آخر مرة .. يا برلمان !!!!

آخر مرة  .. يا برلمان  !!!!

24-12-2011 02:32 PM

من ذكريات " الولدنة " من  أيام الدراسة في كافة المراحل المدرسية التي ما زالت عالقة في ذاكرتي هي الحضور المتاخر للطابور الصباحي لأجد الاستاذ المناوب واقفا بشموخ امام بوابة المدرسة الخارجية ، ملوحا بعصاه البيضاء الطويلة في وجهي ، مبادرا في إلقاء تحية الصباح علي بكل تهكم وإستهزاء ( الله يسعد صباحك يا حبيبي ) مستتبعا التحية بعدة أبيات واظنها من قصيدة شعرية نبطية ( أزهرت وانورت والنور غطاها ) إلى آخر القصيدة التي نسيتها ، طالبا من شخصي المتأخر عن الدوام أن أفرد يدي ( إفتح إيديك عمو )  لانال بعدها  من بركات عصاه الرفيعة ضربات أليمة في كل ضربة يضربها يتممها بجملة ( جايلي متأخر يا روح امك ) ،  اما انا فارد عليه مستصرخا ومستنجدا عطفه ( والله آخر مرة يا أستاذ ) لينهي صباحي بركلة فجائية على ..( .....) بقوله ( إقلب وجهك على صفك ) ...!!!!

طالعت الايام الماضية بذهول أخبار مجلس النواب والذي كان من المفروض ان يكتمل نصابه ليتم مناقشة في جلسة خاصة  قضية تمس كل الاردنيين وهي ( الخصخصة ) والتي كانت من اهم تداعيات كل المسيرات والمظاهرات في البلد بل وعدنا من قبل دولة رئيس الوزراء ان يتم فتح ملفاتها كونها وكما اقر دولته بإنها كانت وسيلة من وسائل نهب المال العام فسعدنا جميعا بذلك وانتظرنا حضور السادة اعضاء مجلس النواب لنعرف من خلال هذه الجلسة اولئك الأبطال الذي اجرموا وباعوا ممتلكات ومقدرات وطنية واغرقوا الوطن في اكبر مديونية سيسجلها التاريخ الأردني ، ( ويا فرحة ماتمت ) فالجلسة لم يكتمل نصابها بدواعي الحضور المتاخر لبعض السادة النواب والبعض الآخر بسبب الغياب ، حينها تذكرت قصص ( الولدنة ) أيام المدرسة  وحتى لا يفهمني السادة النواب ( غلط ) او حتى لا أتهم بقضية إغتيال الشخصية سأوضح اكثر وبإسهاب تخيلت امامي نفس المدرس امام بوابة مجلس النواب  يقوم  بضربي بعدد ( 111 ) ضربة من تلك العصاة  ومستبدلا قصيدته النبطية بقولة ( يا شايف الزول يا خايب الرجا ) ولكن هذه المرة كان يتمتم على مسمعي بصورة تهكمية إستعراضية ( عشان تنتخب يا روح امك هيك مجلس نواب ) وما إن استحلفته مستنجدا بعطفه  ليطلق سراحي من هذا العقاب المشين ضربني بركلة فجائية بارعة على ( ........) منهيا هذه الحركة بكلمات اصمت كلتا أذني ( روح إقلب وجهك وبسرعة على داركو عمو ، ولا تنسى المرة الجاي لما تنتخب تجيب معاك تسالي للنقرشة ) ..!!!


وعليه يا سادة يا كرام وبعد هذا العرض التأملي والتخيلي لما احدثموه من غصة في قلبي واظن في قلب كل الأردنيين ساعلن براءتي منكم وعلى الأشهاد وسأسجل ندمي في مدونة تاريخي الشخصي لانني شاركت في إنتخابكم ولم ينوبني من ذلك إلا قص زاوية هويتي الشخصية ولكنني من الآن وصاعدا ساعلن إنضمامي لكل الاخيار في هذا البلد ليتم تغيير قانون الإنتخابات الحالي بقانون حضاري يكون من مخرجاته نواب وطن وليس نواب (حواري ) لاضمن في المستقبل عدم ضياع هويتي وحتى لا  نسجل امواتا ونحن احياء في سجل الأحوال المدنية ..!!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد