالتخلف والجهل والفقر والخيانة، ومازالت نباتات الحرية العربية تتحفز لتنبت نبتا جديدا في مختلف البلاد العربية عن طريق التظاهر أو التحرك السياسي الشعبي ناسية العصف القديم للأنظمة الساقطة في العالم العربي الذي داسه الشعب وذرته الريح...

أي كائن حي لابد أن يشيخ وينتهي، وخاصة بعد أن يعتريه الوهن والضعف أوالخرف.... في الطبيعة عندما تمتلئ الغابات بالنباتات وتتشابك ويتعسر على الكائنات التنقل فيها وتصل الى درجة كبيرة من الجفاف، تنزل عليها صواعق من السماء فتحرقها وتنهيها لأنها ماعادت تخدم الحياة والتجدد، ثم يأتي المطر فيعم الغابة السوداءالمحترقة وما هي الا أيام حتى تطل النباتات الجديدة وتعم الخضرة وتبدأ حياة فتية..هكذا بعض الأنظمة العربية.. وصلت الى حد طلب الحرق لتبدأ بعد المطر حياة جديدة وروح جديدة لا تمت للأنظمة السابقة بصلة..

لا يمكن أن يتوقف أي حراك في أي بلد عربي تعرض لثورة، أو تعرض لاحتجاجات إلا بمكاسب حقيقية، تختلف عما تضمره الأنظمة الحاكمة التي تخطط الى إدامة الوضع الحالي المتخبط بسبب تمسكها بالحكم رغم السيل العارم الذي يدفعهم الى التخلي عن مناصبهم التي سرقوها من الشعب، ويجيشون الجيوش لقمع الشعب طمعا منهم في الرجوع الىما كانوا عليه قبل الربيع، متجاهلن أو غير مدركين لحتمية التغيير في الطبية وفي الكون وما هم إلا أشجار هرمة نخرها السوس وسوف تقتلعها رياح الثورات وتلقيها في أودية الماضي الآسن المرسوم بأوجاع العرب وذلهم وفقرهم وهم في أرض ملأى بالخيرات وكل الأمم تنعم بخيرها إلا أهلها!!!

الربيع القادم سيكون أفضل وسيواصل العالم العربي تنفسه وسيشق نبت الحرية تربة القهر رافعا رأسه للأعلى رغم القوى التي تحاول طمسه في التراب مرة أخرى، وهذا لن يكون لأن الزمن لايرجع الى الوراء....