الإساءة للثورة التونسية بذكراها الأولى في استقبال الخونة والعملاء

mainThumb

28-01-2012 11:34 PM

احتفل الشعب التونسي الشقيق قبل أيام بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق ثورته المباركة التي كانت الشرارة الأولى لانطلاق ما يسمى بالربيع العربي الذي للأسف اختلط به الحابل بالنابل وتداخلت به الأشياء حتى أصبح الحليم حيرانا كما قال النبي العربي محمد عليه الصلاة والسلام . 

لا شك أن الثورة العربية كانت متوقعة وأي متابع لشؤون المنطقة كان يتوقع تغيرات ما مبهمة وذلك نتيجة القهر والتسلط الذي مارسه حكام العرب خاصة في تونس ومصر وهم القطران الوحيدان الذي يمكن أن نسمي ما حدث بهم بالثورة ولكن للأسف قادة تونس الجدد الذين جاءوا بالانتخاب بعد قمع وإقصاء طويل دام أكثر من خمسين عاما ، قد أساءوا للثورة التونسية التي بدأت عملاقة وستبقى بالشعب كذلك على نظام من أسوأ الأنظمة وأكثرها شمولية ، حتى وصلت البجاحة بذلك النظام بمراقبة وإحصاء عدد المصليين في الجوامع حتى وصلت الأمور بالمصليين أنهم لا يستطيعون تغير مساجدهم لو حكمت الظروف بذلك إلا بواسطة البطاقات الممغنطة ، وجاءت حادثة بوعزيزي لتفجر ما في القلوب ويخرج الشعب عن طوره في ثورة عفوية وخرج الطاغية هاربا كالفأر المذعور وانتصرت إرادة الشعب التونسي الشقيق وجاء الحصاد بعد ذلك بإجراء انتخابات حرة نزيهة أفرزت ظهور واضح لدعاة الإسلام السياسي والأحزاب الأخرى ، وجاء احتفال التونسيين بثورتهم المباركة كبيرا يليق بها ولكن حكام تونس الجدد أساءوا لأرواح شهداء الثورة من خلال استقبالهم لعملاء الناتو في قطر وليبيا ، وماذا يعني تصدر شيخ براميل النفط حمد آل ثاني وتصويره وكأنه صانع الثورات والتغير ، وماذا يعني استقبال أنابيب الناتو من العملاء عينة المدعو مصطفى عبد الجليل وغيره الذين كانوا ولوقت قريب من رجال العقيد الشهيد معمر ألقذافي ولأكثر من أربعين عاما وكان وزيرا للعدل حتى انشق في مؤامرة صهيو أمريكية خليجية وأصبح رئيسا لتجمع العملاء من أنابيب الناتو ، وماذا يعني إعطاء الشيخ برميل القطري كل تلك الأهمية وهو من انقلب على والده ولم يجد إلا أقذر الأماكن ليسجنه بها ، وأول من بارك انقلابه على والده الصهاينة في واشنطن وتل الربيع المحتلة وعرب الاعتلال .

 انظروا لعلاقة محمية قطر بالكيان الصهيوني حتى قال أحد الاقتصاديين أن التبادل التجاري بين قطر والكيان الصهيوني أكبر من أي دولة عربية بما في ذلك مجلس العهر في الخليج المحتل وقال أحد السياسيين الصهاينة عن تلك المحمية المسماة بقطر أنها بريد إسرائيل السريع على حد قوله .

 إن حكام تونس الجدد المنتخبين للأسف الشديد ارتكبوا جريمة بحق الثورة التونسية وهذا ما قاله الشعب التونسي وتظاهروا من أجله باستقبالهم العملاء والخونة في قطر وليبيا المحتلتين إلا إذا أصبح هناك اختراع جديد لثورات الشعوب ونضالها يسمي عملاء الناتو ثوارا كما صورتهم بذلك قناتي الجزيرة والعبريــة .

 لقد كان منظر زعماء تونس الجدد وهم يستقبلون رئيس تجمع العملاء الليبيين والشيخ برميل وعصاباتهم صدمة لكل أحرار العرب الذين تحمسوا للثورة التونسية التي كانت دليلا قاطعا على الوحدة العربية وان قضايا الأمة واحدة بدليل اشتعال الثورة في تونس وبعد ذلك وصلت الى مصر والبحرين والجزيرة العربية واليمن ، لأن الهم العربي واحد ولقد وحدتنا الثورة التونسية وشقيقتها المصرية بعد ذلك ولكن للأسف جاء استقبال قادة تونس الجدد للخونة والعملاء ليشكل لنا صدمة مؤلمة ، وأصبحنا نتساءل هل جرى احتواء الثورة من قبل أعداء الأمة الصهاينة والأمريكان الذين استوعبوا الصدمة وقاموا للأسف بما يملكونه من مال وعملاء للثورة المضادة وما حدث في سوريا وليبيا أكبر دليل على ذلك .

 وبعد ما أصدق وأعظم الثائر ألأممي الأكبر من كل الألقاب جيفارا حين قال (( إن الثورة يصنعها الأبطال ويتاجر بها الأوغاد )) ولن نقول أكثر مما قاله الشعب التونسي أن تونس الثورة لا يشرفها استقبال الخونة والعملاء على أرضها الطيبة التي زكتها دماء الشهداء .  

 alrajeh66@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد