الكيان أمام حقيقته

mainThumb

14-06-2025 02:41 PM

الضربة الأخيرة على إيران، الذي نفذتها هي أميركا من قواعدها في الخليج، ومن بارجاتها، حتى العمليات الاستخباراتية داخل إيران هي أميركية..
إذ كيف لمئتي طائرة تقلع من فلسطين المحتلة وتنفذ مهمتها وتعود، دون التزود بالوقود، وتزويد مئتي طائرة بالوقود جواً أمر صعب جداً ويستغرق وقتاً طويلاً؟!!

أما ما مصلحة أميركا في ذلك، هي تريد استئناف العمل على صفقة القرن، وإنهاء النفوذ الفرنسي في ايران وإضعافها حتى لا يمكنها دعم أحد من أذرعها، ثم بعد ذلك تلتفت الى الحشد الشعبي وإنهاء المليشيات الإيرانية في العراق، وتكون بذلك قد تفوقت على فرنسا وأوروبا بعد أن أستحوذت على الشام والعراق اللتين كانتا عقبة في طريقها، يبقى الحوثيون وبقايا حزب الله، يمكنها تحييدهما عن طريق المفاوضات بعد اقناعهما بأن محور المقاومة قد انتهى وأن التمسك به عبث يؤثر على مستقبل دولهما وإدماجهما سياسيا في الدولة.

بالرغم من كل ذلك، فإن القصف الجوي لا يحقق الانتصار مهما كان قاسياً، لذلك قد لا تنجح أميركا، والفشل احتمال كبير، لأن الأمر ما عاد مقتصراً على فرنسا، فهناك تحالفات جديدة، وأن شرق آسيا له رأي آخر لا يعجب أميركا.

وأتوقع أن هذه الضربات الموجعة ستجعل إيران إن كانت حقيقة تريد حماية نفسها وشعبها أن تنهي مهزلة الارتهان للخيار الفرنسي الذي جعل منها شرطياً فضاً في بلاد العرب يقمع هذا ويذل هذا ويدعم ذاك حتى أنهكت شعبها واستفدت طاقتها ومواردها، وعليها تنويع تحالفاتها مع من ينهض بها وشعبها كالصين أو روسيا، فهما أقرب لها وليسوا كالغرب يدخلونها في حروب تضعفها أمام خصمها وتسلخها عن أمتها.
لكن الرد الإيراني السريع، أوضح لإسرائيل التي (شالت القضية) أنها تغامر بوجودها، وأن أميركا تزج بها في أتون حرب، أكبر منها ونتائجها كارثية عليها، وإن الصراع الدولي سيضعها على مفترق طرق قد ينهي وجودها، فهذه العربدات الأميركية التي يتبناها الكيان وأنه هو من نفذها، ويدعي أن يده تطال أي مكان في الإقليم، ستسفر بالنهاية عن كارثة تضعه في حجمه الحقيقي، وتجارب المنافسين مع أميركا أنها اذا فشلت تنسحب كعادتها وتترك الكيان يعاني، فهو لم يحقق الردع في الإقليم، ولم ولن يستطيع الهيمنة على محيطه كما تمنيه أميركا، بل بالعكس يزداد الغضب والرفض لها والإصرار الشعبي على انهاء هذا المشروع الفاشل، فاي طرف دولي يربط طموحه في السيطرة بالكيان سيواجه الرفض من الشعوب، وسيواجهه أيضاً من الموقف الدولي الذي سيعمل ضد الكيان، ويحاول رد الصفعات الأميركية بصفع الكيان قبل أميركا، وعندما تصل أميركا إلى طريق مسدود، ستغادر وتترك الكيان يواجه مصيره المحتوم..
أميركا فشلت في السابق عندما كان الموقف الدولي أقل عداء لها أو لا يستطيع مواجهتها، وكانت استراتيجيتها، هي السيطرة على مستعمرات فرنسا وبريطانيا في الشرق الأوسط والاستحواذ على النفط، أما الآن فهي تعادي العالم كله، تعادي الصين وروسيا وتعادي محيطها في الأمريكيتين، حتى أصبح حلفاؤها المخلصون كاليابان وألمانيا يفكرون بالانعتاق من عبوديتها، عدا عن أن الصراع الدولي لم يقتصر على النفط والغاز، بل أصبح تجارياً وتكنولوجيا، ولم تعد هي المسيطرة عليه..
علاقة أميركا مع الكيان هي كعلاقة ربطت بين قط وجمل، الجمل مزهو بحجمه ويعتقد أن الناس تخافه لحجمه وشكله وصوته، والقط يدعي المرونة والخبث والتخفي إذا داهمه خطر، لكن كلاهما يفقد مزاياه عندما يقفوا أمام اختبار حقيقي بهجوم لكن الخاسر الأكبر سيكون القط الذي يظن نفسه أسداً....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد