امنية العام الجديد

mainThumb

30-12-2011 08:12 PM

  كان صباح الأول من كانون الثاني ....عندما استيقظ على رائحة حذائه الملقى في زاوية غرفته الوحيدة. 

للبردِ رائحة ُ جوعٍ مزمنٍ ، يتحدُّ مع تلك التي يعبق بها المكان ، تتسللُ إلى معدته الفارغة، تصل إلى أحشائه ، تنفخُها فيتكوّرُ بطنه الملتصق بظهره قليلاً، تمنى لو أنَّ باستطاعته البقاء كغيره في الفراش ، لكنه لا يستطيع فثمة الكثير ليعمله ليحصلَ على رغيف الساندويش .

 تناول حذاءه ، تأمله ، كانت ثقوبه قد كبرت عامًا آخر ، ولم يعد يفصل بينها سوى خيوط رقيقة من الجلد المتقشر ، نظر إلى صورة والده المعلقة على الجدار قبالته ، رمقها بحقد عاتب ، انتعل حذاءه ، لعن عيشته ، صفق الباب خلفه وخرج ! 

قطرات المطر تنزلق عن أحذية المارة بانسياب ، بينما تتخلل أصابع قدميه ، تنخر عظمها ، يشعر بقشعريرةٍ في جسده ، يلعن عيشته مرة أخرى ويتابع المسير. تستوقفه عنوةً تلك الزاوية كان قد ظهر من خلالها على شاشة التلفاز قبل سنتين في برنامج "أ حلامك في العالم الجديد " ، كان حينها يُعالج أحد ثقوب حذائه عندما فاجأته المذيعة سائلة ً: ـ " ما أمنياتك في العام الجديد ؟ " . ـ " حذاء جديد ! " .... أجاب بلا تردد .

 بعدها رسمَ صورًا متعددةً لأحذية بألوانٍ مختلفة ، وهمًّا واحدًا كان يشغله ، و هو عدم امتلاكه لطلاء تلميع الأحذية !


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد