الفتنة بأي شكل من الاشكال او بأي صورة من الصورنتائجها وخيمة يعم بها الخراب والفساد والهرج والمرج ومن يدعو اليها فإنه ظالم لنفسه ولغيره ومعلوم من الدين بالضرورة ان موقظ الفتنة يحمل وزر نفسه ووزر من اتبعه فيها الى يوم القيامة فانتبه اخي المسلم المؤمن حقا ان كل من يدعو الى البلبلة يجب قبل ان نتبعه ان نضعه على ميزان الدين والشرع هل مسعاه سليم يريد به اصلاح الامة وايصالها الى بر الامن والأمان ام يريد مصلحة دنيوية آنية يحققها لنفسه ويجر خلفه رعاع الناس باسلوب الفوضى والغوغائية الذي يحرق الأخضر واليابس والواقع الحالي نراه بأنفسنا – ولا تكذب عين راء – نرى ما حدث في البلدان المجاورة والبعيدة في العالم كله .
ولنا عبرة جلية واضحة فيما حدث عبر التاريخ من نتائج الفتن الدامية والتي افرزت العداء على مر الدهور والعصور –وما نراه في الاردن الان يقودنا الى ان نتذكر فمن منا لا يتذكر اليهودي الذي ايقظ الفتنة بين الاوس والخزرج بتذكيرهم بيوم بعاث فكان الرسول الكريم بين ظهرانيهم والان دعنا نحتكم الى شرع الله تعالى وسنة رسوله في كبح جماح الفتنة ومنع وقوعها وتجبير الأمر قبل كسره ، أجل فينا نحن في الاردن الحكماء والعقلا من يقرأ الامور ويستخرج نتائجها قبل وقوعها دعنا ندعواالى التآلف والتعاضد والتكافل والتعاون والوحدة والاتحاد نحن في الاردن كما مجتمع المدينة المنورة عند الهجرة متآخين متحابين هكذا يجب ان نكون - لعن الله الفتنة ومن يسعى الى ايقاد جذوتها - دعنا نترك كل ما يدعو الى التفرقة من حزبية او جهوية او فئوية او تعنصر مهما كان لونه وشكله دعنا ندعو الى نظام خال من الفساد بأن نسعى الى الاصلاح خطوة خطوة ( فكل ما سخن بسرعة يبرد بسرعة ) دعنا نبدأ الاصلاح من قاعدة الهرم حتى ترسخ قاعدة الاصلاح وننطلق الى الخطوة اللاحقة واقفين على ارض صلبة واقدام ثابتة وعزم اكيد بفكر ناضج ونية سليمة الاصلاح ليس عبارة عن كبسة زر الاصلاح يحتاج الى اجيال لكن المهم البداية بصورة صحية بنية صادقة -الاصلاح يعنى بناء مجتمع متكامل ولا يمكن أن يكون البناء من الأعلى ابدأ بنفسك ثم اسرتك وهكذا خطوة خطوة كى نصل الى الصواب ولنا في اسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة وقدوة طيبة في العودة الى الاسلام .
دعونا ندعو الى الوحدة والمحبة في وطننا الحبي علّ الاردن يكون بؤرة ونواة المحبة والأخوة في العالم الاسلامي دعونا نصل انفسنا وبيوتنا اولا - وليتحمل كل واحد من مسؤوليته لا ان يلقيها على كاهل وعاتق غيره – قال عليه الصلاة والسلام بما معناه – ان على ثغرة من ثغر الاسلام فلا يؤتين من قبلك – اي فليقم كل واحد منا صغيرا او كبيرا بواجبه تاما غير منقوص عندئذا لا يهمنا من كان على قمة الهرم لأن ما تحت القمة صالح سليم والقاعدة العلمية تقول ما بني على اساس صالح ثابت راسخ سيبقى ويدوم شامخا ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون هناك رسوخ على اساس غير متين وما نلحظه الآن في عالمنا العربي كثرة المتسلقين ولو على جماجم الغير او ارواحهم او اعراضهم او ممتلكاتهم المحصلة عنده والنتيجة ان يصل او يتحصل على نفع ولو آني مهما كانت النتيجة – كم المثل عند الاخوة المصريين – انا ومن بعدي الطوفان – فلذلك ايها الأخوة الأعزاء في اردننا الحبيب الغالي لا تكون وقودا للفتنة في الدنيا ووقودا للنار في الآخرة انتبه وليكن لديك نضوجا في قراءة ما بداخل افكار الآخرين – حزبيين او فئويين او متعنصرين - انت وحدك اخي الفاضل انظر في مرآة نفسك ووازن امورها على ميزان الاسلام والدين لا غير ذلك ووحدك تستطيع ان تقرر وتحدد موقفك ان كنت فطنا راجح العقل
لا تسر مثل نعجة خلف كبش يرج جرسه في عنقه فيصدر صوتا تسمعه وتسير خلفه انتبه الى دربك وطريقك وفكر جليا في النتائج على نفسك وغيرك .