ماذا .. تبقى لكي نحرقه .. !!!

ماذا  .. تبقى لكي نحرقه  .. !!!

13-01-2012 03:35 PM


اليوم قام مواطن بحرق صورة الملك ، وبالأمس قام مواطن بحرق نفسه وقبلها بايام تم حرق مقر احد الأحزاب الأردنية الجديدة وقبلها بأسابيع تم حرق مقر جبهة العمل الأسلامي في المفرق ، السؤال ماذا سيجني الوطن من ثقافة الحرق والتحريق ...!!!!!
الملك نفسه أدان الحريق الذي أستهدف حزب جبهة العمل الأسلامي آنذاك ، وقيادات الحراك من الشخصيات القيادية والحزبية يدينون المساس بصورة الملك ، نحن نختلف على أشياء كثيرة ولكن ما يجمعنا هو  حب الوطن ...ولكن فيما يبدو ان المعضلة الابرز التي نعيشها الآن  هو في  كيفية التعبير عن حب الوطن ...!!!!
فإذا كنا نحب الملك فكيف يستقيم حبنا وولاؤنا له  مع حرق مكون من مكونات الدولة التي يسعى الملك لتعزيزها في بناء مؤسسات الدولة من احزاب ومنظمات مجتمع مدني ، اخذت من عمر بناء وترسيخ إطار الدولة الأردنية الجهد الكثير ، بل انني أستغرب أشد الإستغراب ذلك التجيش غير المبرر نحوها في الوقت الذي كثيرا ما نتغنى فيه في الثورة العربية الكبرى وننسى ان الثورة لم تكن امرا واقعا لولا هبة المستنيرين من رجال الفكر الذين تكتلوا في شكل أحزاب وجمعيات ليعاضدوا الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه في ثورته ضد سياسة القمع والتتريك التي مارسها حزب الإتحاد  والترقي ...!!!!
وكيف نمارس الحرق والتحريق ضد احزاب لا يمر لقاء لجلالة الملك مع النخبة من رجال البلد ليتحدث لهم عن شان عام من شؤون الوطن إلا ويكون فيه  امناء الاحزاب في الصف الاول بهذا اللقاء يسمع منهم  وياخذ آرائهم فيها ....!!!!! فكيف نحرق مقرات من يجلس معهم ويشاورهم الملك ...؟؟؟
اما أولئك الذين يكيلون السباب والشتائم والحرق والتحريق لصورة الملك ، لو أستعرضتم كل ما يصدر عن قادة المعارضة والحراكات من الشخصيات الفاعلة والمسؤولة لن تجد فيهم او  احدا منهم يمس صورة الملك او يقوم بإطلاق الشتائم عليه ، فما بيننا وبين الملك بيعة وقعها الأجداد في زماننا الغابر وإن طفى على السطح من دخل بيننا وبينه في هذه البيعة فعلينا واجب النصح بكافة الوسائل التي تجعل من صوتنا مدويا في السماء ولكن دون اللجوء للحرق والتحريق والمساس برمزية الملك  ..!!!
إن ما نعيشه الآن من ظروف عصيبة علينا جميعا وبكل مكونات الدولة ان نشير بكل وضوح إلى مكمن الخلل ولا يختلف منا أحد سواءا أكان معارضا او مواليا بانه " الفساد " الذي نخر وعشش في مؤسسات واجهزة الدولة ، فبدلا من التناحر فيما بيننا ونمارس سياسة الحرق والتحريق في رموزنا ومكوناتنا فانه من الاجدى والأجدر بنا أن نوجه جمعنا عليه ، لنبيده قبل أن يبيدنا مستغلا تفرقنا  ...!!!
كلمة اخيرة ولا خير فينا أن  لم نقولها لوجه الله ثم للوطن والمليك بان " شلة المرتزقة " او ما يعرف " بالبرامكة الجدد " باتوا من يستغلون إختلافنا   في التعبير عن حب الوطن ويوفروا لنا أعواد الثقاب ، لنمارس الحرق والتحريق في اجسادنا ورموزنا ومكوناتنا ، بعيدا عن " مزبلتهم " المنتنة برائحة فسادهم العفن ، مما يستوجب منا جميعا ان نتفق على إشعال الحريق في اوكارهم ، حتى لا يحترق الوطن الذي هو اكبر منا جميعا شاء من شاء وأبى من أبى  ...!!!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد